أقام "المجلس الثقافي البريطاني" بالتعاون مع وزارة الثقافة السورية معرض "الإعلام والمجتمع" برعاية دول عربية بينها سورية. و قدم المعرض ما توصل إليه عدد من الباحثين السوريين في أعمالهم التي تناولت قضايا اجتماعية كالطلاق والزواج المبكر والمخدرات والعولمة وعمالة الأطفال وعمل المرأة وأزمة المرور والتعليم عبر عرض الدراسات الميدانية التي دعّمت بأفلام الكرتون ورسوم الكاريكاتور. ويهدف مشروع"الإعلام والمجتمع"الذي بدأ في عام 2005، في سورية ومصر وفلسطين والأردن ولبنان والسعودية وبريطانيا، إلى نشر الوعي حول الدور الذي يمكن للإعلام أن يلعبه في تغطية القضايا الاجتماعية الأساسية وتناولها في البلدان المشاركة، والى إيجاد تفاهم أكبر وروابط أقوى بين الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في المنطقة العربية وبريطانيا وبناء مقدرات الإعلامين العاملين في التصوير الصحافي والتلفزيون والصحافة المكتوبة والمسموعة والصحافة الإلكترونية والرسوم المتحركة والكاريكاتور. واستطاع فنان الكاريكاتور السوري علي فرزات أن يعكس تلك القضايا الاجتماعية التي توصل إليها الباحثون في خمسة أفلام كارتون، لم تتجاوز مدة الفيلم الواحد منها أكثر من دقيقة ونصف دقيقة، وعالجها ببعد إنساني تجاوز فيه حاجز اللغة واختلاف الثقافات. كما عمل عدد من رسامي الكاريكاتير إلى جانب فرزات، بينهم حميد قاروط وعلي حمرا ووسام اسعد، على تجسيد هذه الأعمال في رسوم كاريكاتورية. وقال مدير المركز الثقافي البريطاني بول دايل داي :"سيستمر الحوار حول هذه المواضيع التي طرحناها خلال الفترة القادمة عبر معرض ستنظمه صحيفة"الغارديان"في بريطانيا في تموز يوليو المقبل، يجمع عدداً من رسامي الكاريكاتور من العالم العربي"، لافتاً إلى أن الهدف من المشروع هو تسليط الضوء على أهم القضايا الحساسة في بعض الدول العربية عبر وسائل الإعلام ومساعدة الإعلاميين البريطانيين على الوصول إلى مصادر المعلومات في هذه الدول". واعتبر فرزات ان"الكاريكاتور اقرب وسائل الإعلام إلى الناس وأسرعها لتوصيل الأفكار والوصول إلى الهدف". ولاحظ في مؤتمر صحافي عقده مع مجموعة من المشرفين على المشروع أن"الجمهور أول ما يقرأ في الصحيفة الزاوية الساخرة أو الكاريكاتور الساخر". وأضاف:"من خلال الكاريكاتور نستطيع أن نعالج الكثير من القضايا المعقدة التي عادة لا تستطيع بعض المواد الإعلامية الإسهاب فيها بسبب الحواجز الرقابية"، لافتاً إلى أن الكاريكاتور يحمل في مضمونه بعض الرموز البسيطة ولكن ذات الدلالات العميقة. وأشار الى انه"كان لابد من دراسة عميقة للمواضيع الاجتماعية التي طرحها المجلس الثقافي البريطاني لإنتاج فيلم كرتوني مكثف لا يحمل أي عبارة أو أي كلام سوى الموسيقى والمؤثرات الصوتية مدة دقيقة، ويصل إلى الهدف بصورة مباشرة". ولفت إلى ان الأعمال التي قدمها لاقت نجاحاً كبيراً في عدد من الدول الأوروبية وتجاوزت الإطار المحلي والعربي.