بدأ السياح يتوافدون إلى "متحف أرض اللبان" الذي افتتح أخيراً في موقع البليد الأثري في صلالة جنوب سلطنة عمان، ليلقي الضوء على تاريخ هذه الأرض التي كانت موطن شجرة اللبان، وإحياء لتاريخ البلاد. ويتميز متحف"أرض اللبان"بكونه أكبر متحف عماني، ما يجعله قبلة تاريخية للباحثين والدارسين والمهتمين بالآثار والتاريخ. وجاء افتتاحه ضمن جهود الحكومة العمانية لتأهيل متنزه البليد مع الحفاظ على خصائصه ومميزاته التاريخية والأثرية، في إطار تنشيط سياحة الآثار والتعريف بالأهمية التاريخية لهذا الموقع. وبذلك وضعت الحكومة العمانية"متحف أرض اللبان"في قلب الموقع التاريخي المسجل في قائمة التراث العالمي لدى يونيسكو منذ العام 2000 لتحوله إلى متنزه أثري وسياحي، بعد استشارة المنظمة الدولية. ويعود تاريخ مدينة البليد إلى فترات زمنية ما قبل الإسلام، وكانت تمثل مركزاً سكنياً قبل نحو ألفي سنة قبل الميلاد، وأحد أكبر الموانئ الرئيسة على المحيط الهندي، ما جعلها مركزاً تجارياً مزدهراً، لا سيما في تصدير اللبان إلى الصين وروما. وشارك في تصميم المتحف الذي يقع في المتنزه الأثري، فريق من الخبراء والأكاديميين الفرنسيين واللبنانيين. واستمر العمل فيه نحو سنتين. وساهمت جامعات آخن الألمانية وميسوري الأميركية وبيزا الإيطالية، في تقديم الاستشارات العلمية للمتحف والمتنزه الأثري السياحي. ويشمل المتحف قاعتين، الأولى مخصصة للتاريخ وتحوي شواهد حضارية للتراث الثقافي العماني عبر العصور، والثانية لنماذج مصغرة للسفن العمانية وموجزاً لعلاقة العمانيين بالبحر. وأشار وزير التراث والثقافة العماني هيثم بن طارق آل سعيد إلى أن متنزه البليد الأثري سيكون أكثر حيوية بافتتاح هذا المتحف الذي سيقدم نبذة للسياح عن تاريخ الموقع وتاريخ عمان. ويمكن السياح الآن الدخول إلى المتنزه ومنه إلى داخل المتحف الذي صمم بطريقة سهلة وسلسلة ليتماشى مع طبيعة المنطقة والمواصفات الدولية لإقامة المتاحف في المواقع الأثرية. وقبل إنشاء المتحف في الموقع الأثري، أنشئت جمعية علمية ضمت علماء أجانب وخبراء محليين في الآثار والبيئة وعلم البحار للاهتمام بالموقع. وكان السلطان قابوس طالب بأن يعطي المتحف نبذة عن الموقع وعن عمان بشكل مبسط وغير معقد للعمانيين والسياح الأجانب.