شدّد خطباء المساجد والجوامع في العراق على أهمية التحسن الأمني في العراق في نهاية العام الماضي، وطالبوا بمزيد من الإنجازات عام 2008 ومن ضمنها تحقيق "التوافق" السياسي المفقود حالياً. وحذّر الشيخ جلال الدين الصغير خطيب وإمام جامع براثا من إبعاد الأحزاب الاسلامية عن السلطة. وقال"إن الساحة السياسية تعاني من كثرة الأكاذيب لإبعاد الاسلاميين من المشروع السياسي"، لافتاً الى أن"جهات داخلية واقليمية تتبنى مشروع تسفيه دور الاسلاميين. وساعدتها في ذلك عوامل على رأسها شغف الناس برفع الحرمان عنهم، والاخفاقات السياسية الناتجة عن عراقيل ومصاعب في وجه المشروع السياسي في البلاد". وشدّد على ضرورة رؤية الصورة بعيداً عن المزايدات السياسية والقراءات الخاطئة. وقال إن عام 2007 كان من الاعوام المريرة والشاقة جداً من الناحية الامنية،"وكان يمثل امتداداً للعام الأسود عام 2006 الذي شهد أوضاعاً أمنية مأسوية". وأوضح أن العامين الماضيين ارتكبت فيهما جرائم لا يمكن تصورها، مشيراً الى أن"وحشية الارهاب وصلت إلى حدود لا يمكن تصورها في البلاد"، لكنه قال إن"نهاية عام 2007 شهدت تقدماً مذهلاً للواقع الأمني في البلاد". وأكد أن الارهاب بدأ يتقوقع ولا يجد متنفساً له في البلاد. وقال"إن ثورة الصحوة ضد القاعدة حققت تقدماً كبيراً في الملف الأمني"، لافتاً الى أن"صحوة الانبار كانت انتفاضة حقيقية من داخل العشائر على القاعدة من دون أن تدخل في إطار التسييس". وزاد أن"أحداً لا يستطيع انكار ما حققته تلك المجالس وعلى رأسها مجلس صحوة الانبار، على رغم الملاحظات والتحفظات الكبيرة على مجالس الصحوة". وشدد على ضرورة معالجة الملفات العالقة بين الحكومة والأطراف التي انسحبت منها. وقال"إن تنبؤ بعض الفرقاء بسقوط حكومة المالكي، دفعه إلى اتخاذ اجراءات كثيرة مثل الانسحاب من الحكومة والبرلمان ومحاولة سحب الثقة منهما". في المقابل، دعا الشيخ محمود الصميدعي خطيب جامع أم القرى العراقيين جميعاً إلى الاستفادة من أخطائهم السابقة، على أن يكون العام المقبل عام الأمن بالنسبة إلى العراق. كما دعا إلى إيجاد نوع من التغيير السياسي الذي يخدم العراق ويصب في مصلحته، وقال:"يجب أن يكون العام المقبل انتقالاً من حالة اللاأمن واللامصالحة الى المصالحة الجادة، ومن الشعارات الى الفعل الحقيقي الذي يثبت وحدة البلاد". وطالب الحكومة بألا تعتمد على المحتل في إنجاز كل شيء، وبأن تبدأ ببناء المؤسسات في شكل جاد. ورأى:"يجب أن يسترجع العراق كثيراً من عافيته قبل نهاية عام 2008". وطالب الشيخ علي الحسين خطيب وإمام جامع سعاد النقيب بالابتعاد عن التشدد والتعصب الديني والدنيوي. وأكد ضرورة تقديم المساعدات إلى العائلات المهجرة لتحفيزها على العودة الى منازلها. وقال إن"المتشددين يؤثرون سلباً في الأهالي". ولفت الى دور فوج الغزالية في حفظ الأمن داخل المنطقة بعدما نشر نقاط تفتيش مشتركة مع الجيش والشرطة. وقال إن الوضع الامني في المنطقة وصل الى مستوى جيد من الانضباط. الى ذلك، استغرب معتمد المرجعية الدينية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي"عدم استجابة الجهات الحكومية المعنية إلى مطالب الشعب العراقي بعدم إلغاء بعض مفردات البطاقة التموينية وانقاص البعض الآخر، إذ رأينا أن هذا القرار نُفذ في موعده، أي مطلع العام 2008". وطالب"مسؤولي الدولة بأن يراجعوا هذا القرار الخاطئ والمجحف في حق الشعب العراقي". وطالب السيد علي المدافعة خطيب وإمام المدرسة الخالصية في مدينة الكاظمية العراقيين بتوحيد صفوفهم والابتعاد عن الاحتقان الطائفي والعرقي. كما طالب السياسيين وأصحاب المناصب في الحكومة بتوحيد صفوف المسلمين بعيداً عن المصالح الشخصية. ودان التفجيرات الأخيرة التي طاولت حسينيات في بغداد والاسكندرية. كما استنكر التفجير الذي استهدف موكب عزاء في منطقة زيونة شرق العاصمة العراقية، متهماً القوات الأميركية بالوقوف وراء تلك الحوادث.