لم يكتمل "اسبوع جيتكس للتقنية"، وهو الأسم الجديد للمعرض السنوي للكومبيوتر والاتصالات المتطورة الذي ينظمه"مركز دبي التجاري العالمي"منذ 27 عاماً تحت اسم"جيتكس دبي"، بل اختُصر منه يومان ليفسح المجال لدخول شهر رمضان المبارك. ولم يوقف هذا الضغط الزمني على فعاليات المعرض الأكبر من نوعه اقليمياً والثالث عالمياً، مسيرة تقدمه. وكذلك لم يمنعه من نقل الإيقاع الهادر للتكنولوجيا الرقمية. فمثلاً، استطاع المعرض تجسيد مفهوم"الاندماج الرقمي"الذي جاء بعد سنوات من التبشير بمفهوم"التكامل التقني". وكذلك أظهر أن تطبيقات الجيل الثالث للهواتف الخليوية دخلت آفاقاً"شعبية"، مثل تقديم طرق صنع طبق إفطار رمضان من الشيف أسامة عبرها. والحق ان شركات الاتصالات بحثت لسنوات عن مثل هذا النوع من التطبيقات لأنها المدخل لانتشار الجيل الثالث من الخليوي. ونجح المعرض أيضاً في اجتذاب المحطات الفضائية وشركات تقديم المحتوى الرقمي والبيانات الإلكترونية، إضافة الى شركات الكومبيوتر والاتصالات المتقدمة. المنازل الذكية ومُدُنها أظهر"جيتكس دبي 2007"التطوّر في تكنولوجيا التشغيل الثلاثي للخليوي المعروف باسم"تربل بلاي" Triple Play، التي تسمح لمنصة رقمية موحّدة بتشغيل مجموعة من الأجهزة مثل التلفزيون والانترنت والهاتف الثابت وأجهزة التخزين الرقمي والفيديو وحتى كاميرات التصوير والمراقبة عن بُعد وغيرها. وأطلق صيحة"المدينة الذكية"التي حلت محل اهتمامه بپ"المنزل الذكي". ولا يشير ذلك المصطلح الى مدن التكنولوجيا مثل"مدينة دبي للانترنت"أو"القرية الذكية"في مصر، انما يدل إلى التجمعات السكنية المستقبلية التي ستتألف من منازل ذكية تدار فيها أجهزة تكييف الهواء والثلاجات عبر الانترنت، وكذلك تدار المدينة عبر تلك الشبكة أيضاً. وهكذا ستدير الشبكات الرقمية إشارات المرور ومسارات الشوارع والمطاعم ودور السينما والحدائق والمتنزهات وحتى نوافير المياه وبالوعات الصرف الصحي. وفي المعرض عينه، تبارى أقطاب التكنولوجيا في تقديم أحدث منتجاتهم، ما حوّله إلى منصة عالمية لاستشراف المستقبل. وتحدث عدد من الخبراء العالميين إلى"الحياة"عن الانتقال من التقنيات الرقمية"التقليدية"إلى التكنولوجيا اللاسلكية وشبكات بروتوكول الانترنت، التي تنتشر بسرعة كبيرة راهناً. كما أكّدوا أن شبكات الاتصالات التقليدية قد تبقى لبعض الوقت، على رغم سرعة انتشار بدائلها الأكثر تطوراً. فمثلاً، إن الانتشار السريع لخدمات"الموجة العريضة للانترنت"برود باند راهناً، لم يحل دون استمرار التقنيات التقليدية في الاتصال مع تلك الشبكة. وكذلك كشفت شركة"أورانج للاتصالات"المملوكة من شركة الاتصالات الفرنسية"فرانس تليكوم"عن توجه جديد يتمثل في نسج تحالف نوعي مع قطاع التطوير العقاري في الشرق الأوسط حيث يشهد القطاع طفرة غير مسبوقة. ويهدف هذا التحالف لتأسيس"مدن ذكية"في مستقبل قريب. وأكد