تثير أنباء انتشار وباء الكوليرا في محافظاتالعراق الشمالية مخاوف من انتقاله إلى المناطق الوسطى والجنوبية، فيما تتضارب الأرقام عن عدد المصابين في الشمال، إذ أكدت منظمة الصحة العالمية أمس ارتفاع عدد الاصابات الى 16 ألف حالة، لكن السلطات الصحية والرسمية نفت ذلك. وأعلنت منظمة الصحة أمس أن الكوليرا انتشرت في شمال العراق، حيث اصيب 16 ألف شخص، وتوفي عشرة خلال شهر. وأكدت أن ارتفاع عدد الحالات المعروفة إلى سبعة آلاف في وقت سابق هذا الأسبوع، ربما يرجع الى المراقبة الأفضل للسلطات الصحية، وإن كان عدد الوفيات ما زال كما هو. وقالت فضيلة شايب، الناطقة باسم المنظمة في بيان إن"انتشار الكوليرا أصاب حتى الآن 16 ألف شخص توفي منهم عشرة في مناطق السليمانية وكركوك وأربيل في شمال العراق". وحذرت المنظمة من ان الوباء قد ينتشر أكثر إذا لم يحصل المواطنون على مياه وأطعمة نظيفة وأحوال صحية افضل. وينتقل المرض بصفة أساسية عن طريق المياه. وقال مسؤولو الصحة في السليمانية، حيث بلغت حالات الاصابة الآن 6000 منذ اسبوعين، إنهم أرجعوا تفشي المرض الى محطة لمعالجة المياه. وقدم فريق من منظمة الصحة العالمية برئاسة الدكتورة نعيمة الجاسر، ممثلة المنظمة في العراق، المشورة الفنية، بالإضافة الى صناديق تحتوي على مضادات حيوية وإمدادات اخرى لمكافحة المرض. لكن مسؤولاً في وزارة الصحة العراقية نفى أن تكون الأعداد التي تناقلتها وسائل الاعلام عن اعداد المصابين دقيقة. وقال ل"الحياة"إن"اعداد حالات الاصابة المتوفرة لدى وزارة الصحة أقل بكثير من الأعداد المعلنة 16 ألف اصابة، وهناك اعراض مشابهة لمرض الكوليرا قد تسبب حالة من الارباك لدى المواطنين وإن كانت اعداد الاصابة بهذا المرض تنذر بالخطر اذا لم يتم احتواؤها في الوقت المناسب". واضاف:"ان وزارة الصحة تتابع الأمر عن كثب، وهناك غرفة عمليات توجه الدوائر الصحية في عموم البلاد وتزودها المعلومات والارشادات الضرورية للسيطرة على هذا المرض". واشار الى ان الوزارة أوصت بزيادة نسبة مادة الكلور في الماء، وهناك حوالي ألفي غرفة متخصصة تتابع تنقية المياه. من جهته، نفى احسان عبدالمجيد كلي، قائمقام قضاء كركوك رئيس غرفة العمليات المشكلة للتصدي للوباء، ما تناقله بعض وكالات الإعلام الأجنبية حول وجود حوالي 16 ألف حالة اصابة في كركوك وضواحيها. وقال إن"هذا الخبر عار عن الصحة، وقد سجل منذ 14 آب اغسطس الماضي حتى أول من أمس 565 حالة، شفوا جميعاً عدا حالة وفاة واحدة". وكان رئيس منظمة الهلال الأحمر العراقي الدكتور سعد حقي توقع في تصريحات ان يتفشى الوباء نهاية ايلول سبتمبر الجاري في بغداد، وأكد أن"حالات اصابة جديدة بدأت تتجاوز المناطق الشمالية، وقد ظهرت اصابة في محافظتي ديالى ونينوى"، وأضاف:"ان الكوليرا تنتشر بسرعة كبيرة وستصل الى بغداد نهاية الشهر الجاري حيث سيكون المناخ ملائماً لنمو البكتيريا المسببة للاصابة بهذا الوباء في الأمعاء".