يعتقد العلماء بأن أجساد الخفافيش التي تتغذى من الرحيق، تحرق السكر أسرع من أي حيوان ثديي آخر. ووجد فريق يضم علماء بريطانيين وألماناً أن الخفافيش بدأت عملية الأيض التمثيل الغذائي للرحيق في غضون دقائق من امتصاصها له. وقال الباحثون إن هذه الحيوانات تحتاج الى استخلاص ما أمكنها من الطاقة مما تتناوله من الطعام، لأنها بطيرانها السريع وخفقان أجنحتها تستهلك الكثير من الوقود. وبحثت الدراسة التي نشرت في دورية "علوم البيئة الوظيفية"، في سلوك الخفافيش الطويلة اللسان التي تمتص الرحيق. ويعد هذا النوع من الخفافيش من أصغر الثدييات المعروفة، حيث لا يزيد وزن الواحد منها على 10 غرامات. ويوجد هذا النوع من الحيوانات الليلية في أنحاء مختلفة من أميركا الجنوبية والوسطى، حيث تمتص الرحيق من الأزهار باستخدام ألسنتها الدقيقة الطويلة أثناء تحليقها، مثلما يفعل طائر الطنان. ويمكن هذه الطيور أن تمتص من الرحيق ما يعادل وزنها مرة ونصف المرة يومياً. ولدرس الكيفية التي تتمكن بها هذه الثدييات الطائرة من الطيران بهذا النشاط، أطعم الباحثون خفافيش من هذا النوع في الأسر، سكراً يحتوي على نوع ثقيل من الكربون، يعرف ب "كربون 13". ثم قاس العلماء كميات الكربون في زفير الخفافيش ليعرفوا سرعة احتراق السكر لديها ومقداره. وكتب الباحثان كريستيان فويت من معهد لايبنيتس لبحوث الحيوان والطبيعة، وجون سبيكمان من جامعة أبردين في اسكتلندا: "وجدنا أن الخفافيش التي تتغذى على الرحيق تستفيد بالسكر الذي تمتصه من طريق حرقه في غضون دقائق من امتصاصه، وفي غضون أقل من نصف ساعة، فإن مئة في المئة من الطاقة التي تحرقها تكون من هذا المصدر". وأشارا إلى أن أعلى معدلات للاحتراق عند البشر توجد بين الرياضيين الذين يتمكنون من حرق 30 في المئة من مشروبات الطاقة على الفور. وبينما تحوّل غالبية الحيوانات الكربوهيدرات التي تستهلكها إلى دهون أو إلى نوع من السكر يعرف بالغليكوجين لتخزينه، فإن الخفافيش تحول الكربوهيدرات مباشرة إلى طاقة للحصول على أقصى دفع تحتاجه للطيران.