ذُكر ان مستشاراً رفيع المستوى في مقر رئاسة الحكومة البريطانية في 10 داوننغ ستريت قام بعملية "جس نبض" في الولاياتالمتحدة الأميركية أخيراً للبحث في امكانية الانسحاب المبكر للقوات البريطانية من العراق. وكشفت صحيفة"ذي صانداي تايمز"ان أحد المسؤولين الاميركيين، الذين التقى بهم سايمون ماكدونالد كبير مستشاري الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون"أوضح ان هذا المستشار البارز ترك انطباعاً بأنه كان يُمهد لزيارة رئيسه الى أميركا". وكان الناطق باسم الحكومة البريطانية اوضح مراراً ان براون لن يعلن خطة لانسحاب القوات البريطانية من العراق خلال لقاء القمة الذي سيعقده مع الرئيس جورج بوش في منتجع كامب ديفيد. وشدد ناطق باسم براون بأنه"لا تغيير في الموقف البريطاني المتمثل في ان القوات البريطانية ستبقى في جنوبالعراق الى ان تتمكن القوات العراقية من تولي المسؤوليات الأمنية بالكامل". ومع ذلك، رأت الصحيفة ان مسؤولين أميركيين بدأوا يلتقطون اشارات بأن تغييراً في سياسة بريطانيا في العراق أصبح أمراً وشيكاً. وكان ماكدونالد ترأس من قبل قسم شؤون العراق في وزارة الخارجية البريطانية. وزار واشنطن الشهر الجاري للتمهيد للقمة بين بوش وبراون. ووجه استفسارات الى مجموعة منتقاة من خبراء الشؤون الخارجية الأميركية عما يعتقدون بأنه سيكون تأثير انسحاب القوات البريطانية من العراق. وكان الانطباع العام الذي توصل اليه هؤلاء الخبراء انه كان يُمهد السبيل أمام المحادثات التي سيجريها براون في هذا الشأن وذلك وفقاً لأحد المصادر. وشعر معظم الخبراء ان انسحاب القوات البريطانية ليس سوى مسألة وقت وليس عما إذا كان هذا الانحساب سيتم أم لا. واشارت الصحيفة الى ان وجهات النظر الحكومية هي ان بريطانيا ترى انه ليس بوسعها ان تخوض حربين في افغانستانوالعراق وان افغانستان أكثر أهمية في هذا الشأن وفقاً لما ذكره احد المصادر. من جهة ثانية حذر وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر الحكومة البريطانية من" أخطار"ابتعادها عن اميركا. وقال للصحيفة ان"الابتعاد على نحو واضح واستعراضي عن أميركا لن يؤدي سوى الى نشوب خلافات بين الطرفين". وأوضح ان براون يتمتع بخصال يمكن ان تكون مساعدة جداً للرئيس بوش بالنسبة الى التوصل الى حل للمشكلة العراقية. وأكد كيسنجر ان براون يعتبر شخصاً مفكراً على نحو بالغ وهو يتمتع بمقاربة أكثر ذكاء من سلفه توني بلير. لكنه قال ان بوش لم يوجه الدعوة الى براون لزيارته في كامب ديفيد كي يحاضره عن كيفية تجاوب بريطانيا مع رغبات اميركا. وسيصغي الرئيس الى ما يقوله بذهن مفتوح. ووفق الصحيفة لا يخفي قادة الجيش البريطاني رغبتهم في الانسحاب من العراق، حيث ان القوات البريطانية هناك تتعرض لحصار فعلي في البصرة، ويزداد عدد القتلى من الجنود البريطانيين بسبب نيران مدافع الهاون والصواريخ التي يطلقها المسلحون العراقيون على قاعدتين بريطانيتين جنوب البلاد.