أعلنت "الشركة السعودية للصناعات الأساسية" سابك أرباحاً فصلية دون المتوقع للربع الأخير من السنة الماضية، على رغم ان الأرباح في السنة كلها كانت قياسية. وأفادت ان أزمة الرهن العقاري الأميركية أضرت بالطلب على البتروكيماويات. وقال الرئيس التنفيذي للشركة محمد الماضي في تصريح الى وكالة"رويترز"ان ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج جراء صعود أسعار النفط إلى مستويات قياسية أثر سلباً أيضاً في أرباح أكبر شركة للبتروكيماويات في العالم لجهة القيمة السوقية. وقال محللون ان الشركة قد تكون تأثرت أيضاً بتكلفة تمويل استحواذها وحدة اللدائن التابعة لشركة"جنرال إلكتريك"الأميركية في مقابل 11.6 بليون دولار. وأدرجت"سابك"فصلاً كاملاً من أرباح الوحدة ضمن نتائجها المالية للمرة الأولى في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 كانون الأول ديسمبر. وأفادت"سابك"، وهي أيضا أكبر منتج للصلب في الخليج، ان أرباح الربع الأخير ارتفعت 12.3 في المئة إلى 6.87 بليون ريال 1.83 بليون دولار، في مقابل توقعات لمحللين تراوحت بين 8.38 بليون ريال و9.1 بليون. وحققت"سابك"ربحاً قياسياً في كل من الفصول الخمسة السابقة بفضل تزايد الطلب العالمي على إنتاجها من البتروكيماويات والصلب والأسمدة. وقال الماضي:"هناك الآن تصحيح في الطلب. لقد لاحظنا تراجعاً في الطلب من السوق الأميركية، خصوصاً من قطاعي السيارات والبناء، ما أضعف الأسعار. فالمشكلة في الولاياتالمتحدة أثّرت أيضاً في السلع الاستهلاكية". وأشار إلى ان الطلب تراجع في أوروبا أيضاً لكن ليس بالحدة ذاتها كما في الولاياتالمتحدة. وتستعد"سابك"لاحتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة لكن الماضي قال في كانون الأول ديسمبر الماضي انه يتوقع ان تعوض الهند والصين والشرق الأوسط تراجع الطلب الأميركي. وتعززت التوقعات في شأن أرباح"سابك"في الربع الأخير عندما زادت أرباح"شركة الأسمدة العربية السعودية"سافكو التابعة لها خلال الفترة ذاتها إلى أكثر من مثليها بدعم نمو الإنتاج وارتفاع الأسعار. وتملك"سابك"42 في المئة من"سافكو". وقال مدير قسم الأسهم الخليجية في"مؤسسة الخليج للاستثمار"طلال الطواري:"كنا نتوقع نمواً قوياً نظراً الى نتائج سافكو". وأضاف ان"سابك هي المؤشر للسوق السعودية بأسرها، وإذا كانت نتائجها مخيبة لآمال المستثمرين، فسيكون لها بالتأكيد تأثير سلبي". وصعد السهم أكثر من 58 في المئة في الربع الأخير متفوقاً على أداء المؤشر العام الذي زاد 42.7 في المئة على مدى الأشهر الثلاثة وكان الأفضل أداء في العالم العربي. وقال الرئيس التنفيذي لپ"مجموعة كسب المالية"في الرياض عبدالله الرشود ان أرباح"سابك"ربما تأثرت بتكاليف تمويل صفقة استحواذها وحدة اللدائن التابعة لشركة"جنرال إلكتريك"في آب أغسطس. ولجأت"سابك"إلى السوق لتمويل صفقة الاستحواذ في وقت ارتفعت فيه تكاليف الاقتراض بسبب أزمة الائتمان العالمية التي أوقدت شرارتها حالات تخلف عن سداد رهون عقارية عالية الأخطار في الولاياتالمتحدة. وقال الماضي ان ارتفاع أسعار النفط التي سجلت مستوى قياسياً عند مئة دولار للبرميل في الربع الأخير ضغط على هوامش أرباح"سابك". وتُستخدم أسعار الخام معياراً قياسياً لتسعير النفتا التي تستخدم في إنتاج البتروكيماويات فضلاً عن غيرها من أنواع المواد الأولية. وقال الماضي ان"أزمة الرهون العقارية العالية الأخطار كان لها تأثير في عملنا لكن علينا ان ننتظر لنرى المدى الكامل للضرر". وأضاف ان"سابك مستعدة للتأقلم مع أي حركة عكسية في دورة النمو". وبلغ صافي أرباح"سابك"عن عام 2007 كاملاً 27 بليون ريال، بزيادة 33 في المئة عن عام 2006. وبلغت حصة السهم من أرباح السنة 10.81 ريال، في مقابل 8.12 ريال في نهاية عام 2006، حسب ما أفادت الشركة في بيان. وأكد مجلس إدارة"سابك"انه سيقترح منح المستثمرين سهماً مجانياً واحداً عن كل خمسة أسهم في حوزتهم وتوزيعاً نقدياً بواقع ريالين للسهم.