يمكن ان يؤدي احتساء اربعة اكواب من القهوة، او الشاي وحتى المشروبات الغازية، الى رفع نسبة السكري في الدم، ما يزيد نسبة التعرض لمرض السكري وما يليه من اخطار الوفاة. وكشف باحثون اميركيون من الجمعية الاميركية لرعاية مرضى السكري دايبيتك كير ان تخفيف احتساء القهوة، تحديداً، الى اقل مستوى ممكن يساعد في التحكم بنسب السكري في دماء الاشخاص المصابين بما يعرف باسم"مرض السكري من النوع الثاني". لكن باحثين بريطانيين قالوا ان نتيجة الدراسة الاميركية الاخيرة"غير مكتملة بعد ويجب اجراء المزيد من الابحاث". وكان الباحثون الاميركيون زرعوا في اجسام المشاركين في البحث، وتحت جلودهم، اجهزة لقياس نسبة الغلوكوز في الدم عند تناول اطعمة مختلفة. وتمكنت الاجهزة من تتبع انعكاسات كل الاطعمة والمشروبات التي يتناولها المشاركون حتى قبل 72 ساعة. وكانت دراسات سابقة اشارت الى ان القهوة تزيد مقاومة الجسم للانسولين، الهورمون الذي يتحكم بنسب الغلوكوز في الدم. وقال الدكتور جيمس لاين، من كلية الطب في جامعة ديوك والمشرف على البحث، ان القهوة والشاي والمشروبات الغازية اثرت في المصابين بداء السكري لكن اصحاء الجسم لم يتأثروا سلباً او ايجاباً. ولاحظ ان نسبة مستوى السكري ارتفعت اثر تناول القهوة بعد الترويقة بنسبة 9 في المئة وبعد الغذاء بنسبة 15 في المئة، وبنسبة 26 في المئة بعد العشاء. واعرب لاين عن اعتقاده بأن الكافيين، المادة المنبهة في القهوة والشاي، تتدخل في كيفية توزيع الغلوكوز الى العضلات ومختلف خلايا الجسم وان خفض نسبة استهلاكها يساعد مرضى السكري بنسب كبيرة. وشدد على ان الكافيين يزيد مادة الادرينالين المنبه الحافزة لنسبة السكر في الدم. لكن كاثي مولتون من الجمعية البريطانية لمكافحة داء السكري دايبيتك يو كي قالت:"يجب اجراء المزيد من البحوث، ونحن نفضل اقناع مرضى السكري باتباع نظام غذائي صحي واتباع التمارين الرياضية الدورية". وكان الاتحاد العالمي لمرضى السكري اعلن نهاية العام الماضي، أن ست دول عربية تأتي ضمن قائمة الدول العشرة الأكثر إصابة لمواطنيها بمرض السكري على مستوى العالم وفي المرحلة العمرية بين 20 و79 عاماً. وأظهر تقرير نشره الاتحاد أن ربع عدد سكان دولة الإمارات العربية مصابون بالسكري، تليها السعودية بنسبة 16.7 في المئة، والبحرين 15.2 في المئة، والكويت 14.4 في المئة، وسلطنة عمان 13.1 في المئة ثم مصر 11 في المئة. وتوقع التقرير ارتفاع عدد المصابين بالمرض في السنوات العشر المقبلة بنسبة 15 في المئة. وأشار إلى أن مرض السكري هو ثالث أخطر داء في العالم، بعد أمراض الأوعية المخية والسرطان، وأن هناك إنساناً واحداً يموت كل عشر ثوان جراء هذا المرض، وأن عدد المصابين به يتجاوز 250 مليون شخص سيرتفع خلال أقل من 18 سنة إلى 380 مليوناً. وعزا التقرير الإصابة بمرض السكري في الدول العربية إلى تغيير نمط الحياة وقلة الحركة والابتعاد عن الطبيعة، فضلاً عن التغذية غير المتوازنة والتوتر العصبي والضغط النفسي، إضافة إلى ارتفاع نسب التلوث البيئي في المياه والهواء، الأمر الذي أضعف مناعة الإنسان العربي وجعله عرضة لمرض السكري بسهولة. ومرض السكري لا شفاء منه لأنه يلازم المريض بقية عمره. فهو"الرفيق قبل أن يكون الصديق". وكان مريض السكري حتى مطلع القرن الماضي يعتبر"الحي الميت"، وحلت عليه لعنة بعدما حكمه المرض بالموت المبكر. وكان العلاج، قبل اكتشاف الأنسولين العام 1921، يتمثل في تنظيم طعام المريض والإقلال من تناول السكريات والنشويات التي تتكسر في الجسم وتتحول الى سكر غلوكوز. يُشار الى ان دراسة بريطانية كشفت قبل فترة ان نصف عدد النساء، فوق سن الاربعين، يعانين من الداء ولا يعالجنه!