قرر اجتماع دولي عقد في طرابلس حول دارفور أن تبدأ المحادثات بين الحكومة السودانية والمتمردين قبل نهاية الشهر المقبل لإنهاء أزمة الإقليم. ودعا الحركات المسلحة إلى لقاء في مدينة أروشا التنزانية بين 3 و5 آب أغسطس المقبل"لتيسير الإعداد للمفاوضات". وتعهد المشاركون أمس دعم القيادة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لعملية السلام في دارفور والالتزام نحوهما من دون شروط. واعتبر البيان الختامي الذي صدر أمس أن مرحلة تقريب وجهات النظر من أجل رسم خريطة طريق من أجل إنهاء أزمة دارفور انتهت، مشيراً إلى أن المشاركين وافقوا على مرحلة ما قبل المحادثات. ورحب باقتراح مبعوث الأممالمتحدة يان إلياسون ونظيره الأفريقي سالم أحمد سالم عقد اجتماع مع قادة الحركات المتمردة في تنزانيا، معتبراً أنها"خطوة ترمي إلى تيسير الإعداد للمفاوضات". وقرر أن يوجه الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي - مون ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري إلى جولة جديدة من المفاوضات قبل نهاية آب أغسطس المقبل. وأشار إلى أن الوضع في دارفور"متغير وهش ويتطور بسرعة"، مشدداً على ضرورة الوصول إلى اتفاق سياسي عاجل لإنهاء الصراع ومعاناة سكان الإقليم، خصوصاً المشردين داخلياً في المعسكرات. وشدد على ضرورة استمرار المبعوثين في الاتصال مع فصائل المجتمع المدني وزعماء القبائل في دارفور، لمنحهم آلية للتعبير عن مواقفهم في المحادثات النهائية. ودعا إلى"تسهيل وصول المساعدات والتعزيز الفوري لوقف النار، ووقف الأعمال العدائية كشرط لازم لاستمرار العملية السياسية". ووصف وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية السماني الوسيلة الذي ترأس وفد الخرطوم إلى طرابلس، نتائج المؤتمر بأنها"بناءة وجادة وصريحة"، معتبراً أنها"تساهم في التوصل إلى طريق السلام في السودان". وشدد خلال الجلسة الختامية أمس على أن بلاده مصممة على المضي قدماً في هذا الطريق. لكنه دعا إلى عدم استخدام الترهيب. وطالب المبعوث الأفريقي بسرعة إرسال القوات المشتركة إلى دارفور، معرباً عن أمله في سرعة التوصل إلى نتائج في شأن المفاوضات. وعلى هامش الاجتماع، التقى الياسون وسالم قادة حركات التمرد الموجودين في ليبيا في حضور مسؤول الشؤون الأفريقية في الخارجية الليبية علي عبدالسلام التريكي. وناقش المبعوثان مع قادة المتمردين وجهات نظر هذه الحركات في شأن تحقيق السلام في دارفور، إضافة إلى مساعي جمعها وتشكيل وفد موحد لها لاستئناف المفاوضات مع الحكومة. وأبدت الحركات المتمردة خلال الاجتماع استعدادها للتشاور في ما بينها والعمل على توحيد مواقفها ورؤاها من أجل الاتفاق على فريق مفاوض موحد خلال المرحلة المقبلة، كما وافقت على عقد اجتماع تحت إشراف الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وعدد من دول الجوار لوضع اللمسات الأخيرة على التصور الموحد قبل أن تبدأ المفاوضات نهاية الشهر المقبل. في غضون ذلك، توجه النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت أمس إلى الصين في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام ينتظر أن يبحث خلالها في تطورات أزمة دارفور مع المسؤولين في بكين. وتعد الصين من أكبر المستثمرين في السودان، إذ يبلغ حجم استثماراتها 6.3 بليون دولار وهي الشريك الرئيس في انتاج النفط السوداني الذي يتركز معظمه في الجنوب.