المدير في شركة"أورانج"في الشرق الأوسط وأفريقيا أحمد حمزاوي أن هذا النوع من التحالف سيكون أبرز ملامح المرحلة المقبلة، خصوصاً أن المنافسة بين الشركات العقارية تتركز راهناً على الخدمات ومستوياتها. وكذلك قدّر حجم الاستثمارات المتوقعة في التكنولوجيا المُوجّهة إلى القطاع العقاري في المنطقة ببلايين الدولارات. وقال:"نعيش راهناً ثورة"تطبيقات بروتوكول الانترنت"وپ"التشغيل الثلاثي للصوت والصورة والبيانات"، لذا فإن الثورة المقبلة هي ما يعرف باسم"دبل ايدج كونفرجنس"Double Edge Convergence. وأوضح أن المستخدم العادي سيقدر على استخدام تلك التقنيات مجتمعة في منزله ببساطة، ومن دون أن يشعر بالمنصة الرقمية المُوحّدة التي تُديرها. وأشار الى أن الأمر يشمل المنازل الذكية ومُدنها في مرافقها كافة. ولاحظ حمزاوي تحسناً ملموساً في بيئة عمل شركات الاتصالات في المنطقة، معتبراً أن الأسواق لم تتحرر بعد. ووصف ما أنجز في هذا المجال بأنه"فك احتكار". وطالب بتحرير حقيقي للأسواق وتطوير التشريعات بما يسمح بتبني خدمات وتطبيقات متطورة، وفي مقدمها تقنية"الصوت عبر الانترنت". الاتصالات الأميركية"تقتحم"سورية وبرزت التقنيات اللاسلكية بقوة في"جيتكس 2007". وللمرة الأولى، عرضت شركة"سيسكو سيستمز"، عملاق تكنولوجيا الشبكات الرقمية، نموذجاً عن شبكة منزلية لإدارة الأجهزة الإلكترونية التي تعمل كلها انطلاقاً من منصة موحدة. وكذلك أكّد باتريك ليلوروكس، وهو مسؤول رفيع في شركة"لينكسيس"التابعة لپ"سيسكو"، أن شبكات بروتوكول الانترنت باتت الخيار الأفضل لمشغلي الاتصالات في المنطقة، ما يعني انتشاراً أوسع للتقنيات اللاسلكية. لكنه لم يتوقع نهاية قريبة للشبكات التقليدية. وشدّد على أن"التقنيات لا تموت بسهولة". وكذلك استعرض ليلوروكس شبكة هائلة من الأجهزة رُبطت وشُغلت في جناح الشركة في المعرض، بواسطة أجهزة"مودم"متطورة من صنع"لينكسيس". وضمّت قائمة الأجهزة أدوات تخزين الأفلام السينمائية والكومبيوتر والتلفزيون والكاميرات وأجهزة العرض الرقمي وغيرها. وأكّد أن التقنيات اللاسلكية ستدخل المنازل كافة في وقت لم يعد بعيداً. واعتبر أن"جيتكس"شكّل منصة لوضع شعار"التشغيل الثلاثي"موضع التنفيذ بعد سنوات من الحديث عنه. وبيّن أن التلفزيون سيصبح منصة لتلك الأعمال، إذ سيقدر على إدراة المكالمات الهاتفية وتصفح الانترنت والتحكم في مرافق المنزل. وفي تصريح لپ"الحياة"، كشف ليلوروكس أن الشركة ستدخل السوق السورية للمرة الأولى خلال شهر، بعد أن ظلت عاجزة عن ذلك السوق سنوات طويلة بسبب القوانين الأميركية التي تمنع شركات التقنية الأميركية من العمل في بعض الأسواق منها السورية والإيرانية والسودانية. وأشار الى أن شركة"لينكسيس"تعتبر قرب دخولها السوق السورية فرصة كبيرة لدعم نمو أعمالها في المنطقة وتعزيز موقفها التنافسي في ظل النمو السريع للأعمال في الشرق