يسمى البطيخ الأصفر في بلاد الشام ومصر بالشمام أو القاوون، والأخيرة تركية الأصل. أما في بلدان المغرب العربي فيسمى البطيخ فقط فيما يسمى الأحمر منه بالدلاع. يتميز البطيخ الأصفر بغناه بالماء الذي يشكل أكثر من 90 في المئة من وزنه، ولهذا يعتبر مرطباً ومنعشاً ومطفئاً للظمأ. أما الطاقة التي يعطيها فهي متواضعة 48 سعرة حرارية لكل 100 غرام، وهذه الطاقة تتأرجح صعوداً وهبوطاً وفقاً لكمية السكريات الموجودة فيه والتي تبلغ نسبتها ما بين 6 و14 في المئة بحسب نوع البطيخ الأصفر ودرجة نضجه، وهذه السكريات تتألف في قسمها الأعظم من السكروز، أما سكر الغلوكوز وسكر الفركتوز فيوجدان بنسب أقل. أما من ناحية الدهنيات فهي توجد بكمية شحيحة للغاية في البطيخ الأصفر. من ناحية الفيتامينات يعد البطيخ الأصفر أهم الفواكه غنى بمادة الكاروتين التي تتحول في الجسم إلى الفيتامين A، ويكفي الشخص أن يتناول 200 غرام من البطيخ الأصفر كي يحصل على ما يلزمه من حاجته اليومية من هذا الفيتامين. وكما هو معروف، فإن لمادة الكاروتين أهمية كبرى على صعيد الصحة، فهي من بين أهم مضادات الأكسدة، إذ تلعب دوراً في إجهاض المركبات الكيماوية الضارة، التي تنوي شراً بالجسم، ولهذا فإن مادة الكاروتين تسهم في الوقاية من أمراض السرطان والعلل القلبية الوعائية، وفي تأخير مجرى الشيخوخة. وإلى جانب مادة الكاروتين، فإن البطيخ الأصفر غني بالفيتامين ث، فتناول حصة من البطيخ تزود صاحبها بنصف احتياجاته اليومية من هذا الفيتامين المشهور والمهم جداً غذائياً وصحياً، فهو حليف أساسي في الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات، كما أنه مضاد للنزف، ومضاد للأكسدة، ومضاد للتعب. أما في شأن فيتامينات المجموعة ب، فهي حاضرة كلها في البطيخ الأصفر، لكن بكميات متواضعة. من جهة المعادن، يحتل معدن البوتاسيوم موقع الصدارة في البطيخ الأصفر 320ملغ/ 100غ، ولهذا فإنه البطيخ يملك خواص مدرة للبول، خصوصاً أنه يحتوي على كمية ضئيلة من معدن الصوديوم، وهذا ما يسهل من عمل البوتاسيوم في آلية إدرار البول. وطبعاً هناك رزمة من المعادن الأخرى، قبل الحديد والزنك والنحاس والمنغانيز واليود والبور وغيرها. أما الألياف فهي حاضرة بكمية متوسطة في البطيخ الأصفر، وتتألف من الهيمسيللوز والبكتين، وهي فعالة جداً في تليين الأمعاء والتخلص من الإمساك، ويستطيع المصابون بالكتم الإمساك أن يرتاحوا منه في موسم البطيخ، شرط أن يتناولوا منه بانتظام، كما يوصى به ضد البواسير والشقوق الشرجية. أخيراً، يجب الحذر من تناول البطيخ بكميات كبيرة لأنه يمكن أن يسبب التعفنات والإسهالات، وينصح بتناوله قبل الطعام أو بعد تناول الوجبة بساعات. ولا يغيب عن البال بذر البطيخ، فهو يحتوى على الزيت وزيت طيار وبروتينات ونشويات ومادة صمغية يعتقد بأنها تساعد على طرد الديدان المستوطنة في الأمعاء.