من صحراء قاحلة إلى واحة خضراء. هكذا اصبحت الإمارات العربية المتحدة التي تسعى لكي تصبح مركز استقطاب عالمياً للاستثمارات والأدمغة والمخيلات والإرادات. وسارت في ذلك أشواطاً. وتفكر حالياً بإنشاء مجتمع أخضر أو ما يعرف بال"غرين كوميونيتي"Green Community. ولأن العادة جرت على تأسيس موقع إلكتروني لكل مشروع، ظهر موقع متخصّص بمشروع"المجتمع الأخضر"حاملاً اسم" غرين كوميونيتي. إيه إي" greencommunity.ae.پويتميز هذا الموقع باللون الأخضرپالداكن والفاتح، ربما لارتباط اللون باسم المشروع. ويطغى اللون الأبيض على ما تبقى من الموقع. ويبدو أن القيّمين على هذا الموقع أرادوا الإيحاء بأن البيئة الخضراء تمنح السلام والطمأنينة، فزيّنوا إسم الموقع بعصفور سلام. ويتوزّع الموقع على سبعة أقسام: يتكلم الأول عن الموقع والشركة القيّمة عليه وخطته التوجيهية. ويتحدث القسم الثاني عن الخدمات والمنشآت. ويعرض القسم الثالث نشاطات التسوق والمطاعم والمصارف وغيرها. ويعنى القسم الرابع بأخبار المجتمع الأخضر مُقدّماً جدولاً زمنياً للمستجدات فيه. ويعطي القسم الخامس مجموعة صور عن المشروع. ويُظهر القسم السادس خريطة الموقع. وأخيراً يضع القيمون باسم الموقع، في القسم السابع، تحت تصرف القارئ الأرقام الهاتفية التابعة لمكتب الشركة وكذلك البريد الإلكتروني. البيئة كنمط حياة يهدف"المجتمع الأخضر"إلى تأمين طريقة حياة معينة تشملپ الحدائق والمناظر الطبيعية وبيئة خالية من حركة مرور السيارات والإزدحام الذي تسببه.پكما يتضمن المشروع 67 عقاراً سكنياً وترفيهياً وتجارياً. ويفخر أيضاً بكونه محاطاً بمساحات طبيعية خضر، ما يؤسس لبيئة مليئة بالسلام والسكينة.پويميل هذا المجتمع للتقوقع على نفسه، فيستقر خارج مدينة"دبي"ضمن"مجمّع دبي للإستثمار"Dubai Investments Park ليؤمن لسكانه حياة خضراء متميّزة. ويسير المشروع إلى التحقّق عبر مراحل متعددة. ويتمدّد على مساحة تبلغ 3200 هكتار. وتُقدّر تكاليفه بقرابة 1.5 بليون درهم إماراتي. ويُخصّص موقع"غرين كوميونيتي"قسماً لإظهار إحتفال تلامذة المدارس في الإمارات بالشهر البيئي في نيسان إبريل الماضي، حين زرعوا أشجاراً في منطقة الحزام الأخضر في ال"غرين كوميونيتي"كجزء من حملة بيئية واسعة. وفي المقابل، وضعت إمارة أبوظبي نصب أعينها هدف إنتاج الطاقة الشمسية ومن ثمّ تصديرها. وتحقيقاً لهذا الغرض أطلقت الإمارة، التي تحتوي وحدها على 10 في المئة من إحتياطي النفط والغاز عالمياً، مشروع مدينة"مصدر"التي تعد الأنظف بيئياً على المستوى العالمي. ومن خلالها يجري تطوير مصادر طاقة المستقبل والحلول التقنية للطاقة النظيفة، وكذلك إنتاج تلك الطاقة على مستوى تجاري. وإتّخذت مدينة"مصدر"لنفسها موقعاً فسيحاً على الانترنت عنوانه"مصدر يو أيه إي.كوم" masdaruae.com. واستقرت منشأتها بالقرب من مطار أبوظبي الدولي، على مساحة تبلغ ستة كيلومترات مربعة. ومن المقرّر أن تحتضن"مصدر"الشركات العالمية والخبراء في مجال الطاقتين المستدامة والبديلة. كما يُتوقع ان تستوعب 50 ألف نسمة إضافة إلى نحو 1500 شركة. ويطغى على موقع"مصدر"اللون الأزرق الفاتح المائل إلى البياض. ويتميز بالمعلومات التي ترواح بين الأنباء عن مدينة"مصدر"والعقود التي توقع بإسمها وكذلك مشاريعها ومبادرتها، وبين وحدات الأعمال التي تتضمن مؤسسة"مصدر"التعليمية للهندسة العلمية التي تركز على البحوث العلمية عن الطاقة والاستدامة. كما يتكلم الموقع عن"صندوق التكنولوجيا"و"القمة العالمية لطاقة المستقبل". ويخصص مقدمة الصفحة الأولى لصورة متصلة مع ثلاث صور مختلفة للألواح التي تستقطب ضوء الشمس، مراوح توليد الطاقة ويد ممدودة تتلقى المياه. وفي أول الموقع خط باللون الأزرق الداكن ينقسم إلى ستة أجزاء هي: الصفحة الرئيسية، المقدمة، مبادرة"مصدر"، المركز الإعلامي، المهن ووسائل الإتصال بالموقع. ومن المقرّر أن تُصبح مدينة"مصدر"المدينة الأولى عالمياً الخالية من الكربون والنفايات والسيارات، حيث تعتمد في حركة النقل والمواصلات، على مترو حديث يتوقف كلّ 200 متر. كما سيجري توليد الكهرباء في المدينةپبواسطة ألواح شمسية كهروضوئية. وسيُصار إلى تبريدها باستخدام الطاقة الشمسية المركزة أيضاً. وستوفّر لها المياه بواسطة محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية، على