ستلعب العوامل النفسية دوراً كبيراً في نهائي كأس آسيا لكرة القدم الذي يجمع السعودية والعراق، وستسهم بلا شك في ترجيح كفة منتخب عن آخر، وستكون لها أيضاً دور مؤثر في كيفية تعامل اللاعبين مع أدوارهم التكتيكية فوق البساط الأخضر. وحينما تكون المباراة بهذا الحجم الكبير بين لاعبين يعرفون بعضهم بعضاً، ولديهم تاريخ مشترك في لقاءات ماضية، فإن ذلك يكون حاضراً ويلقي بظلاله السلبية أو الإيجابية على تحركاتهم وتصرفاتهم خلال أحداث المباراة، ولن تكون الخسارة العراقية في دورة الخليج في أبوظبي من المنتخب السعودي وما حدث عقبها من أمور ببعيدة عن مخيلة الكثير منهم. لذلك من المتوقع أن يسيطر الحذر على الجزء الأكبر من المباراة متى ما عجز أحد المنتخبين عن هز شباك الآخر في وقت باكر من المباراة، خصوصاً أن عوامل التفوق في كل منتخب ستكون تحت المراقبة الصارمة، وكلا المدربين آنغوس وفييرا تمكنا من دراسة بعضهما دراسة دقيقة قبل هذا اللقاء الحاسم، ويعرفان تمام المعرفة أن المجازفة لها حسابات عدة ومكلفة. فآنغوس لديه استراتيجية تكتيكية ثابتة تعتمد على تأمين العمق الدفاعي بمحورين ارتكاز يعتمدان على سلاح الخبرة واللياقة والقوة في أدوارهما والمتمثلة في خالد عزيز وسعود كريري، اللذين أبدعا كثيراً في حماية الخطوط الدفاعية، وستكون لهما مهمة إضافية في الحد من تقدم هوار ملا ومهدي كريم، إضافة إلى إغلاق المساحة أمام المهاجم المساند كرار جاسم على أن يتفرغ قلبا الدفاع وليد عبدربه وأسامة هوساوي لمراقبة المهاجم العراقي الوحيد والخطير يونس محمود، وهو ما سيضطر ظهيري الجنب احمد البحري يميناً وكامل الموسى يساراً بالتناوب إلى مساندة الدفاع مع المساندة الهجومية على أطراف الملعب. لذلك ستكون قوة المنتخب الهجومية متنوعة سواء في عمق الهجوم أو عن جنبات الملعب، خصوصاً في ظل اعتماد ياسر القحطاني ومالك معاذ على مهاراتهم الفردية التي تخولهم بصناعة الهجمات الخطرة بينهما، وفك أي تعقيدات دفاعية قد تواجههما، على أن يشكل الثنائي عبدالرحمن القحطاني وتيسير الجاسم دعماً إضافياً لقوة مالك وياسر الهجومية، معتمدين في ذلك على سرعة الانطلاق وتبادل المراكز بشكل مثالي. أما المنتخب العراقي فسيعتمد على قوة دفاعه بقيادة جاسم غلام وعلي رحيمة كصمامي أمان يساعدهما ظهيرا الطرف باسم عباس وحيدر عبدالأمير على أن يساندهم في المهام الدفاعية قصي منير بشكل كبير، وسيتفرغ هذا الخماسي للبحث عن سبل تعطيل القوة الهجومية السعودية بالبقاء في مناطق الدفاع وعدم ترك مساحة قد تستغل من اللاعبين السعوديين، وهذا ما سيمنح نشأت أكرم حرية التحول من واجباته الدفاعية بجانب قصي منير إلى المساندة كلاعب وسط متقدم، بجانب هوار ومهدي وكرار وترك يونس محمود وحيداً ينتظر أي فرصة سانحة في أي كرة مرتدة. وسيكون للفوارق الفردية دورها في هذه المباراة حينما في حال تم تسخيرها بالشكل المثالي وتتركز هذه الفوارق في تفوق المنتخب السعودي في الكرات الثابتة القريبة من مناطق الخطر والتي يجيد لاعب الوسط عبدالرحمن القحطاني تنفيذها بشكل دقيق، إضافة إلى الياقة البدنية المثالية التي يتحلى فيها جل لاعبي المنتخب"الأخضر"، والتي كان لها الدور الحاسم في جميع المباريات الماضية، مع تميز بدلائه في إضافة قوة جديدة على الفريق. أما لاعبو العراق فيتفوقون بقوة الالتحام على الكرة بفضل البنية الجسمانية التي يتمتعون فيها، وكانت هذه الميزة نقطة تفوق لهم في المباريات التي خاضوها في الأدوار السابقة، مع إجادتهم الواضحة في التعامل مع الكرات الثابتة دفاعاً وهجوماً. ويشهد مستوى حراسة المرميين في المنتخبين تقارباً كبيراً على رغم فارق الخبرة الذي يصب في مصلحة نور صبري لمنتخب العراق، إلا أن ياسر المسيليم استطاع تقديم نفسه بشكل لافت خلال المباريات الماضية وتمكن من التصدي للعديد من الكرات الخطرة، وهو ما ينطبق على صبري الذي تصاعد مستواه وحضوره مع مباريات منتخبه. دور البدلاء سيكون حاضراً أيضاً، وإن كانت الكفة تميل في هذه الميزة لمصلحة المنتخب السعودي بوجود احمد الموسى وسعد الحارثي وعبده عطيف وعمر الغامدي، خصوصاً أن جميع مشاركاتهم كانت ذات فاعلية لأي حسم النتائج أو في فرض أسلوب اللعب على المنتخب المنافس، وتبقى ورقة اللاعب صالح سدير حاضرة لدى فييرا مدرب العراق، إضافة إلى احمد عبد علي.