لا يختلف اثنان على أن حارس مرمى يوفنتوس ومنتخب إيطاليا جان لويجي بوفون، يعتبر أحد أفضل الحراس في العالم، إلى جانب الإسباني إيكر كاسياس، ولا يزال يحمل الرقم القياسي كأغلى حارس مرمى يوم انتقل عام 2001 من بارما إلى"السيدة العجوز"في مقابل 32 مليون دولار. وفرض الحارس الإيطالي نفسه بقوة منذ نعومة أظفاره، إذ شارك أساسياً مع بارما وهو بعمر 17 عاماً أمام ميلان بالذات، وبعدها صار أساسياً واستدعي إلى صفوف المنتخب الإيطالي بعمر 19 عاماً، ولعب التصفيات المؤهلة إلى بطولة أوروبا 2000، التي اقيمت في هولندا وبلجيكا، لكن إصابة بيده حرمته من اللعب في النهائيات ليتألق آنذاك زميله تولدو. وبعد يورو 2000، استعاد بوفون زمام المبادرة وحرس منتخب بلاده في كل المناسبات إلى أن بلغ القمة معه بالفوز بكأس العالم 2006 التي أقيمت في المانيا. وعلى الصعيد المحلي، أحرز بوفون اللقب الإيطالي 3 مرات مع يوفنتوس. وتخوف الكثير من عشاق"السيدة العجوز"أن يحزم بوفون حقائبه ويغادر النادي بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية، إثر الفضيحة المعروفة على غرار ما فعل فابيو كانافارو وجان لوكا زامبروتا، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والفرنسي باتريك فييرا ومواطنه ليليان تورام. إلا أن حكاية بوفون مع يوفنتوس مختلفة وتختصر بكلمات الوفاء والالتزام والرغبة في تحقيق المستحيل، لذلك رفض التخلي عن فريقه في اللحظات الحالكة وبقي معه ولعب في دوري الدرجة الثانية وساعده في العودة إلى مكانه الطبيعي بين الكبار. وتحدث بوفون المتواضع جداً لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا عن حاضره ومستقبله وعن فوزه بجائزة ليف ياشين كأفضل حارس مرمى في"مونديال"2006 قائلاً:"أدين بالفضل للفوز بهذه الجائزة الى زملائي حراس المرمى، لاسيما الإسباني كاسياس، والتشيخي بيتر تشيك، والهولندي فان در سار، فهؤلاء الحراس أسهموا في التنافس القوي بيننا في"المونديال"ورفعوا مستوى حراسة المرمى، ومما لاشك فيه أن الفوز كان له مذاق خاص، خصوصاً في وجود رفاقي لاعبي المنتخب الايطالي في الحفل بيرلو وزامبروتا وغاتوسو وتوني وغروسو وتوتي وديل بييرو، وأؤكد أن الفوز كان له طعم خاص وأتي بفضل النجاح الجماعي للفريق ككل". ولا يحب بوفون أن يقارن بالحارس الأسطورة دينو زوف، الذي أحرز كأس العالم مع إيطاليا وعمره 40 عاماً، ويقول عن ذلك:"أنا فزت بكأس العالم وعمري 28 لكن زوف حقق انجازات أكثر بكثير كما انني اعتبره مثلي الأعلى في حراسة المرمى، وأعجبني فيه إخلاصه خلال سنوات احترافه في الملاعب، ولو حققت جزءاً بسيطاً مما حققه سأكون وقتها سعيداً جداً، وهنا أريد أن اعترف بانني لعبت إلى الآن 75 مباراة دولية، وآمل أن ألحق برقم مالديني 126 مباراة وزوف 112 وفاشيتي 94 مباراة". وتحول الحديث نحو قراره بالبقاء مع يوفنتوس بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية على رغم العروض الكبيرة التي قدمت إليه من إنترميلان وميلان وريال مدريد وبرشلونة، وقال:"بقيت مع الفريق لأنني شعرت بانه بحاجة إليّ أكثر من أي وقت مضى، وعروض الأندية الكبيرة الأخرى كانت تعني العودة إلى الدرجة الأولى واللعب في دوري أبطال أوروبا، لكن على حساب الحاجة الفعلية التي كان يعيشها يوفنتوس، ولمست ذلك بالفعل من إدارة الفريق وجماهيره الوفية، واتخذت القرار الصائب بالبقاء بعكس ما فعل كانافارو وإبراهيموفيتش وفييرا، وبقائي لم يؤثر في حياتي الاحترافية وها هو الفريق عاد أدراجه إلى الدرجة الأولى والإدارة تدعمه من جديد وسيعود إلى سابق عهده". ويرفض بوفون فكرة أن بقاءه في الدرجة الثانية مع يوفنتوس حرمه من فرحة الفوز بالدوري الإيطالي لو انتقل إلى إنترميلان أو بدوري أبطال أوروبا مع ميلان ويقول:"لو كنت أصغر سناً لكنت حسدتهم، لكنني إنسان ناضج الآن وفرحتي كانت كبيرة بفوز ميلان باللقب الأوروبي، خصوصاً أن لاعبي الفريق كلهم أصدقائي واعتقد أن فرحتهم تساوي الفرحة التي عشناها معا في برلين يوم فزنا بكأس العالم، وآمل أن أتمكن أنا وديل بييرو وكامورانيزي مع عدد من اللاعبين الجدد من الفوز بهذا اللقب ليوفنتوس في المستقبل، خصوصاً أن المدرب الجديد رانييري يتمتع بخبرة طويلة ويكفي إنجازاته مع فالنسيا وتشلسي". وبخصوص اختيار بعض اللاعبين قميص النادي على اللعب للمنتخب كما حصل مع توتي ونيستا، اللذين فضلا اعتزال اللعب الدولي على رغم قدرتهما على العطاء، أجاب:"هذا الخيار يكون دائماً مبنياً على القدرات البدنية أو لظروف خاصة، ومثل هذه القرارات يجب احترامها خصوصاً أنها تتعلق بنجوم كبار مثلوا إيطاليا وحققوا نتائج كبيرة لسنوات طويلة، ويبدو أن أولوياتهم الآن تتمحور حول النادي والصحة والأسرة وهي الأهم عموماً، لكن بالنسبة إلي لا أتخيل نفسي بعيداً عن المنتخب الإيطالي لكن المستقبل قد يغير الواقع". وعن ظهوره على صفحات وسائل الإعلام التي تهتم بالمشاهير مع خطيبته عارضة الأزياء التشيخية إلينا سيريدوفا حيث يطلق عليهما لقب بيكهام وفيكتوريا إيطاليا يقول:"هوس وسائل الاعلام بلاعبي كرة القدم جعلهم يظهرون كنجوم هوليوود وهي تتربص بهم في كل مكان لتنقل صور حياتهم الخاصة والكروية، ومن هنا أريد أن أوجه نصيحة إلى لاعبي كرة القدم على تحمل المسؤولية على الأقل اجتماعياً والعمل على دعم القيم الأخلاقية لجعل العالم مكاناً أفضل للعيش، ومن جهتي اقرأ في وقت الفراغ كتباً عن التاريخ والساياسة والاقتصاد والمجتمع، حتى لا أفقد صلتي بالواقع، وكي لا أعيش في برج عاجي بعيداً عن البشر".