الأوسط. وأوضح المدير الإقليمي في الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا لشركة"كومبيوتر اسوشيتس"نديم جارودي أن سوق إدارة تقنية المعلومات لدى المؤسسات في المنطقة يبلغ نحو 800 مليون دولار. كما أكد أن المنطقة باتت وجهة تصديرية لبعض المنتجات إلى مناطق أخرى متقدمة مثل ألمانيا وفرنسا. وأشار إلى ان الكثير من حلول إدارة تقنية المعلومات للمؤسسات التي تنتجها الشركة تخرج من هذه المنطقة. وحققت تلك الشركة مُعدّل نمو سنوياً راوح بين 30 و50 في المئة في السنوات الثلاث الأخيرة، ما يعادل ثلاثة أضعاف المعدل العالمي. وأخيراً، بيّن أن عمليات الاستحواذ 12 عملية التي نفذتها الشركة سبّبت هذا النمو، بالتضافر مع عناصر أخرى مثل التركيز على قنوات البيع وشركاء الأعمال المحليين. دراسات عالمية عن الاتصالات وشبكاتها وعرض مؤتمر متخصص صاحَبَ المعرض دراسات دولية بيّنت أن أكثر من 50 في المئة من المشاركين مهتمون فعلياً بنشر حلول الاتصالات الموحَّدة، فيما أكد 40 في المئة أنهم في صدد تنفيذ استراتيجية الاتصالات الموحَّدة. وكشفت شركة"أفايا"لنُظُم اتصالات الأعمال، عن دراسة لها شملت أكثر من 600 من الشخصيات القيادية في شركات ومؤسسات في منطقة الشرق الأوسط. وبيّنت الدراسة أن تلك الشركات مهتمة بالاستفادة من مزايا الحلول الموحَّدة، مثل مضاعفة الإنتاجية، وتسريع تدفق العمل، والارتقاء بعمليات الأعمال، والحدّ من التكلفة الإجمالية وغيرها. كما أظهرت توجه دول المنطقة نحو إقامة مراكز اتصال العملاء، حيث أعلن 69 في المئة من شخصيات العينة أنهم يستخدمون تلك المراكز راهناً. وأوضحت الدراسة ان الاتصالات الموحَّدة تمكن الشركات من تحقيق التكامل بين تطبيقاتها عبر دمجها تحت واجهة أحادية، ما يمكنها من الاستجابة بسرعة لطلبات العملاء. وكذلك بيّنت دراسة ثانية لمجموعة"غارتنر"المتخصصة في الأبحاث، أنه"خلال الأعوام العشرة المقبلة ستحل الاتصالات الموحَّدة محلَّ خدمة البريد الإلكتروني اللاسلكية، فيما أظهرت دراسة أجرتها مجموعة"أبردين"البحثية أن الحاجة إلى الارتقاء بإنتاجية الموظفين هي السبب الأول لتبني المزيد من الشركات حلول الاتصالات الموحَّدة. ووضع المعرض شركات الاتصالات في جناح منفصل هو"جلف كومس". ولم يمنع ذلك شركات الاتصالات من"التسلل"لبقية الأجنحة، والتسابق على إبرام اتفاقيات مع شركات التكنولوجيا الرقمية، بما فيها شركات تقديم المحتوى مثل المحطات الفضائية. ووقعت محطة"تلفزيون الشرق الأوسط"ام بي سي اتفاقاً مع شركة"دو"، المشغل الثاني للاتصالات في الإمارات، يسمح للأخيرة بتقديم بعض الأعمال الدرامية الرمضانية عبر الخليوي. وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة"دو"عثمان سلطان أن الشركة تتفاوض مع عدد من المحطات الفضائية وشركات المحتوى الرقمي. وتسابقت شركات الاتصالات أيضاً على الكشف عن خدماتها