تمارس الدول الغربية ضغوطاً متزايدة على "منظمة الدول المصدرة للنفط" أوبك لزيادة إنتاجها بعدما وصل سعر النفط الخام إلى مستوى قياسي. ويعتبر مدير تحرير مجلة"النفط والغاز العربيان"فرنسيس بيرين ان على"أوبك""إعادة النظر في مواقفها، ونشعر ببعض التشققات الصغيرة"في مواقف الدول الأعضاء. ويقول الخبير في المواد الأولية فيليب شالمان:"أميل إلى الاعتقاد بأن الضغوط تتكثف على أوبك التي لا مصلحة لها بتاتاً في ارتفاع الأسعار إلى هذا الحد". وارتفعت أسعار النفط أخيراً في رد فعل على تراجع كبير في مخزون الولاياتالمتحدة من النفط الخام. وتشهد المصافي الأميركية نشاطاً كبيراً بعد انتهاء فترة الصيانة ما أدى إلى استكمال تراجع المخزون. وعبّر وزير الطاقة الأميركي سام بودمان عن تخوفه من ان يُلحق استمرار غلاء النفط، خصوصاً الأميركي الخفيف، ضرراً بنمو اقتصاد بلاده، لافتاً الى ان 80 دولاراً للبرميل لا يخدم الاقتصاد. وكانت وكالة الطاقة الدولية اعتبرت في تقريرها الأخير في منتصف تموز يوليو ان الزيادة على الطلب اليومي قد تصل إلى 2.8 مليون برميل في الأسابيع المقبلة. وتتخوف الوكالة، التي تدافع عن مصالح الدول المستهلكة في مجال الطاقة، ان يؤدي الوضع إلى أزمة نفطية في الربع الثالث من السنة اذا لم تتدخل"أوبك"بسرعة. وأعرب مديرها كلود ماندل الأربعاء الماضي عن أمله في ان تزيد المنظمة إنتاجها بعد بلوغ أسعار النفط مستوى قياسي. وفي مواجهة هذه الضغوط، أكدت"أوبك"ان الارتفاع لا يرتبط بنقص في النفط الخام، بل بمشكلات التكرير في الولاياتالمتحدة والتوتر السياسي والمضاربات. وترى ان زيادة الإنتاج لن يكون لها أثر في الأسعار. ويرى بيرين ان"مرحلة مراجعة الوضع ستبدأ قريباً"مع انه لا يتوقع ان يكون للمنظمة رد فعل قبل اجتماعها المقرر في 11 أيلول سبتمبر المقبل في فيينا. ويضيف شالمان ان طرح مليوني برميل يومياً في السوق سيخفض الأسعار، وان السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتمتع بقدرة إضافية كبيرة على الإنتاج. موقف"أوبك" وأكد وزير النفط القطري عبدالله بن حمد العطية عجز"أوبك""عن التحرك في مواجهة أسعار النفط المرتفعة، لأنه لا نقص في معروض الخام في السوق". وان"المخزون في الدول الصناعية مرتفع ما يدل على وفرة المعروض". وكشف العطية ان قطر تضررت بشدة من ضعف الدولار لكنها لا تعتزم ان تطلب من زبائنها دفع ثمن الخام بأي عملة أخرى، والخروج عن نظام الدفع بالدولار"سيكون صعباً جداً إذا لم يفعل المنتجون الآخرون الشيء نفسه". وتتلقى قطر كل عائداتها النفطية بالدولار، مثل السعودية والكويت والإمارات، وان ضعف الدولار حد من آثار ارتفاع سعر النفط على المشترين الأوروبيين واليابانيين. ورفضت"أوبك"التعليق على تصريحات لوزير النفط العراقي حسين الشهرستاني الذي قال ان المنظمة تدرس"زيادة طفيفة في الإنتاج"خلال اجتماعها في أيلول. وفي اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"، قال الأمين العام للمنظمة عبدالله البدري ان المنظمة لن تعلق على تصريحات الشهرستاني.