دعا رئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي "جبهة التوافق" العراقية الى تأجيل قرار انسحابها من الحكومة، واعربا عن املهما في أن يتدخل رئيس الوزراء نوري المالكي شخصياً لمعالجة الازمة. واكد مقربون من رئيس الوزراء ان الخلاف بين الحكومة وجبهة التوافق حزبي وان العملية السياسية ستواجه مشكلة في حال تنفيذ الجبهة تهديداتها". وكان مجلس الرئاسة اجتمع في بغداد امس بكامل أعضائه، في مقر إقامة طالباني، للبحث في انسحاب الجبهة من الحكومة. واكد بيان رئاسي ان طالباني ونائبه اعربا عن أملهما في أن يبذل نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي جهوده من أجل إقناع جبهة التوافق بتأجيل قرار انسحابها من الحكومة"لما لهذا الموقف من تداعيات سلبية على العملية السياسية". وطالبا بتدخل"رئيس الوزراء نوري المالكي بشكل مباشر في معالجة القضايا المتفق على حلها، باعتباره المسؤول المباشر عن السلطة التنفيذية". وقال النائب سامي العسكري، المقرب من المالكي ل"الحياة"ان"الخلاف القائم بين المالكي وجبهة التوافق حزبي بحت ولا علاقة له بالامور الاخرى". مشيراً الى ان عدداً من قيادات جبهة التوافق"يفكر بعقلية الانقلاب العسكري"الامر الذي يدفعهم للسعي من اجل السيطرة على المؤسسة العسكرية بشتى الطرق وهو ما يعيه المالكي تماما". وشدد على ان"جبهة التوافق"غير راضية عن وزير الدفاع وعدد من قادة الالوية ويسعى قادتها الى تغييرهم على رغم كونهم من الطائفة السنية. واشار العسكري الى ان انسحاب الجبهة من الحكومة، في حال حدوثه، سيُسبب مشكلة"غير انها غير عصية على الحل". واوضح ان"جبهة التوافق لم تعد هي الممثل الوحيد للطائفة السنية داخل الحكومة او العملية السياسية. وهناك الكثير من القيادات السياسية والعشائرية والدينية التي تؤمن بالعملية السياسية وتتمتع بالكفاءات المطلوبة على استعداد للمشاركة كبديل عن ممثلي الجبهة الحاليين". واكد مصدر مطلع في هيئة الرئاسة، فضل عدم ذكر اسمه، ل"الحياة"ان رفض المالكي الاستماع لمطالب الهاشمي، التي تقدم بها الى الحكومة الاسبوع الماضي وتضمنت وقف عملية التوازن الطائفي في وزارة الدفاع والاستمرار بها في وزارة الداخلية، وطرد عدد من القيادات الامنية في وزارة الداخلية لارتباطها بميليشيا جيش المهدي وخروجه المالكي من الاجتماع قبل شروع ممثل الهاشمي بتبرير هذه المطالب ودعمها تسببت بنشوب الازمة اخيراً بين الطرفين. واشار المصدر الى ان التوافق اعلنت انسحابها من الحكومة في اليوم التالي لذلك الاجتماع مباشرة. من جانبه اكد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية عزم الجبهة المضي في وعدها الذي قطعته على نفسها بالانسحاب من حكومة المالكي في الموعد المحدد اليوم. وقال، خلال استقباله السفيرالبريطاني في بغداد دومنيك أسكويث"بات واضحاً أمام الجبهة أن لا نية لرئيس الوزراء في إصلاح الوضع المتردي في مختلف المجالات ما يدفعنا الى المضي في الوعد الذي قطعته على نفسها بالانسحاب من حكومة المالكي في الموعد المحدد". وقال النائب عبدالباري الزيباري، عضو كتلة التحالف الكردستاني، ان الاسبوع الجاري سيشهد عقد اجتماعات مكثفة لقادة الكتل السياسية بمشاركة رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني للبحث في مجمل العملية السياسية بصورة كاملة وعدد من القوانين المطروحة كقانون النفط والتشكيلة الوزارية الجديدة والتعديلات الدستورية. واشار الى ان التحالف الكردستاني يعمل على صياغة مبادرة متكاملة ليطرحها الرئيس خلال الاجتماعات تتضمن حلولاً. واكد ان الايام المقبلة ستشهد انفراجاً وحلولاً في هذا الاطار. واكد النائب مفيد الجزائري ان احتمال مشاركة أياد علاوي في اجتماعات زعماء الكتل السياسية"لا يزال قائماً".