أظهر استطلاع جديد للرأي العام في بريطانيا أجرته مجلة"ريدرز دايجست"ونُشرت نتائجه امس، ان ثلاثة أرباع البريطانيين تقريباً، يعتقدون ان الولاياتالمتحدة اصبحت مستعدة لقبول رئيس أسود في البيت الأبيض. ووجد الاستطلاع أن 70 في المئة من البريطانيين يفضلون المرشح الديموقراطي للرئاسة باراك أوباما على منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين، وأن 74 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة مستعدة الآن لانتخاب"أول رئيس أسود"في تاريخها. ولاحظ الاستطلاع أن 17 في المئة من البريطانيين المشاركين فيه، اعترفوا بأنهم مؤيدون للولايات المتحدة، في حين ان 72 في المئة حياديون و 10 في المئة معادون لها. وأورد الاستطلاع الذي شمل 17 بلداً أن غالبية المشاركين فيه تعتقد أن فوز أوباما سيحسّن صورة الولاياتالمتحدة في الخارج، باستثناء المشاركين في جنوب أفريقيا والذين يرون أن فوز ماكين ستكون له آثار إيجابية أكثر. وأظهر الاستطلاع أن 69 في المئة من مجموع المشاركين فيه، يعتقدون أن أميركا صارت مستعدة للترحيب بأوباما في البيت الأبيض. وكان الهولنديون الأكثر تأييداً لأوباما 92 في المئة والروس الأقل تأييداً له 52 في المئة من بين الدول المشاركة. وأشار الاستطلاع إلى أن جميع المشاركين من الدول السبع عشرة توقعوا فوز أوباما بصوتين في مقابل صوت واحد لمنافسه في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وعكس الاستطلاع اعتقاد المشاركين فيه أن الرئيس الأميركي الرابع والأربعين القادم، سيعمل في بيئة أقل عداء للولايات المتحدة عما كان سائداً من قبل. وأكدت غالبية المستطلعين أنها محايدة أكثر من كونها معادية للولايات المتحدة، فيما كان المشاركون في الهند الأكثر دفاعاً عن الولاياتالمتحدة، اذ اعترف 31 في المئة منهم بأنهم مؤيدون للأميركيين. وشمل الاستطلاع المملكة المتحدة وهولندا وألمانيا وتايوان والبرازيل وأستراليا وإسبانيا وفرنسا وفنلندا والمكسيك وجنوب أفريقيا وأندونيسيا وبولندا وكندا والهند وروسيا. على صعيد آخر، أفادت شبكة"فوكس نيوز"الإخبارية الأميركية ان على رغم تقدم أوباما على منافسه في كل الاستطلاعات، فإن الفارق بينهما لم يكن ثابتاً طيلة الوقت اذ راوح بين نقطة مئوية واحدة و13 نقطة في الأسبوعين الأخيرين وحدهما، ما يشير إلى ان الأرقام ليست معياراً ذا صدقية لتقويم وضع المرشحين في الانتخابات. وأشارت الشبكة إلى ان بعض الاستطلاعات جاءت نتيجتها ضمن هامش الخطأ، مما يعني ان المرشح الجمهوري قد يتقدم في صفوف بعض الفئات من الناخبين. وأوضحت ان هذا لا يعني ان الاستطلاعات تخفي تقدماً كبيراً لماكين الذي ما زال متراجعاً في شكل كبير عن أوباما في الولايات الرئيسة، إلاّ ان التقلبات في الاستطلاعات هذا العام تشكك في صدقية الأرقام. وقال المحلل السياسي في الشبكة، ومدير الحملة الانتخابية السابقة للرئيس جورج بوش الإبن، كارل روف ان 177 استطلاعاً للرأي أجريت منذ 24 تشرين الأول أكتوبر الماضي، مقارنة ب 55 استطلاعاً في الفترة ذاتها من العام 2004. وقال ان الانتشار الكثيف للاستطلاعات التي تجريها في بعض الأحيان جامعات غير مؤهلة لذلك، ليس عاملاً مساعداً في العملية الانتخابية. ولفتت الشبكة إلى اختلاف الفارق بين المرشحين من استطلاع الى آخر وفي استطلاعات تجريها مؤسسة واحدة، فالاستطلاع الأخير الموسع لمؤسسة"غالوب"أظهر على سبيل المثال تقدم أوباما بفارق عشر نقاط، في حين بينت نتائج الاستطلاع التقليدي للمؤسسة تقدمه بفارق خمس نقاط فقط.