لولا تأخر الأفلام، وهي في طريقها الى مهرجان الاسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة في دورته الحادية عشرة بين 3 و 9 ايلول/سبتمبر، لأمكن القول إن زيادة الأفلام التي تقدمت بطلب المشاركة في هذه الدورة بلغت 50 في المئة عن دورة العام الماضي، إذ مقابل 1000 فيلم استلمتها ادارة المهرجان حينها بلغ عدد الافلام التي تقدمت للمشاركة في هذه الدورة كما أوضح رئيس المهرجان علي أبو شادي ل"الحياة"1500 فيلم، حسمت مشاركة 94 فيلماً منها تعود الى 31 دولة توزعت على أقسام المهرجان المختلفة. صحيح أن هناك"هجوماً فرنسياً كاسحاً"على المشاركة لهذا العام، يعيد الى الأذهان ذلك الألق السينمائي الفرنسي في مراحل مختلفة، لكن هناك في المقابل حضور سينمائي مصري وعربي ليس أقل تماسكاً ووهجاً يؤكد توجه ادارة المهرجان، كما أوضح أبو شادي، نحو أن يكون مهرجاناً دولياً وعربياً ومصرياً بامتياز. أفلام عربية، ومصرية بالدرجة الأولى، من عشر دول، ناهيك عن تظاهرة خاصة بأفلام مغربية قصيرة، عشرة أفلام منها تذكر بوجود سينما مهمة على مشارف الأطلسي، ليس قليلاً عليها أن تحظى بتظاهرة، حتى وإن ارتدت طابعاً احتفائياً بسينمائيين أظهروا قدرات شديدة في مجالات التعبير السينمائي عن هموم وتطلعات ربما تبدو أحياناً شديدة الخصوصية. أفلام مثل"مصير عائلة"ليونس الركاب، و"السرجم"لكمال الدرقاوي، و"مانكان"لبوسلهام الضيف، و و"آخر الشهر"لمحمد مفتكر. تظاهرة احتفالية ستزيد من حرارة تلك الأيام السبعة التي ينعقد لواؤها في المدينة البحرية، وبالتحديد في القرية الأولمبية، الغافية على شاطئ القناة. طبعاً يجيء اختيار المخرج السينمائي الفلسطيني ميشيل خليفي رئيساً للجنة تحكيم هذه الدورة ليثبت توجهات ادارة المهرجان باعطاء شرعية للسينما التسجيلية والتسجيليين، وخليفي واحد من الذين برعوا على صعيد هذه السينما، التي كان يتم تجاهلها حتى من قبل بعض السينمائيين الذين عملوا فيها من باب"زيادة العدد"أو من باب انتظار الفيلم الروائي الطويل. وربما يجيء أيضاً تكريم التسجيلي المصري الراحل صلاح التهامي في هذه الدورة، والذي عادة ما تمنح جائزة باسمه في الاسماعيلية ليؤكد مثل هذا التوجه نحو تثبيت شرعية السينما التسجيلية في مهرجان انطلق اساساً ليحمل همومها بالدرجة الأولى. 450 فيلماً تأخرت في الوصول في الموعد المحدد الى ادارة المهرجان، ولو أن هذه الافلام قد تخلصت من بيروقراطية البحار والاجواء والحكومات التي سمحت بعبور بلدان المنشأ، لأمكن الحصول على زيادة في وجبة الأفلام لهذا العام. ويقول علي ابو شادي إنه ستتم مراجعة تواريخ صناعة هذه الافلام، وما أنتج منها في العام 2007 سوف يدرج في قائمة الافلام التي ستتقدم للمشاركة في دورة العام 2008، طبعاً بعد موافقة أصحابها، يضيف أبو شادي، أي في الدورة الثانية عشرة، في مهرجان غالباً ما يذكر بمدينة بحرية ظامئة لنوع من الافلام يمكن عرضها في المقاهي والأماكن العامة كما حصل في العام الماضي وأثبتت التجربة نجاعتها. فهي أفلام لا تعيق حرية حركة الأفكار وتداولها خصوصاً أنها تتواكب مع ندوة عن منهجية التأريخ للسينما المصرية وهي تحتفل بمئويتها يديرها الناقد والمخرج السينمائي المصري سيد سعيد، ويشارك فيها نقاد عرب وأوروبيون منهم، بندر عبدالحميد سورية ومحمد كامل القليوبي مصر ومصطفى المسناوي المغرب.