زيت كبد السمك مشهور جداً على الصعيد الشعبي والطبي، نظراً الى مزاياه الغذائية والصحية. تكمن أهمية زيت كبد السمك بالدرجة الأولى في غناه بحامضين دهنيين أساسيين هما"دوكوزاهيكساينويك"وپ"ايكوسابينتاينويك"اللذان يعدان ركيزة الأحماض الدهنية أوميغا-3، وغني عن التعريف ما لهذه الأحماض من فوائد لها انعكاسات طيبة على صعيد كل خلية في الجسم. ان الأحماض الدهنية الأساسية تشارك في إنتاج مادة"البروستاغلاندين"التي تعزز دفاعات الجسم في مواجهة الالتهابات الناتجة من عوامل خارجية وفي الحد من التفاعلات الذاتية الضارة بالجسم. ويفيد زيت كبد السمك في التخفيف من الآلام الناتجة من التهاب المفاصل، وقد استطاع علماء انكليز تفسير هذه الفائدة بغنى زيت كبد السمك بأحماض دهنية تدخل في صلب مكونات الغضاريف التي تغطي السطوح المفصلية، وحالما تصل تلك الأحماض إلى الغضاريف المتآكلة، فإنها تعمل على لجم عمل الأنزيمات المتورطة في عملية التهابات المفاصل. كما ان تلك الأحماض قادرة على إبطال عمل أنزيم يسهم في إنتاج مادة كيماوية مسؤولة عن آلام المفاصل وتفاقم الالتهاب فيها. وتلعب الأحماض الدهنية في زيت كبد السمك دوراً في مجالات عدة منها: - تقلل من حدوث الإصابة بالالتهابات الجلدية. - تساعد في تكوين دماغ الجنين والرضيع. - تساهم في الحفاظ على الدماغ وتمد يد العون له ليقوم بمهماته. - تصون القلب والأوعية الدموية بخفضها الكوليستيرول السيئ المؤذي للشرايين. - تقلل من عوارض الاكتئاب عند كبار السن، لكن هذه العوارض نادرة لدى الذين يدعمون أنفسهم بالأحماض أوميغا-3. - تزيد من كثافة العظام وتخفض أرقام ضغط الدم. - تساهم في وقاية الأطفال من التهابات الأذن الوسطى الشائعة عند الصغار. وإلى جانب الأحماض الدهنية، فإن زيت كبد السمك غني بالفيتامين أ الضروري للنمو والمحافظة على العين والجلد والأغشية المخاطية. وكما هو معروف، فإن نقص الفيتامين أ يعتبر مسؤولاً عن العشى الليلي والإصابة بالعمى. وزيت كبد السمك يحتوي على الفيتامين د المهم جداً للعظام والأسنان، فهو يساعد على امتصاص الكلس الذي يدعم بناء الثروة العظمية والسنية. لكن ماذا عن كبسولات زيت كبد السمك؟ إن هذه الكبسولات مفيدة في دعم الجسم بما يحتاجه من الأحماض الدهنية أوميغا-3 شرط أن تحتوي على ما يكفي منها، إذ ان هذه الكبسولات كثيراً ما تكون مغشوشة لا يوجد فيها إلا القليل من هذه الأحماض. إن إنسان اليوم يستهلك الكثير من الأحماض الدهنية أوميغا-6 على حساب الأحماض أوميغا-3 ما يترتب عنه انحرافات صحية مثل التعرض للالتهاب وتشجيع نمو الأورام وزيادة لزوجة الدم التي تشجع على وقوع الجلطات الدموية المسببة للأزمات القلبية والدماغية، من هنا لا بد من تحقيق التوازن بين حصتي الأحماض الدهنية أوميغا-3 وأوميغا-6 على مبدأ لا غالب ولا مغلوب.