تعتبر محطة الحجاز للسكك الحديد في دمشق احدى علامات التاريخ العثماني، اذ انها تملك ارثاً يعود الى اكثر من مئة عام حين بدأ العمل بانشاء خط الحديد الحجازي في العام 1900 في عهد السلطان عبدالحميد الثاني. ومع ذلك فان استثمارها لا يزال دون الطموح وان ظهرت محاولات جدية في السنوات الاخيرة لاستغلالها. وكان العمل بانشاء خط الحجاز بين دمشق - المدينةالمنورة بدأ عام 1900 واستغرق ثماني سنوات، بهدف ربط الخلافة العثمانية بالأراضي المقدسة لتجنب المرور بقناة السويس بعدما بسط البريطانيون سيطرتهم على مصر. كما انشئ في الفترة نفسها خط الحجاز القديم لخدمة انتقال الحجاج الى الديار المقدسة ليقسم في ما بعد الى ثلاثة أقسام تدير كل دولة القسم الذي يمر عبر اراضيها، وهناك خط سرغايا - دمشق الذي يعود الى العام 1895 وكان يصل دمشق ببيروت. وانتهت "المؤسسة العامة لسكك الحديد" اخيراً من عملية ترميم العربات والقاطرات المستخدمة، وجهز بعض القاطرات البخارية النادرة التي تشكل عامل جذب للسياح، وأعادت افتتاح الخط القديم سرغايا - دمشق الذي توقف عن العمل فترة طويلة وتلته اعادة خط درعا - بحيرة مزيريب، وخط قطنا - دمشق. ويصل عدد القطارات في المحطة الى 31 قاطرة منها 14 قاطرة جاهزة للعمل تضم ثماني قاطرات بخارية اثنتان منها صغيرتان من نوع "شوما" اضافة الى ست قاطرات ديزل رومانية ومجرية. وأنهت المؤسسة اخيراً تعمير القاطرة التجارية الألمانية الصنع "هارت مان" بعد توقف دام ثلاثين سنة ووضعتها في الخدمة لنقل الركاب على خطي دمشق - درعا ودمشق - سرغايا. وكانت الحكومة اتفقت العام الماضي مع "جيك الستوم" الفرنسية لاستيراد 30 قاطرة جديدة بقيمة 60 مليون دولار اميركي. وفي اطار تشجيع السياح والمواطنين على استخدام القطارات، عمدت المؤسسة إلى تسيير رحلة كل يوم من أيام الاحد والجمعة والعطل الرسمية الى المناطق السياحية والاصطياف باتجاه عين الفيجة والزبداني وسرغايا، او باتجاه درعا ومسرح بصرى جنوب البلاد. وهناك خط ثالث باتجاه بحيرة مزيريب في درعا. اما في مواسم الاصطياف فيتم تسيير رحلة يومية لتلك الاماكن. كما ان المؤسسة استثمرت قهوة شعبية في محطة الانطلاق لجذب السياح. ووقع مستثمر لبناني عقداً مع المؤسسة لتسيير قطار بخاري بمعدل رحلة يومية ولمدة عام كامل بين دمشق والزبداني بمبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية 60 الف دولار اميركي. ونظمت المؤسسة 18 رحلة لمجموعات سياحية اجنبية اضافة الى عدد من الرحلات المدرسية التي تقدم اسعاراً تشجيعية مخفضة. ومنذ عام 1995 انتقلت "المؤسسة العامة لسكك الحديد" من الخسارة الى الربح عندما حققت ارباحاً بقيمة 155 مليون ليرة، ووصل عدد الركاب المسافرين على خطوطها العام الماضي الى 97.5 الف راكب ووزن البضائع المنقولة الى الأردن 2350 طناً في حين سيرت 29 رحلة خاصة بالمجموعات السياحية الاجنبية