استعداد مدينة الانتاج الاعلامي المصرية لاستقبال فرق تصوير ثلاثة أفلام سينمائية عالمية هذه السنة ربما يفتح الباب أمام تسويق امكانات هذا الكيان الإنتاجي الضخم الذي يصل حجم استثماراته الى نحو 2 بليون جنيه لتدخل مصر فى منافسة مع المغرب الذي يصل دخله من استخدام أراضيه لانتاج أفلام السينما العالمية نحو 300 مليون دولار. أكد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي سيد حلمي أن قدوم أفلام سينمائية ضخمة لتصور فى مدينة الإنتاج الإعلامي، ومصر عموماً، أصبح واقعاً ملموساً ولم يعد مجرد كلام لأن الموضوع أصبح مهماً ومطلوباً لاستغلال مقومات المدينة في الاستديوات والمناطق المفتوحة والفنيين والكاميرات ووحدات المونتاج والغرافيك. وأضاف:"إن"المدينة"سعت منذ فترة الى جذب الأعمال السينمائية العالمية، لكن ترتيب الوقت والمواعيد ليس بيدنا لأن هذه الأفلام لها موازنات ضخمة ويتم تعديل السيناريو لها باستمرار بخلاف أن التحضير واختيار النجوم يتطلب وقتاً طويلاً لذلك يتم التأجيل. فمثلاً فيلم"شباب كيلوباترا"أُجِّل تصويره في مصر ثلاث مرات كان مفترضاً تصويره في أيار مايو الماضي لكن اتفق على تصويره في شهر آب أغسطس ونشارك فيه بنسبة 25 في المئة مقابل أماكن التصوير والكاميرات والفنيين مقابل الحصول على نسبة 25 في المئة من الأرباح على مستوى العالم وحق تسويقه في العالم العربي". وأضاف حلمي أن تأخير استغلال هذه الأفلام العالمية مرتبط بسياسة الدولة وليس سياسة"المدينة"،"فنحن لدينا المقومات والإمكانات لتلبية طلبات المنتجين العالميين، لكنْ، هناك قيود وعقبات كبيرة أمام هذه الأفلام مثل نظم وزارات السياحة والمال والثقافة والداخلية، والرقابة. لذلك طلبنا من خلال مذكرة رسمية من وزير الإعلام تشكيل لجنة من هذه الوزارات عليها التعامل مع الجهات الإنتاجية العالمية وتذليل العقبات لهم على أن تكون لجنة مصغرة ولها سلطة إعطاء القرارات وبعيداً عن البيروقراطية والروتين". في المقابل أكد الناقد يوسف شريف رزق الله العين رئيساً لقطاع التعاون الدولي"أن المدينة بدأت بالفعل في تفعيل خطواتها نحو جذب أعمال السينما العالمية وهذه الخطوات بدأت في وجود نبيل عثمان في رئاسة القطاع، إذ تمت اتصالات بجهات عالمية وعندما توليت المسؤولية وجدت هذه الملفات مفتوحة بدأنا نتابعها وأجرينا اتصالات بهذه الجهات أسفرت عن الاتفاق على تصوير ثلاثة أفلام ضخمة أولها فيلم"شباب كيلوباترا"وهو إنتاج بريطاني كندي تشارك المدينة ب 25 في المئة في انتاجه مقابل خدمات إنتاجية وسيأتي فريق العمل في شهر أيلول سبتمبر للاتفاق على المواعيد النهائية للتصوير وأماكنها واختيار بعض الممثلين المصريين". وأضاف رزق الله أنه سيتم التصوير لمدة ثلاثة أسابيع بالمدينة وأسبوع خارجي. والفيلم من إخراج الإنكليزي ريتشارد بلات بموازنة 5 ملايين دولار وينوي منتجه إنتاج سلسلة عن مرحلة شباب بعض الشخصيات التاريخية الشهيرة وتصور فى مدينة الإنتاج الإعلامي أيضاً، الفيلم الثاني هو "نفرتيتي"وهو إنتاج أميركي ضخم موازنته 130 مليون دولار، بحسب ما قال منتج الفيلم جون هيمان، ويخرجه البريطاني هيو هدسون الحائز جائزة أوسكار أحسن فيلم عام 1981 عن فيلم"عربات النار"، ومرشح لبطولته كل من يواكين فينيكس وانجيلينا جولي وأريك بانا، وسيتم ترشيح ممثلين مصريين وعرباً وسيبدأ التصوير في شباط فبراير السنة المقبلة لمدة 6 أسابيع في المدينة ومصر وثلاثة أسابيع في المغرب". وأضاف رزق الله ان الفيلم الثالث الذي يصور في المدينة هو فيلم"البرديات المسروقة"آذار/ مارس 2008 . وسيناريو الفيلم وصل هذا الأسبوع الى الرقابة وسيقوم شينا ماك برين وريتشارد كراسك، وهما كاتبا السيناريو، وقاما في أيار مايو الماضي بزيارة المدينة وتفقدا الاستديوات وزارا القلعة والأهرامات وكنيسة مار جرجس والصوت والضوء والأقصر وكلها يتم التصوير فيها، وتدور الأحداث في مصر أما البطلة الرئيسية فمصرية. ووزع السيناريو على عدد من النجمات والنجوم لاختيار البطلة الرئيسية منهم والباقي في أدوار مهمة وهم: عمر الشريف، منى زكي، هند صبري، فرح، خالد النبوي، خالد أبو النجا، وسيعودان في تشرين الأول اكتوبر المقبل للاستقرار النهائي على الممثلين العرب والمصريين بعد الانتهاء من الممثلين الأجانب. والفيلم موازنته 6 ملايين دولار ويصور في مصر 4 أسابيع في المدينة وپ4 أسابيع في المناطق الأثرية والسياحية، والفيلمان الأخيران لا تشارك المدينة في الإنتاج بل تتولى مهمة معاونة فريق العمل والتصوير فيها ومساعدتهم. وأشار رزق الله الى أن هذه الخطوات الجادة نحو تسويق إمكانات مصر الفنية لن تتحقق إن لم تساهم الدولة في تذليل عقبات العمل في مصر.