قد لا يعرف كثر أن مؤلف مسلسل "الدالي" وليد يوسف بدأ حياته العملية صحافياً قبل أن يقرر التفرغ للكتابة التلفزيونية والسينمائية. لكن قراره هذا كاد يدفعه الى الهجرة من بلده مصر بعدما قدم فيلم"ليه خلتني أحبك"وفوازير"فرح"التي أخرجها محمد خان، إذ بقي بعدها نحو ثلاث سنوات بلا عمل حتى أخرجه الفنان نور الشريف من حال الإحباط التي أصابته بأن عهد إليه كتابة مسلسل"الدالي"الذي حقق نجاحاً كبيراً. وعن ظروف تعرفه الى نور الشريف يقول يوسف ل"الحياة":"تمّ اللقاء عن طريق المخرجة مها عرام التي عرضت سيناريو فيلم من تأليفي عليه، فأعجبه، وطلب مقابلتي، وأخبرني أنه قرر إنتاج هذا الفيلم، إلا أن هذا المشروع لم يكتمل، فتملكني اليأس من إمكان الاستمرار في حقل الكتابة، سواء للسينما أم للتلفزيون، حتى فكرت بجدية في الهجرة، لكنني فوجئت بنور الشريف يعاود الاتصال بي ويطلب مني كتابة سيناريو لمسلسل تلفزيوني، ومن هنا ولد الجزء الأول من مسلسل"الدالي"الذي استغرقت في كتابته عاماً كاملاً". ويعزو يوسف سبب نجاح"الدالي"إلى كونه بذل جهداً مضنياً في درس كل ما يتعلق بالفترة الزمنية التي تدور فيها أحداثه والشخصيات التي تتمحور حولها تلك الأحداث. ولا يتفق يوسف مع من يتهمونه بتقديم صورة مبالغ فيها لعالم رجال الأعمال من خلال هذا المسلسل الذي يعكف حالياً على كتابة جزئه الثالث ويقول:"لم أقدم شيئاً من عندي، فمجتمع رجال الأعمال تسوده لغة القوة والواقع يؤكد ذلك". ويستطرد قائلاً:"لكن هذا لا يمنع أن هناك رجال أعمال مثاليين، إلا أن الدراما تقوم على الصراع لإبراز أوجه الخلل في المجتمع". ويرى وليد يوسف أن سعد الدالي هو رجل صعيدي في الأساس، تحكمه عادات وتقاليد تربى عليها، وتسيطر عليه فكرة الثأر، ما جعله مثلاً، يرفض تلقي العزاء بابنه حسام الذي قتل حتى يأخذ بثأره. ومن هذا المنطق أقدم كذلك على محاولة قتل خالد الدالي، لأن الأخير كبدّه أزمة مالية وحاول قتله. وعن الشهرة التي حصل عليها بعد عرض هذا المسلسل يقول يوسف:"لم أبلغ الشهرة بعد، وأحمد الله على ذلك حتى أستطيع أن أعيش في شكل طبيعي وسط الناس". ويؤكد أن الجزء الثالث من المسلسل"سيكون أكثر إثارة من الجزءين الأول والثاني، وستظهر فيه شخصيات جديدة وتختفي شخصيات أخرى لن أحددها هنا حتى لا يغضب الممثلون الذين يجسدونها". ولا يخفي يوسف انزعاجه من هجوم بعض الكتاب عليه عبر مقالات صحافية ولقاءات تلفزيونية، خصوصاً الكاتب أسامة أنور عكاشة إلا أن ذلك لن يثنيه، كما يقول، عن استكمال كتابة الجزء الثالث من"الدالي".