لمناسبة الذكرى العشرين لوفاة الفنان الأميركي أندي وارهول، يقيم مجمع الغاليري الوطني في أدنبره معرضاً استعادياً يضم عدداً كبيراً من أعماله الفنية التي تمتد منذ أول الخمسينات حتى العام 1986. والأعمال المعروضة تتراوح بين اللوحات الزيتية والنحت والرسوم التخطيطية والكولاج والأفلام والصور الفوتوغرافية. ويلفت المعرض الى جوانب متعددة من أعمال وارهول المبكرة عندما كان هذا الفنان الأميركي يحصل على أكبر أجر تجاري عن أعماله الفنية في الولاياتالمتحدة قبل أن تبدأ شهرته كفنان جيد، ذائع الصيت. وتعرض للمرة الأولى أيضاً مواد من أعمال وارهول عنونها بپ"كبسولات الزمن". وجُلِبت أيضاً علب كثيرة من"حساء كامبل"المرزومة بعناية فائقة. واستعيرت لوحات عدة من متحف أندي وارهول في بيتسبيرغ، ومن أشخاص اقتنوا أعماله في بريطانيا وأوروبا تحديداً. ثمة لوحات"مكرسة"في هذا المعرض لمارلين مونرو وليز وألفيس. وهناك لوحة"جماجم"وعدد كبير من البورتريهات أنجزها الفنان في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ولد أندي وارهول في 6 آب أغسطس عام 1928 في بيتسبيرغ التابعة لولاية بنسلفانيا لأبوين تشيكيين. اسمه الحقيقي"آندرو والرهولا". تخرج في معهد كارنيجي للتكنولوجيا عام 1949. ثم انتقل الى نيويورك. بدأ العمل رساماً تجارياً، وصمم الكثير من الإعلانات، وأنجز الكثير من الرسوم التوضيحية. ظهرت أعماله الفنية الأولى في مجلة"غلامور"في آب 1949. واقترن اسمه لاحقاً بالبوب آرت أو"الفن الشعبي". ثم تعددت اهتماماته الفنية والإبداعية، ففضلاً عن كونه رساماً شعبياً، أصبح منتج اسطوانات، ومخرجاً طليعياً، ومؤلفاً، وشخصية فنية وثقافية واجتماعية أثارت جدلاً متواصلاً سواء بين جمهور النخبة المثقفة، أو بين الطبقة الأرستقراطية الثرية في هوليوود وسواها من الأماكن التي تقترن تسمياتها بالترف والثراء الفاحش، أو بين الناس البوهيميين الذين لفظتهم الحياة الاجتماعية المستقرة في أميركا. سخر النقاد من أعماله الفنية في البداية حتى اعتبره البعض مخدوعاً وخادعاً في الوقت ذاته، فهو يريد، بحسبهم، أن يروِّج مجموعة من الأكاذيب الفنية أطلق عليها صفة"الفن الشعبي". كانت حياته الشخصية حافلة بالكثير من النشاطات الثقافية من بينها تأسيسه مجلة"إنترفيو"عام 1973. عاش بأعجوبة بعد أن أطلقت عليه الفنانة فاليري سولاناس النار، فأصيب بجروح خطرة أفضت الى فتح صدره وإجراء عملية تمسيد لقلبه. ووظف هذه الحادثة المروعة في أحد أفلامه السينمائية. وأنجز وارهول أكثر من ستين فيلماً بين 1963 و1968. ومن أبرز أفلامه: نوم، تنشيط، قبلة، عيد ميلاد نعومي، مضجع، شفاه، الفتاة الثرية المسكينة، سلفادور دالي، جسد، غروب الشمس، المطعم العاري، والفيلم الأزرق. توفي وارهول في 22 شباط فبراير 1987، لكن أعماله الفنية لم تمت على رغم الكمّ الكبير من الاتهامات التي شككت فيه، وطعنت بتجربته الفنية. ولا يستطيع أحد أن ينكر دوره وتأثيره كواحد من أبرز الفنانين في القرن العشرين.