رعت السفارة الفرنسية في القاهرة معرضاً "رباعياً" بعنوان "تأملات متقاطعة من مصر" للرسامة الفرنسية إيليان مويس والرسامات المصريات نفيسة البقلي، عطية مصطفى وخديجة بلبع، في"غاليري"بيكاسو في ضاحية الزمالك. وتعتمد أعمال إيليا مويس الأداء التركيبي للخامة الأساسية للوحة عبر ما يمكن وصفه بالقص واللصق. وترتكز مويس أحياناً الى التركيب الجزئي الذي يصل في كليته إلى مشهد دال لكنه مراوغ، أو أن تركز على التناهي الذي يتأكد في أعماق اللوحة ويفتح طرائق عدة للتأويل. وكذلك التأكيد على أن ما تلتقطه عينا الفنانة وتختزله في مخيلتها النشطة لا تشوبه شائبة"نظرة"الأجنبي. أما خديجة بلبع فاعتمدت مزيجاً من الانطباعية والواقعية المضفورة بوضوح اللحظة وتأكيدها اللوني من دون اعتناء بتركيب فضاءات أخرى قد تثري المعنى أو تخرجه من ربقة العادي. هو بعض ما يتحقق في لوحة"فتيات يرقصن على إيقاع الدفوف"، اذ أن الاعتناء باللون إلى حد"الصراحة"لم ينفِ خلو اللوحة من الحراك، بسبب الاعتماد على وضعية حركية واحدة يصعب تحققها واقعياً. وحاولت عطية مصطفى دخول"الحالة الشعبية"الحميمة إلا أنها لم تستطع التخلص من تراكم المفردات، وتضفيرها بلا داع أحياناً، إذ لا نجد رابطاً - مثلاً - بين عامل على دراجة يحمل أقفاص خبز على رأسه وأوعية الماء الفخار التي يرفع طفل أحدها ليرتوي. ويظل لنفيسة البقلي تفردها بالحالة المفعمة بالحلم الطفولي الذي لا يخلو من معابثات بريئة، ويتحقق هنا في أطفال يلعبون بين الأشجار حيث لا شيء يمكن وصفه بالواقعية. جاء المعرض بمثابة حوار لوني بين البعدين، الشرقي والغربي، ولم يخل من جدل مثلته الأحاسيس المختلفة بذلك العالم الأثير لدى الكثيرين وهو ينحصر في كلمة"الفولكلور"الفضفاضة.