أعلنت موسكو أنها تطور ترسانة حديثة من الأنظمة الصاروخية الإستراتيجية قادرة على مواجهة "الأخطار الجديدة"وفي مقدمها خطط واشنطن لنشر درع صاروخية في شرق أوروبا. وجاء هذا الإعلان بعد مرور يومين على فشل موسكووواشنطن في تقريب المواقف حول الدرع، وتزامن مع تعهد رئيس الاركان الاميركي مايكل مولن بعدم السماح بتكرار"السيناريو الجورجي"مع بلدان أخرى، وتأكيده التزام حلف شمال الاطلسي بحماية جمهوريات حوض البلطيق. وفي ما بدا أنه رد روسي مباشر على فشل لقاء مولن ورئيسي الأركان الروسي نيكولاي ماكاروف في هلسنكي قبل يومين في تقريب وجهات النظر حيال الملفات الخلافية وخصوصاً نيات واشنطن نشر الدرع الصاروخية بغض النظر عن اعتراضات موسكو، أعلن الجنرال نيكولاي سولوفتسوف، قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية أمس، أن بلاده تطور ترسانتها من الصواريخ الاستراتيجية، وبدأت بتطوير أجيال جديدة من الصواريخ الحديثة بهدف"التصدي للأخطار التي ستنشأ بعد نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا". وأضح المسؤول العسكري أن روسيا"تنفذ جملة من الإجراءات لتطوير مجموعة القوات الصاروخية الاستراتيجية، ومن بينها صنع واستخدام نماذج جديدة من الأنظمة الصاروخية الثابتة والمتحركة، بما فيها تلك المزودة برؤوس انشطارية، المصممة لتجاوز المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ". وأكد أنه تسنى لروسيا صنع نظام صاروخي جديد، يعد الجيل الخامس من النظام الصاروخي الروسي"توبول أم"ووصفه بأنه نظام"فريد من نوعه"، وأنه"سيحدد تركيبة وشكل ترسانة روسيا الصاروخية المستقبلية". كما أشار إلى أن المجمع العسكري الصناعي الروسي اقترب من استكمال التجارب على نظام صاروخي جديد فائق الدقة، ستكون له أهمية قصوى بالنسبة الى الجيش الروسي، لافتاً إلى أن النظام الجديد مزود بصواريخ"أر أس 24"مع رأس انشطاري، وأوضح أنه سيتم تسليح الجيش الروسي بهذا النظام المتطور خلال العام المقبل. ومعلوم أن موسكو أعلنت عن وضع برامج للرد على نيات واشنطن نشر الدرع الصاروخية، وأشار مسؤولون عسكريون أخيراً إلى امتلاك روسيا"قدرات صاروخية قادرة على اختراق الدرع الأميركية مهما بلغت درجة تحصيناتها". ويذكر أن سلاح الصواريخ الإستراتيجية الروسي أجرى خلال السنوات الخمس الأخيرة، 31 تجربة إطلاق لصواريخ باليستية عابرة للقارات. اللافت أن حديث المسؤول العسكري الروسي تزامن مع تصريحات قوية ضد موسكو أطلقها مولن من لاتفيا التي زارها مباشرة بعد لقائه مع نظيره الروسي في هلسنكي. وقال مولن إن الحلف"لن يسمح بتكرار السيناريو الذي عانت بسببه جورجيا". وزاد بعد لقاء مع الرئيس اللاتفي فالديس زاتليرس أن واشنطن وحلف الأطلسي أكدا تعهدهما بمواصلة حماية أجواء جمهوريات حوض البلطيق لاتفيا وليتوانيا وأستونيا بناء على اتفاق التعاون الموقع بين الحلف والجمهوريات الثلاث التي انضمت إليه في العام 1994، مضيفاً أن أحداث القوقاز الأخيرة"تدفعنا لإدخال تعديلات على برنامج الحماية السابق"وخصوصاً لجهة تفعيل بند ينص على أن"الاعتداء على أي بلد عضو في الأطلسي يعد اعتداء على كل أعضاء الحلف ويستدعي تحركاً جماعياً في إطار اتفاق الدفاع المشترك". وألمح مولن إلى احتمال زيادة عدد مقاتلات الحلف التي ترابط في أجواء بلدان حوض البلطيق، مشيراً إلى أن الحلف سيواصل مهماته لحماية أجواء حلفائه في المنطقة حتى العام 2011، وهو موعد انتهاء مدى اتفاقية الحماية التي تسعى جمهوريات حوض البلطيق لتمديدها حتى العام 2018. مناورات لروسيا وحلفائها إلى ذلك أعلن في موسكو أمس، أن عدداً من بلدان الرابطة المستقلة بدأت مناورات تدريبية واسعة النطاق تهدف إلى رفع درجة الاستعداد لحماية أجواء دول الرابطة. وتجرى المناورات بإشراف شبكة الدفاع الجوي المشتركة وهي هيكلية تأسست في العام 1995 لتنسيق حماية أجواء الجمهوريات السوفياتية السابقة. ويشارك أكثر من 50 طائرة ومروحية بما فيها مقاتلات"ميغ-31"وطائرات الإنذار المبكر"أ-50"، في المشروع التدريبي كما تشارك وحدات من قوات الدفاع الجوي ترابط في كازاخستان وسيبيريا وشطر روسيا الأوروبي وبيلاروسياوأرمينيا وغيرها من بلدان الرابطة. وقال الناطق باسم قائد القوات الجوية الروسية المقدم فلاديمير دريك إن المشاركين في المناورات سينفذون مهمات تتعلق بإدارة الجهود المشتركة للتعامل مع طائرات تنتهك أجواء بلدان الرابطة ويجرون تمارين التحقق من الجاهزية القتالية لقوات الدفاع الجوي. وتضم"شبكة الدفاع الجوي"أرمينياوبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزيا وروسيا وطاجيكستان وتركمانيا وأوزبكستان وأوكرانياوجورجيا. لكن الأخيرة أعلنت انسحابها بعد أزمة القوقاز من كل المنظمات والهيئات في إطار رابطة البلدان المستقلة، كما أن أوكرانيا لا تشارك منذ شهور في أي فعاليات للرابطة.