الجديدة إذ أعلنت"اتصالات الإمارات"عن خدمة"المؤتمر الهاتفي الصوتي"، التي تتيح للشركات إجراء مؤتمرات عبر الهاتف تضم 120 شخصاً، سواء كانوا داخل الدولة أو خارجها، عبر واجهة مبسطة تُدار عبر تقنية"الرد الصوتي التفاعلي"Interactive Voice Response. وكشفت شركة"تاندبيرج"، المتخصصة في الاتصال المرئي عن تقنية"فيلد فيو"وهو نظام الاتصال المرئي النقال الذي يتيح للموظفين الذي يعملون في أماكن بعيدة أو مواقع نائية، الاتصال بصرياً مع الخبراء المعنيين في المقر الرئيسي، لحل مشاكلهم ميدانياً. ويبث جهاز"فيلد فيو"FieldView اللاسلكي المحمول باليد الصور، إضافة الى احتوائه نظاماً ثنائي الاتجاه للبث الصوتي. وبفضل تلك التقنيات، يستطيع الخبراء التحكم بالجهاز من بعد، وتركيز العدسة على مناطق محددة من الصورة وتقريبها لدراستها بسهولة. كما أن إمكانات التسجيل التي يوفرها النظام، تتيح للمستخدمين أرشفة تلك المواد. من جهتها كشفت شركة الاتصالات البريطانية"كول لو جي اس ام"عن جهاز يُمكّن المسافرين من استعمال خليوياتهم الشخصية أثناء سفرهم جواً. وأعلنت الشركة انها في صدد توقيع اتفاق مع موزع محلي لتوفير الخدمة في الإمارات. وتبلغ قيمة الشريحة 145 درهماً نحو 40 دولاراً. وقد أنجزت الشركة اتفاقيات مماثلة مع 215 شركة اتصالات في 110 دول. وأطلقت شركة"انتل فيجنز"الهندية نظام"أي ووتش"للتسجيل الرقمي الذي يعمل على مكافحة عمليات القرصنة على أجهزة الصرف الآلي. لعبة فيديوعربية وأُعلِن عن عودة المعرض الى موعده الأصلي في تشرين أول اكتوبر في العام المقبل. وكالعادة، ابتكرت الشركات طرقاً متنوعة في الترويج، وضمنها الاستعانة بعارضات الأزياء وفرق الموسيقى والرقص والغناء، إضافة الى"قياصرة"من العصر الروماني. وأعلنت شركة"كولور بلايند انترتاينمنت"الإماراتية، أنها شارفت على الانتهاء من تطوير لعبة"محاربي الشرق"التي نسجت مغامرتها في مدينة افتراضية تحاكي طابع المدن العربية في بنائها وتفاصيلها. ويتيح ذلك فرصة للاستمتاع بأول لعبة إلكترونية من ألعاب الحركة الثلاثية الأبعاد، من بطولة شخصية عربية. وتتوافر اللعبة باللغتين العربية والإنكليزية. وفي سياق الحضور العربي، أطلقت"أوراسكوم تليكوم"محرك بحث اسمه"إنكش"، يعمل باللغتين العربية والإنكليزية. ووصفه أحد مسؤولي الشركة، خالد بشارة، بأنه"مشروع مثير ومملوء بالتحدي". وأخيراً، شهد جناح"اتصالات"إطلاق بوابة"وياك"الدينية في حضور كل من الشيخ المقرئ مشاري العفاسي والدكتور عمر عبدالكافي اللذين شهدا أيضاً إطلاق خدمتي"قصص وعِبر"للكافي وخدمة"أدعية وأذكار"للشيخ العفاسي. وأطلقت بوابة"وياك"الالكترونية وصفات الشيف أسامة المبتكرة التي تُرسل تفاصيلها للجمهور عبر الرسائل المتعددة الوسائط. وأطلقت شركة"دو"للاتصالات حملة"رسالة خير في شهر الخير"للتبرع بثمن رسالة نصية قصيرة لپ"هيئة الهلال الأحمر الإماراتي".