لم تعمّر إيجابيات تلميح رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي، البنك المركزي الأميركي، بإمكان خفض الفائدة، فتراجعت سوق الأسهم في"وول ستريت"أمس، خلافًا للتطورات التي شهدتها الأسواق منذ مساء الأربعاء وحتى افتتاح السوق الأميركية مساء الخميس وسبقه إعلان البنك المركزي الأميركي، انه أضاف خمسة بلايين دولار من الاحتياط الموقت إلى النظام المصرفي من خلال اتفاقات إعادة شراء لأجل ستة أيام، في العملية الثانية له أمس. وبهذا يصل إجمالي المبلغ الذي ضخه البنك الى عشرة بلايين دولار بعدما أضاف في وقت سابق خمسة بلايين دولار من طريق اتفاقات إعادة شراء لأجل 14 يوماً. إلى ذلك أفادت الحكومة الأميركية بأن قوة استثمارات الشركات ساهمت في دفع نمو الاقتصاد في الربع الثاني من السنة الى أربعة في المئة معدلة بالزيادة على أساس سنوي وهو أسرع ايقاع منذ أوائل السنة الماضية لكنه لن يكون مستداماً على الأرجح. وعدلت وزارة التجارة تقديرها لنمو الناتج المحلي الإجمالي بالزيادة من معدل 3.4 في المئة الذي أعلن منذ شهر. وعلى رغم ذلك، فتحت الأسهم الأميركية منخفضة وسط قلق المستثمرين بسبب خفض التقويم الاستثماري لسهم"وول مارت ستورز"وعدم التيقن بشأن متى يعمد مجلس الاحتياط الى خفض أسعار الفائدة. وتراجع مؤشر"داو جونز"الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 99.09 نقطة أي ما يعادل 0.75 في المئة، ومؤشر"ستاندرد اند بورز 500"الأوسع نطاقاً 11.31 نقطة أو 0.77 في المئة. وهبط مؤشر"ناسداك"المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا. وكانت الأسهم الأميركية ارتفعت بعد التراجع الحاد الذي شهدته الثلثاء. إذ حفّزت توقّعات لمحللين أميركيين، باحتمال تزايد الآمال، أن يخفّض مجلس الاحتياط الفيديرالي، سعر الفائدة، أسواق المال منذ الأربعاء الماضي، حيث سجّلت سوق الأسهم الأميركية ارتفاعاً، بعد تراجعٍ تسبب به تقريرٌ ل"ميريل لينش"توقّع أن يضرّ الضغطُ على سوق الرهن بأرباح المصارف. وعزّز تلك التوقعات، تعليقات من بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي، أثارت الآمال في خفض أسعار الفائدة، إذ أكد مجلس الاحتياط انه مستعد للتحرك عند الضرورة لضمان ألا يكون لاضطرابات سوق الائتمان أثر سلبي على الاقتصاد. وانعكس ذلك أيضاً، على الأسهم الأوربية فاستعادت أنفاسها، وارتفعت، أمس، أوائل المعاملات، وظهرت نتائج تدعو للتفاؤل من شركتي"كارفور"الفرنسية وپ"أهولد"الهولندية. وتصدر سهم بنك"ناتكسيس"الفرنسي الأسهم الصاعدة على مؤشر"يوروفرست 300" لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا فارتفع ثمانية في المئة. وارتفع سهم"كارفور"3.5 في المئة بينما زاد سهم"أهولد"4.2 في المئة. وفي طوكيو قفز مؤشر"تيكاي"القياسي للأسهم اليابانية 1.4 في المئة في التعاملات المبكرة اليوم حاذياً حذو الأسهم الأميركية في"وول ستريت". وفي بورصة اسطنبول، اغلق المؤشر الرئيسي للأسهم مرتفعاً 0.69 في المئة الى 48082.17 نقطة، مسايراً البورصات الأوروبية. وارتفع المؤشر العام للبورصة السعودية إلى أعلى مستوى في خمسة شهور مع شراء المستثمرين أسهم المصارف والتأمين توقعاً لارتفاعها عندما ترفع المملكة القيود عن تدفق رؤوس الأموال من دول الخليج العربية الأخرى. لكن معظم أسواق الأسهم الخليجية الأخرى أغلقت منخفضة.