منذ أكثر من عقد من الزمن تعدّل شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقديراتها بشأن "الأخطار الوجودية" المحدقة بالدولة العبرية وفي مقدمها الخطر الكامن في المشروع النووي الايراني. وبالنسبة الى سورية ترى شعبة الاستخبارات انه رغم الاستعدادات العسكرية السورية لحرب مع إسرائيل إلا أن دمشق ليس لديها نية لشن حرب كهذه. لكن، يضيف التقرير، ورغم عدم رغبة الطرفين الإسرائيلي والسوري في حرب"ثمة مخاوف من أن تشعل جهات خارجية الحدود مع سورية أو أن تندلع حرب جراء سوء تفاهم بين الجانبين". وتتهم الاستخبارات العسكرية روسياوايران بمد دمشق بمعلومات مغلوطة عن نيات إسرائيل لشن هجوم على سورية بموافقة أميركية. كما تخشى إسرائيل أن تدفع الأجواء المشحونة في المنطقة وانعدام التواصل بين الدولتين نحو الحرب. وبحسب الأوساط العسكرية فإن حرباً بين سورية وإسرائيل لن تكون عبر مواجهات برية في الجولان المحتل إنما ستكون حرباً بالصواريخ على غرار حرب لبنان الثانية قبل عام،"لكن مع كمية صواريخ سورية أكبر بعشرة أضعاف من الصواريخ التي أطلقها ح``زب الله على إسرائيل قبل عام". وترى شعبة الاستخبارات ان"المنطق العسكري"السوري الآن هو"دفاعي ورد فعل"، لكن السؤال الجوهري يبقى متى ستنتقل دمشق من الوضع الدفاعي القائم إلى وضع هجومي وهل يغير الرئيس بشار الأسد رأيه بعد أن يرى ان استعدادات جيشه الدفاعية تؤهله القيام بهجوم على إسرائيل. وتشير التقديرات إلى حقيقة ان الخسائر التي ستتكبدها إسرائيل في حرب مع سورية ستكون أفدح من خسائر الحرب مع حزب الله بسبب الفارق في القدرات العسكرية. وتضيف الاسخبارات العسكرية ان سورية تواصل إمداد"حزب الله"بأسلحة متطورة جدا وعشرات إلى مئات من الصواريخ المتوسطة المدى بدل تلك التي دمرتها إسرائيل في الحرب الأخيرة. كما تعزز في السنة الأخيرة التعاون بين"حزب الله"وسورية وايران. وتستبعد الاستخبارات أن تنقطع العلاقات بين دمشق وطهران في المستقبل،"بل ستتوثق وسيزيد اعتماد سورية على ايران إزاء احتمال أن ينفد مخزون النفط السوري بعد خمس سنوات". إلى ذلك، تتحدث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عن تعزز"خطاب المقاومة"في الدول العربية و"التنظيمات الإرهابية"التي باتت على قناعة بأن المشاكل مع إسرائيل لن تحل حول طاولة المفاوضات كما اختارت مصر والأردن،"إنما في مواجهات عنيفة ليست بالضرورة فورية أو واسعة النطاق بل استنزاف متواصل يقود في نهاية المطاف إلى هزيمة إسرائيلية"حتى إن استغرق الأمر سنوات طويلة مثل ما حصل في الانسحابات الأحادية من لبنان ومن قطاع غزة وهو ما يبدو أنه سيحصل للقوات الأميركية في العراق. وتقر شعبة الاستخبارات ب"تآكل تدرجي"لقوة الردع الإسرائيلية تجاه دول وتنظيمات مختلفة"لكن ليس إلى درجة أن تدفع بالطرف الثاني إلى المبادأة بخطوات عسكرية ضد إسرائيل". وتضيف ان قدرات الردع الإسرائيلية"ما زالت عالية بفعل التفوق الجوي لإسرائيل وبفعل الجهود التي يبذلها الجيش لإعادة تأهيل نفسه وتدريباته المكثفة منذ عام". الجبهة الفلسطينية وترى الاستخبارات العسكرية ان فرص استرجاع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن سيطرته على قطاع غزة ضئيلة للغاية، وتضيف ان عباس يحاول الآن استجماع شرعية جماهيرية واسعة عبر تقوية نفوذه في الضفة الغربية ثم إجراء انتخابات جديدة في الضفة والقطاع متوقعاً أن يفوز فيها لكن الاستخبارات العسكرية تتوقع أن تنجح حركة"حماس"في كبح خطوة عباس إزاء الشرعية المتعاظمة التي يحظى بها في العالم العربي. وتختم المخابرات أن استراتيجية حماس ستواصل تحقيق حصد الانتصارات في حال غياب ضغط عسكري وسياسي على القطاع حيث أطبقت سيطرتها.