بدعوة من مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية الحرة، زار سينمائيون من الولايات ا لمتحدة وبريطانيا مصر هذا الأسبوع بغية دراسة مواقع تصوير أفلام عن نفرتيتي وكليوبترا والسيد المسيح في مواقعها الطبيعية. وأشار زكي غازي، المشرف على تسويق الإنتاج الأجنبي في المدينة، أن الوفد الأميركي كان برئاسة آدم شرودر، الرجل الثاني في شركة "ورنر برذرز"، والوفد البريطاني برئاسة المخرج هيو هدسون، الحائز جائزة الأوسكار عن فيلم "شاريوتس أوف فير". وهذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها مدينة الإنتاج الإعلامي إلى استضافة وفود سينمائية على هذا المستوى بقصد تشجيع الجهات الأجنبية المنتجة على اختيار مصر لتصوير أفلامها بعد أن استطاع مسؤولو المدينة أن "يذللوا العقبات التي كانت تعترض إقبال منتجي السينما الغربية" كما يقول غازي. وكانت مصر فشلت في سنوات سابقة في منافسة المغرب وتونس على استقطاب السينما الغربية لتصوير أفلامها، وتعرضت الرقابة على المصنفات الفنية وأجهزة الأمن والجمارك إلى انتقادات لاذعة من المهتمين بالسينما لإعاقتها تصوير فيلم "المريض الإنكليزي" في الصحراء المصرية عندما فازت تونس بتصويره على أرضها. ويهدف المنتج الأميركي إلى تصوير أول فيلم عن "الملكة كليوبترا" في موطنها الأصلي بموازنة تقدر ب 100 مليون دولار. وكان جرى تصوير الأفلام الأخرى التي تطرقت إلى حياة آخر ملكات البطالمة وملوكهم في أماكن مختلفة عدا مصر. وقام الوفد بزيارة كل المواقع الممكنة للتصوير بدءاً من معابد فيلة في أقصى الجنوب إلى واحة سيوه في أقصى الشمال إلى جانب الأماكن التي ترك ملوك البطالمة آثارهم فيها. من جهته، سعى الوفد البريطاني الذي ضم اضافة الى هدسون، كاتب السيناريو مايكل اوستن والمؤلف البريطاني من اصل مصري احمد عثمان لزيارة الأماكن الملائمة لتصوير فيلم عن الملكة نفرتيتي زوجة الفرعون اخناتون من الأسرة الثامنة عشرة. والقصة من تأليف أحمد عثمان وتتطرق إلى العصر الذي ظهر فيه فرعون التوحيد. تبلغ موازنة الفيلم 110 ملايين دولار، لذا سيكون أول فيلم سيصور فعلاً عن هذا الفرعون من خلال زوجته وكان سبق إلى ذلك المخرج وكاتب السيناريو المصري شادي عبد السلام الذي قام بتجهيز سيناريو الفيلم إلا انه لم يستطع أن ينفذه لعدم توفر التمويل. وزار الوفد الكنائس القديمة في القاهرة وفي الإسكندرية ووادي النطرون، والطريق الذي اتبعته الأسرة المقدسة خلال هربها من القوات الرومانية في فلسطين، وذلك لمعاينة مناطق تصوير فيلم يزمع إنتاجه عن قصة لأحمد عثمان أيضا بعنوان "المسيح في بيت الفراعنة"... والتقى الوفدان مجموعة من المستثمرين المصريين الذين قد يسهمون في موازنة إنتاج الفيلمين. وأكد غازي أن التسهيلات جاءت شاملة، وبالاتفاق مع وزارات الثقافة والمال والداخلية، بعد تذليل العقبات التي كانت تعيق بطريقة أو بأخرى نجاح المصريين بالحصول على فرصة لتصوير الأفلام الأجنبية في ديارهم.