أكدت منظمة "أوكسفام" البريطانية للعمل الإنساني، ان نحو بليون شخص في الدول النامية مهددون بالمجاعة، جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وأضافت في تقرير أصدرته لمناسبة"يوم الغذاء العالمي"، الذي تنظمه الأممالمتحدة، ان الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية الأساسية هذا العام، مثل الرز والحبوب، جعل 119 مليون شخص يعانون من الجوع. وفي المحصلة، فإن 967 مليون شخص يعانون حالياً سوء تغذية. ووجهت"أوكسفام"أمس نداء لجمع 15 مليون جنيه استرليني 19 مليون يورو لتمويل عمليات المساعدة التي تقوم بها. وفي تقرير آخر، أوضحت منظمة"كير انترناشونال"ان المجاعة تهدد 17 مليون شخص آخرين من سكان القرن الأفريقي، بينهم 6.4 ملايين في أثيوبيا ونصف سكان الصومال. وأكد التقرير ان الكوارث الطبيعية، في مقدمها الجفاف والنزاعات وارتفاع أسعار المواد الغذائية جعلت الملايين مهددين بالمجاعة. وأعلن المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة فاو جاك ضيوف، في كلمة في مناسبة اليوم العالمي للغذاء في مقر المنظمة في روما، ان منظمته لم تتلق سوى"قسم ضئيل"من وعود الهبات المعلنة للعام الحالي، في وقت يزداد عدد الذين يعانون من الجوع. ولفت إلى أن"فاو"لم تحصل سوى على 10في المئة فقط، من أصل 22 بليون يورو المعلنة". وبعدما أسف ل"تركيز وسائل الإعلام على الأزمة المالية الحالية"، على حساب الأزمة الغذائية، كشف عن ارتفاع عدد الذين يعانون من نقص في التغذية، بدلاً من انخفاضه حتى بلغ 75 مليون نسمة خلال 2007"، مرجحاً أن"يرتفع هذا العدد خلال هذا العام". وأكد ضيوف أن"الحل الهيكلي لمشلكة الأمن الغذائي يتمثل في زيادة إنتاجية القطاع الزراعي وإنتاجه في البلدان ذات المداخيل الضعيفة". وأشار إلى أن"مساعدة الزراعة انخفضت من 8 بلايين دولار عام 1984 الى 3.4 بليون في 2004، أي بتراجع 58 في المئة، في حين انخفضت حصة الزراعة في المساعدة على التنمية من 17 في المئة في 1980 إلى 3 في المئة في 2006". وأسفت السيدة سوزان حسني مبارك، التي منحت خلال الحفل لقب"راعية"لنشاطات منظمة"فاو"، أن"يستقطب انهيار البورصات اهتمام العالم على حساب البلدان الأكثر فقراً". وأكدت ضرورة"بذل الجهود والإبداع للتحرك من الآن، فحياة ملايين الناس في خطر". وفي بيروت، عقدت منظمة"اوكسفام"وشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية ندوة أطلقتا خلالها تقريراً عن آثار الأزمة الغذائية في العالم في مناسبة اليوم العالمي للغذاء.