اثارت الدعوة، التي أطلقها العضو البارز في الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل، بنيامين بن اليعيزر لإطلاق سراح القيادي في حركة "فتح" الأسير مروان البرغوثي في إطار صفقة تبادل أسرى تشمل الجندي الإسرائيلي المخطوف في قطاع غزة غلعاد شاليت سجالاً واسعاً داخل الحكومة بهيئتها الموسعة، قد يُحسم بحسب صحيفة"معاريف"في اتجاه إبرام صفقة كهذه بشروط يتطلب من حركة"حماس"الموافقة عليها. ونقلت الصحيفة، عن أوساط رفيعة في الائتلاف الحكومي، أن غالبية الوزراء ستؤيد مقايضة البرغوثي بشاليت شرط أن تبدي حركة"حماس"بعض المرونة وتشطب من لائحة الأسرى التي قدمتها لإسرائيل للإفراج عنهم مقابل الجندي"قتلة من الوزن الثقيل"، وفقاً لأحد الوزراء من حزب"العمل". وأشارت الصحيفة إلى حقيقة أن الإفراج عن البرغوثي ممكن فقط بقرار عفو من الرئيس الإسرائيلي مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه حدث في الماضي أن أوصت الحكومة الإسرائيلية بالعفو عن سجناء. في المقابل يبدي الوزيران شاؤول موفاز وآفي ديختر معارضة شديدة للإفراج عن البرغوثي بداعي أنه دين في أربعة ملفات قتل إسرائيليين. ويؤيدهما في موقفهما وزارء حزبي"إسرائيل بيتنا"و"شاس"اليمينيين المتشددين وعددهم ستة، الذين قد يهددون بفرط عقد الائتلاف في حال قررت الحكومة إطلاق سراح البرغوثي. في غضون ذلك كشفت صحيفة"هآرتس"أمس ان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرييل شارون أجرى، عشية الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني مطلع العام الماضي، اتصالات مع البرغوثي عبر النائب اليساري السابق حاييم اورون، الذي يزور البرغوثي أسبوعياً، استهدفت فحص إمكان أن يعلن الأخير دعمه، في حال فازت"فتح"في الانتخابات، ترشيح الدكتور سلام فياض على رأس حكومة فلسطينية جديدة، وموقفه من حكومة ائتلافية بمشاركة حركة"حماس"بغض النظر عن نتائج الانتخابات. وأضافت ان البرغوثي رد ايجاباً على السؤال الأول وسلباً على الثاني، وهما إجابتان تتسقان والموقف الإسرائيلي. وتابعت الصحيفة ان البرغوثي نقل إلى شارون أيضاً التزام"فتح"تنفيذ خطة إصلاح واسعة في هيكلية السلطة الفلسطينية، بعد الانتخابات. وزادت الصحيفة ان أوساط شارون كانت على قناعة بأن البرغوثي قادر على مساعدة"فتح"على تحقيق الانتصار في الانتخابات وعلى هذه الخلفية حسنت ظروف سجنه، فأُخرج من زنزانته ونقل إلى سجن آخر حيث سمح له بلقاءات مع شخصيات فلسطينية قريبة من الرئيس محمود عباس. والحديث إلى وسائل إعلام عربية.