وصل جورج بوش إلى لندن في نهاية جولته إلى أوروبا وسط تجمهر المعارضين البريطانيين له الذين تجمعوا ليعبروا عن سخطهم ضد دوره في شن الحرب على العراق. وستكون هذه هي رحلته الرسمية الأخيرة قبل أن يغادر منصبه في يناير المقبل. صدى التظاهرات ضده في لندن جاوب صداه في بلفاست الإيرلندية وخصوصاً أن الجماهير التي تنتمي لحركة "أوقفوا الحرب الآن" بدأ مئات من أفرادها بالتجمع في مربع البرلمان في منطقة وستمنستر وسط لندن. مما استدعى استحضار 1.200رجل أمن وسط تعليمات بمنع الجماهير بالتوجه إلى مقر الحكومة في 10داوننغ ستريت. قال أندرو بورغن المتحدث الرسمي باسم حركة أوقفوا الحرب الآن "إننا نعتبر بوش مجرم حرب. هو وبلير مسؤولان عن الأكاذيب التي حاكاها لتنفيذ الحرب واحتلال العراق". بعد وصول الرئيس بوش إلى مطار هيثرو الدولي، تم نقله في طائرة مارين 1العمودية الرئاسية إلى قصر وندسور لتناول الشاي برفقة زوجته لورا مع الملكة. وبعد ذلك انتقل في الطائرة العمودية باتجاه وسط لندن لتناول العشاء مع رئيس الوزراء غوردون براون وعائلته. وحسب جدول أعماله سيلتقي بوش صباح اليوم بتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وشريكه في الحرب على العراق، ومبعوث الرباعية الحالي للشرق الأوسط. بينما ستقوم زوجته لورا بزيارة للمتحف البريطاني حيث ستشاهد مجموعة روائع الفن الأفغاني والبورمي. وحتى قبل هبوط الطائرة الرئاسية الأمريكية في لندن حرص محيط الرئيس على نفي ما نشرته صحيفة "ذي اوبزرفر" البريطانية من ان بوش "حذر" براون من مغبة سحب مبكر للقوات البريطانية من العراق. وقال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي ان "ليس هناك أي خلاف بيننا، بين الرئيس ورئيس الوزراء غودرن براون حول هذه المسألة. نقطة على السطر". وعنونت الصحيفة على صفحتها الأولى "بوش يحذر براون من خطته لسحب القوات" مشيرة إلى ان الرئيس الأمريكي حذر بريطانيا من تهديد النجاحات التي حققها التحالف في العراق بسحب قواتها بشكل مبكر من هذا البلد. كذلك ذكرت وسائل الإعلام البريطانية هذا الأسبوع ان براون قد يعلن قريباً جدولاً زمنياً نهائياً لسحب الجنود البريطانيين المتبقين في جنوب العراق والبالغ عددهم نحو أربعة آلاف. وشدد المستشار على ان بوش وبراون اتفقا على ان أي سحب للقوات "يجب ان يأتي كنتيجة لتقدم محرز على الأرض بناء على نصائح عسكريينا وليس بناء على جداول زمنية عشوائية". وبدورها نفت رئاسة الحكومة البريطانية أي خلاف في وجهات النظر وقالت متحدثة باسم براون لوكالة فرانس برس "ليس لدينا أي خلاف مع الولاياتالمتحدة بشأن سحب قوات ولم نحدد ولن نحدد أي جدول زمني". وتابعت المتحدثة "كمال قال رئيس الوزراء، فإن (أي انسحاب) سيكون محكوماً بالظروف على الأرض". وكان براون الذي يعتبر أقل قرباً من بوش مما كان عليه سلفه توني بلير، زار كامب ديفيد في تموز/يوليو الفائت لتعزيز العلاقات البريطانية - الأمريكية. كما زار هذا العام أيضاً البيت الأبيض. ولفت هادلي إلى ان "براون شخصية مختلفة عن بلير. لقد أرسى الرئيس علاقة جيدة، قريبة مع كل منهما". وأضاف "بالطبع، هذه العلاقة تؤشر على ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا ماضيتان في إرساء علاقة مميزة للغاية".