البنفسج نبات معروف منذ القدم، وقدامى العرب تغنوا به نثراً وشعراً. ونسجت حول البنفسج أقاويل وأساطير كثيرة. وفي هذا الصدد، يقول الفلكيون أن زهر البنفسج تابع لكوكب الزهرة، وأن قوة سره تبلغ أوجها يوم الجمعة، لذا ينصح بحمل زهوره في ذلك اليوم. ويروى أيضاً أن أحد المعامل الأميركية قلّ إنتاج الشبان العاملين فيه، وقد تبين نتيجة البحث ان السبب يعود الى تعطر الشابات بعطر البنفسج، ولدى منع هؤلاء من استعمال العطر، عاد إنتاج المصنع الى سابق عهده. وفي رأي ابن البيطار أن البنفسج يسكّن الصداع، ويخفض الحرارة، ويبرد التهاب المعدة والأورام الحارة في العين، وينفع في السعال، ويساعد على النوم المعتدل، وإذا شرب مع السكر فهو يسهل المعدة. أما ابن سينا فقال عن البنفسج أنه يولد دماً معتدلاً، ويسكّن الأورام الحارة ضماداً مع دقيق الشعير وكذلك ورقه. ودهن البنفسج طلاء جيد للجرب، وهو يسكّن الصداع شماً وطلاء، وينفع في الرمد الحار والسعال، ويليّن الصدر خصوصاً مع السكر، وشرابه نافع للرئة والتهاب المعدة ووجع الكلى... وجاء ذكر البنفسج مرات في كتابات هوميروس وفيرجيل. واستعمل أهل أثينا زهر البنفسج لتعديل الغضب ولجلب النوم والراحة. وورد في كتابات للإغريقي بليني عن مرهم تدخل في تركيبه جذور البنفسج لمداواة مرض النقرس وأمراض الطحال. وفي عصر نابليون استعمل الفرنسيون البنفسج للطهو، وظلت هذه العادة رائجة حتى الآن. وفي أيامنا هذه يستخدم زهر البنفسج الطازج في تحضير السلطات، ويكثر استعمال البنفسج كملوّن وفي صناعة العطور. ان أهم جزء في البنفسج زهره الذي تنبعث منه الرائحة والذي يعطي اللون الأزرق البنفسجي المميز. ويحتوي زهر البنفسج على مادة مهمة جداً هي فيول كيرسيتين التي تتمتع بفوائد طبية وصيدلانية. أيضاً يحتوي البنفسج على حامض الصفصاف الطبيعي المسكن للأوجاع والمضاد للالتهاب. يستعمل زهر البنفسج لأغراض كثيرة منها: مكافحة السعال، وطرد البلغم، وتهدئة الأعصاب، وتليين الأمعاء، وتنشيط وظائف الكبد، وتهدئة الصداع والشقيقة، وعلاج الكدمات، وتسريع شفاء الجروح, وفي إدرار البول وتفتيت الحصيات البولية. أيضاً فإن أوراق البنفسج وجذوره نافعة، فالأولى بينت البحوث أنها تملك تأثيراً مضاداً للالتهاب، أما الثانية، أي الجذور، فيستحضر منها شراب يساعد على التقيؤ.