أن يجري ريّ الحدائق التي تقع ضمن نطاق المدينة وحقول المحاصيل خارجها، بالمياه المبتذلة، بعد معالجتها في محطة خاصة تابعة للمدنية. وبذا، تتجاوز مدينة"مصدر"في تطبيقاتها المبادئ العشر لمبادرة"العيش على كوكب واحد"Living One Planet التي أطلقها"الصندوق العالمي لصون الطبيعية"وشركة"بيو ريجونال"BioRegional للاستشارات البيئيةbioregional.com . ويورد الموقع الشبكي لمدينة"مصدر"أنها فازت في حزيران يونيو 2007 بالمرتبة الأولى في"الجائزة العالمية للطاقة النظيفة"من جمعية"ترانس أتلانتك 21"Transatlantic 21 في مدينة بازل السويسرية. وكذلك حصلت في أيلول سبتمبر من العام نفسه على جائزة"مدينة العام المستدامة"في مسابقة"إرنست أند يونغ أوروموني"Euromoney Ernst & Young العالمية للطاقة المتجددة. اهتمام خليجي في سياق متصل، تتحضر دبي لبناء"مبنى أخضر""غرين بلدنغ"Green Building، يتكوّن من خمس طبقات. وتبلغ مساحته 120 ألف قدم مربع. ويقع في"مجمع التقنية""تكنوبارك"Techno Park في دبي. وصُمّم على شكل هلال. ويعتمد على تصميم متكامل يضمن توسيع فعالية الطاقة. ويستخدم القيمون عليه الطاقة الشمسية لتلبية كل حاجات الإضاءة. ويستعملون التكييف الذي يعمل على الطاقة الحرارية الآتية من الشمس لتأمين الحصول على التبريد من الهواء. يُتوقع أن يوفر هذا المبنى الأخضر 35 في المئة من الطاقة بالمقارنة بالمباني العادية، و 40في المئة من إستهلاك المياه أيضاً. ويؤمن نوعية أفضل من الهواء الداخلي. ومع بناء هذا المبنى، تضع دبي نفسها بقدم راسخة على الخريطة العالمية للمباني الخضر. وفي سياق المواقع البيئية الخليجية، يظهر موقع ناطق بلسان"مركز الشرق الأوسط للتنمية المستدامة"Middle East Centre for Sustained Development الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط وعنوانه على الانترنت"أم إي سي أس دي.كوم"mecsd.com. ويُلبي حاجات الشركات التابعة لشركة"دبي العالمية"من أجل مساعدتها لنيل شهادة"لييد"LEED الذي يعني أنه يتوافق مع نظام المباني الخضر في التصنيف المتبع في الطاقة والتصميم البيئي ل"مجلس البناء الأخضر"الأميركي. على صعيد متصل، يتحدث موقعا"مركز دبي للسلع المتعددة" dmcc.ae و"أورو سيكيوريتز" ecosecurities.com عن توقيع الشركتين اتفاقية تحالف استراتيجي مع شركتي"دانة غاز"في دبي و"الهلال للبترول"في الشارقة، بهدف تطوير مشاريع مشتركة صديقة للبيئة تعمل على الحدّ من الانبعاثات المضرّة بالهواء في قطاع النفط والغاز، كما تتوافق معايير"آلية التنمية النظيفة"CDM التي اقترحها بروتوكول"كيوتو". ويصعب عدم الحديث عن مواقع"المجتمعات الزُرق"التي تُشتهر باسم"بلوكوميونيتز"Blue Communities وينطق باسمها موقع"بلوكوميونيتز. أورغ"bluecommunities.org. وأعلنت عنها أخيراً شركة"نخيل"التابعة لحكومة دبي وهي إحدى أكبر شركات التطوير العقاري. ويهدف القيمون على هذا المشروع إلى تغيير الفكرة السلبية عن المبادرات المهتمة بالشأن البيئي. ويُبيّن موقعها الشبكي أن المقصود بالمجتمعات الزرق هو تجنّب الإضرار بالمكوّنات البيئية، عبر الإلتزام بمعايير بيئية دقيقة تؤدي في النهاية إلى الحفاظ على الطبيعة على السواحل الخليجية. ويرفع ذلك الموقع شعار"المجتمعات الزرق لمستقبل ساحلي أفضل"، بل يجعله في صدارة صفحته الإلكترونية الأولى. وكذلك ينتشر اللون الأزرق السماوي في أقسام الموقع كافة، والتي تضم ثلاثة أجزاء:"فكّر بالأزرق"،"إعمل بالأزرق"،"إنضم إلى الأزرق". كما يضم الموقع عينه مواضيع متعددة تصب في هذا الإتجاه. ويُبيّن الموقع أيضاً أن"نخيل"تستثمر 500 مليون درهم 136 مليون دولار خلال خمس سنوات، في مبادرة المجتمعات الزرق. ويستخدم هذا الاستثمار لنشر الوعي والإدراك في البيئة، وكذلك لتمويل البحوث العلمية المتصلة به. وفي هذا الصدد، تعتزم"نخيل"تأسيس منظمة عالمية تعنى بقضايا البيئة، وتحديداً في مشاريع الواجهات البحرية. ووفقاً لمصادر إعلامية خليجية، من المُقرّر أن يسير المشروع في خطوات أبرزها توقيع اتفاقيات مع منظمات عالمية لتبني البحوث المتخصصة في المجتمعات الزرق، والتخطيط لإطلاق مؤشر عقاري بيئي سيكون الأول من نوعه عالمياً. ويهدف المؤشر الى تشجيع المستثمرين العقاريين على تطوير مشاريع تحافظ على البيئة والحياة البحرية.