حذرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية من أعمال السلب والنهب للآثار العراقية السومرية، التي كانت مهد الحضارة البشرية، منذ بداية غزو العراق. وأفردت الصحيفة ثلاث صفحات كاملة تحت عنوان"موت التاريخ"لتحقيق تناول مصير الآثار العراقية منذ حرب الخليج الأولى وبعد الغزو الأميركي للعراق، ويعرض الخسائر التي لحقت بالمواقع الأثرية ومحتوياتها نتيجة النهب العشوائي والمنظم. وذكر ان النتائج الخطيرة التي ترتبت على الغزو شملت تدمير أبرز الحضارات والتراث العالمي، معتبراً الأمر"مثيراً لخزي الاحتلال الكارثي للعراق". وأوضح ان بعض العاملين في دائرة الآثار ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين قد انضموا الى عصابات النهب والسلب للآثار وعمليات الحفر في المدن القديمة مستخدمين خبرتهم في البحث عن القطع الأثرية. وترتب على ذلك"دمار بالغ بآلاف القطع والتحف الأثرية القديمة التي لا تقدر بثمن". وذكرت الصحيفة ان حملات النهب للمواقع الأثرية بدأت بعد حرب الخليج الأولى عام 1991 حينما تحركت"جحافل لصوص الآثار"بسرعة الى المدن الصحراوية في جنوبالعراق ونهبت محتويات 13 متحفا على الأقل، ولفتت الى ان الكارثة امتدت الآن لتشمل كل المواقع الأثرية في جنوبالعراق، وأصبحت كل تلك المناطق تحت سيطرة عصابات النهب. وتتطرق الصحيفة الى الدمار الذي لحق بمدن أثرية قديمة عدة مثل أثتار بابل، وتأثير بناء قاعدة عسكرية كبيرة هناك على الآثار، على رغم تعهد القوات الأميركية بحماية هذه المنطقة الأثرية العريقة. وتورد الصحيفة مقتطفات من تقرير أعدته خبيرة الآثار اللبنانية جوان فرشخ، جاء فيه"لقد دمروا ما تبقى من هذه الحضارة طمعا في الحصول على قطع أثرية يمكن بيعها. فدمروا مدناً قديمة تمتد على مدى 20 كلم كان يمكن لو جرى التنقيب فيها بشكل جيد أن تعطينا كماً هائلاً من المعلومات عن تطور الجنس البشري". أما صحيفة"التايمز"البريطانية فرأت ان"بريطانيا ما زالت عاجزة عن حماية مترجميها وعائلاتهم في العراق، مشيرة الى انه"مرت ستة أسابيع منذ أن وعدت الحكومة العراقية بدراسة ملحة لوضع العراقيين الذين تتعرض حياتهم للخطر لأنهم عملوا مترجمين لدى القوات البريطانية".