ما أجلّ وأصْعب كتابة تاريخ النضال ... وما أحقر وأسْهل شطبه!! بهذه الكلمات أنعي القضية الفلسطينية، إن لم يكن القضية العربية برمتها. منذ العام 1973، بداية الصراعات بين الجيش اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية وصولاً إلى الحرب الأهلية اللبنانية بمختلف مراحلها، خسرَت القضية الفلسطينية الكثير من وهجها وتمرمغت قدسيتها بوحول الحروب لا بل الاشتباكات الشوارعية العبثية في بيروت والجبل وصولاً إلى طرابلس. وجاء يوم الأرض ومن ثمّ الإنتفاضة الأولى لتذكر القادة الفلسطينيين بأنّ تحرير الأرْض يبدأ من فلسطين وينتهي بها من دون التعريج على جونيه، حسب نظريّة أبو أياد الشهيرة حينها. أمّا اليوم، وبعد انتفاضتين كبيرتين تخللهما اتفاق سلام هشّ لا يحظى بإجماع فلسطينيّ ولا باحترام إسرائيليّ، ها هي القضية الفلسطينية، بما تبقّى من رمزيتها وقدسيتها، تنحر على مذبح الحرب الأهلية، وسط تهليل إسرائيليّ وتواطؤ دوليّ وربما عربيّ. مع الاحترام الشديد لجهود السعودية في جمع الفلسطينيين في مكة. أن مشهد اقتتال الفلسطينيين يدفع كلّ عروبيّ نقيّ إلى الكفر بعروبته وإلى السؤال البديهيّ: لماذا أناضل لقضية، أشدّ المعنيين بها يقتتلون، بل يجاهرون بمنطق الحسم العسكري حيال بعضهم البعض؟! فلسطينُ اليوم فصلٌ من تراجيديا عربية مستمرة وصلت في العراق إلى أشدّ مشاهدها دموية ورعباً وحزناً. فبغداد مشرحة كبرى وسكانها إما مخطوفون جماعياً بانتظار القتل على الهوية، وإمّا متجولون مرعوبون بانتظار التمزق أشلاء. أما لبنان، فهو أشبه بقطار متجه نحو الهاوية فيما ركابه الجهابذة في نقاش محتدم حول من يجلس في المقطورة الأولى وفي الثانية وفي الثالثة. باختصار، أيام العرب سوداء، ولا شيء يوحي بأنّ النصف الباقي من الپ2007 سيكون أقل سواداً من نصفها الأول وسط العربدة الإسرائيلية النافخة في نيران الفتن المذهبية، معطوفة على المكابرة الأميركية العازفة بدورها على وتر خوف الدول العربية من التطلعات والأحلام الفارسية. اليوم، بعد العراقوفلسطينولبنان، هل تستحق العروبة بعد قطرة دم ٍ أو دمْع ٍ أو حبْرٍ؟! ربّما ورقة نعوة خيرُ من ألف مقال! باسل الخليل - بريد الكتروني