تكبد حملة الاسهم في وول ستريت في "مذبحة الاثنين" ما يزيد على 1.2 تريليون دولار حين تراجعت المؤشرات، اثر رفض مجلس النواب الموافقة على خطة انقاذ، حجمها 700 بليون دولار، اقترحها وزير الخزانة هنري بولسون، بنسب غير مسبوقة سوى بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. ومع ان مؤشرات الاسهم عادت الى الارتفاع على جانبي الاطلسي، بسبب الرغبة في تغطية المراكز في اليوم الاخير من الربع الثالث للسنة وامل البيت الابيض باقرار الخطة قبل نهاية الاسبوع، الا ان اقتصاديين، على جانبي الاطلسي، يرون ان الولاياتالمتحدة ومختلف الاقتصادات العالمية تتجه الى ركود كبير. راجع ص 12 و14 وسيحاول مجلس الشيوخ الاميركي اليوم انعاش"خطة انقاذ النظام المالي"بعد ادخال"تعديلات تجميلية عليها"لارضاء"المتمردين"في الحزب الجمهوري، بعدما اعلن الرئيس جورج بوش ان رفض مجلس النواب الخطة"لا يشكل نهاية الجهود"، مؤكداً ان ادارته ستواصل العمل في سبيل اعتمادها خصوصاً ان"الواقع يشير الى اننا في وضع طارىء والعواقب ستسوء يوماً بعد يوم اذا لم نتحرك". وقال توني فراتو الناطق باسم البيت، رداً على سؤال عن احتمالات أن يُقر الكونغرس بمجلسيه الخطة هذا الاسبوع،"نحن متفائلون جداً... ونعتقد بانه شيء يجب عمله". في حين قال رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ"لا نستطيع التخلي عن الخطة ليس امامنا سوى اعادة الثقة الى القطاع المصرفي". وفي محاولة لاستعادة ثقة 12 نائباً جمهورياً كانوا اساس معارضة الخطة قال السناتور الجمهوري جاد غريغ:"لا بد من جراحة تجميلية بسيطة للخطة حتى يقتنع الجميع باقرارها". وكان التصويت في مجلس الشيوخ تأخر امس لانشغال عدد من الاعضاء باحتفالات رأس السنة اليهودية لكن قيادات الديموقراطيين المسيطرين على الكونغرس قالوا انهم"لن يحاولوا تقديم اقتراح بالاقتراع لمصلحة الخطة قبل التأكد من وجود غالبية مؤيدة". ومن الاجراءات المقترحة التي قدمها المرشحان للرئاسة الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين زيادة ضمان الودائع من 100 الف دولار الى 250 الفاً. واشار ماكين الى ان"لدى وزارة الخزانة القدرة على شراء ما يصل الى تريليون دولار من الرهون. يجب أن نمضي قدما في ذلك في الوقت الذي نصوغ فيه مشروع قانون الانقاذ هذا". وقال البيت الابيض ان الرئيس تحدث مع ماكين واوباما في اتصالين هاتفيين في شأن الازمة وكانا"ايجابيين للغاية". وأكدا مجددا ما قالاه علانية من ان هذه"مسألة خطيرة تحتاج الى المعالجة". وحذر اقتصاديون من ان الولاياتالمتحدة، والعالم معها، تتجه الى ركود كبير لم تشهده منذ نحو ربع قرن. وقال جوزيف لافورنيا من"دويتشيه بنك"ودايفيد غرينلي من"مورغان ستانلي"ان الاقتصاد"يعيش انكماشاً لم نعرفه منذ 1991 ما سيؤدي الى ضياع مئات الاف فرص العمل والى انعكاسات على الاقتصادات الشريكة للولايات المتحدة في العالم وحتى على مستقبل سعر صرف الدولار والخام"وكانت الحكومة البريطانية اعلنت امس ان النمو الاقتصادي صفر. ووصف الان سيناي، كبير المحللين الاقتصاديين في دورية"ديسيجن ايكونوميك"في نيويورك ما تعيشه اسواق المال في العالم بانه"ارهاب اقتصادي"ما قد يستدعي خفضاً في سعر الفائدة على الدولار وعلى غيره من العملات الرئيسية في العالم لاعطاء دفع جديد للنمو. وتأييداً لهذا القلق قال ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لشركة"مايكروسوفت"انه"لا توجد أي شركة معصومة من الازمة المالية العالمية التي قد تؤدي الى ضعف انفاق المستهلكين والمؤسسات وحكماً الى الركود". وفي دراسة لمؤشرات الاسواق ذكرت وكالة"بلومبيرغ"ان ايلول كان الاسوأ لمؤشر"ستاندارد اند بور 500"منذ 1937 بعدما خسر 11 في المئة وتراجع"داو جونز"8.1 في المئة مقابل خسارة"ناسداك"14 في المئة ومؤشر"ام اس سي آي"ل23 دولة نامية 13 في المئة. وسلطت التطورات الاخيرة في اسواق المال الدولية الاضواء على ما يمكن ان يحدث للاستثمارات الاجنبية في الولاياتالمتحدة وما اذا كانت الفرص الاستثمارية فيها قادرة مجدداً على اجتذاب رؤوس الاموال الخارجية بعد بدء تطبيق الخطة.