سيّرت شرطة مكافحة الشغب الكينية دوريات حراسة أمس في العاصمة نيروبي، فيما وقعت مواجهات بين قبائل متنافسة في بلدة في جنوب غربي البلاد بعد مقتل 23 شخصاً خلال ثلاثة أيام من الاحتجاجات التي دعت اليها المعارضة على انتخابات الرئاسة. واستمر التوتر، فيما دعت المعارضة بزعامة رايلا أودينغا الى معاودة التظاهر الخميس المقبل، وقالت ان"الحركة الديموقراطية البرتقالية"ستنقل معركتها الى الشوارع وتستخدم قنوات أخرى منها المحادثات مع الزعماء الأفارقة والمقاطعات الاقتصادية. وقامت قوات الأمن بحراسة الشوارع الخالية في بلدة ناروك، حيث واجه مئات من أعضاء قبيلة كيكويو التي ينتمي اليها الرئيس مواي كيباكي، يحملون مناجل، أعضاء قبيلة ماسايس المؤيدة للمعارضة والذين كانوا يحملون الأقواس والسهام، وأدت المواجهات إلى مقتل ستة أشخاص. واستخدمت الشرطة التي عززت قواتها أمس، غازاً مسيلاً للدموع وأطلقت النار وضربت محتجين. وذكرت معلومات أن شرطياً قتل بعد اصابته بسهم. وفي نيروبي انتشرت قوات الأمن في أنحاء وسط المدينة. وأطلقت غازاً مسيلاً للدموع خلال مطاردتها محتجين. ووجهت المعارضة ومنظمات حقوق الانسان اللوم الى الشرطة في معظم أعمال القتل التي شملت تلاميذ في نيروبي ومدينة كيسومو غرب معقل المعارضة أثناء الاحتجاجات. وذكر قائد شرطة المدينة ان التحقيق جارٍ"لمعرفة من قتلهم". وفي كيبيرا مدينة صفيح في ضواحي نيروبي التي شهدت أسوأ أعمال عنف أول من أمس، قتل جنود فتاة في الخامسة عشرة خارج باب منزلها خلال اطلاقهم النار. وقال والدها ان ضابطاً وجّه سلاحه نحوها عن عمد. وقال مسؤول كبير في الشرطة طالباً عدم كشف اسمه:"قتل ثلاثة أشخاص ليل الجمعة ? السبت في بابا دوغو وكيبيرا لكننا سنواصل فرض القانون والنظام مهما كان الثمن". وأضاف ان الشرطة هي التي قتلتهم. من جهتها، أصدرت الحكومة بياناً أعلنت فيه عزمها تشكيل لجنة للمصالحة وتقصي الحقائق وطلبت من لجنة حقوق الانسان التابعة لها ان تجري تحقيقات مستقلة في أعمال العنف. ومن المقرر أن يعقد زعماء أفارقة اجتماعات مكوكية بين معسكري كيباكي وأودينغا، كما ينتظر وصول كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة غداً لبدء محادثات تشمل الجانبين.