بلغ قلب دفاع منتخب فرنسا وفريق برشلونة الاسباني ليليان تورام 35 عاماً، ولا يزال يتمتع بالقوة والطاقة، وقادراً على مجاراة اي مهاجم يواجهه، حتى ولو كان اصغر منه بسنوات كثيرة. وعلى رغم ان تورام وصل الى خريف عمره في الملاعب، الا انه يفتخر بكونه حقق كل الالقاب التي يحلم بها اي لاعب، باستثناء الفوز بلقب دوري ابطال اوروبا، كما انه دافع عن الوان افضل الفرق العالمية، ومنها بارما ويوفنتوس في ايطاليا، قبل الانتقال الى برشلونة الاسباني. ويملك النجم الفرنسي الى جانب تألقه في ميادين كرة القدم ثقافة عالية، وهي قد لا تكون موجودة عند العديد من اللاعبين الذين لا يعيرون قضايا الناس اليومية اهتماماً، الا ان تورام الافريقي المولد اخذ على عاتقه مشكلات القارة السمراء، ولذلك زار مكاتب الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا في سويسرا لبحث موضوع مهم جداً يتعلق بمرض "التلاسيميا" الذي ينتشر في الاماكن الافريقية الفقيرة. ويقول تورام عن الزيارة:"لقد زرت مكاتب الاتحاد الدولي للعبة لأنني مهتم بموضوع"التلاسيميا"، هذا المرض الذي بدأ ينتشر بشكل كبير في افريقيا من دون ان يجدوا العلاج اللازم للتخلص منه، او على الاقل تجنبه، وقد نقوم بخطوات مع الاتحاد الدولي من اجل بعض المباريات الخيرية لجمع اموال". وكشف تورام ان زيارته الى الاتحاد الدولي ليست فقط من اجل هذا الموضوع، بل هناك موضوع آخر لا يقل اهمية، ويقول النجم الأسمر:"كرة القدم عانت في الآونة الاخيرة من العنصرية الواضحة، وانا اتيت الى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر لأطلعه على خطط الحركة التي سنطلقها، وهي مؤسسة تحارب العنصرية بعدما شاهدنا الكثير من الامور غير المنطقية تحصل في الملاعب وتطاول اللاعبين السود خصوصاً. ومن هنا علينا ان ندرس هذه الظاهرة ونثقف الناس من اجل ننهي هذه الظاهرة". ويؤكد تورام:"حتى بعد اعتزالي كرة القدم لن أتوقف امام مثل هذه الحالات الانسانية التي تهم الناس ايضاً، ويجب ان ابقى شخصاً خلاقاً، ولا انكر الآن انني استغل مركزي ومكانتي من اجل جلب الاهتمام بما أؤمن به". برشلونة وانتقل تورام للحديث عن كرة القدم، وقال عن اول موسم له مع برشلونة:"بصراحة لقد انتقلت الى هذا النادي العريق وعمري 34 عاماً، وتلقيت ترحيباً خاصاً، وهذا يعكس مدى رقي هذا النادي، وفي البداية لم العب الكثير من المباريات، وهذا طبيعي بالنسبة إلي، إذ وصلت الى ناد فاز لتوه بدوري ابطال اوروبا والدوري في بلاده، لذلك من غير الطبيعي ان تحصل تغييرات جذرية في تشكيلته، وبعدها بدأت ادخل المباريات". ويكمل تورام:"بالنسبة إلى القاب الموسم التي فقدناها أقول ان الدوري فقدناه في آخر دقيقة امام اسبانيول، حين سمحنا لهم بإدراك التعادل، وهذا ما اعطى الافضلية لريال مدريد لإحراز اللقب، وعلينا الآن ان نتعلم من الاخطاء التي ارتكبت، والعودة بنفسية أفضل العام المقبل". وعن اهدافه المستقبلية كالمشاركة في نهائيات كأس الامم الاوروبية عام 2008، أوضح تورام:"لا أريد ان اضع اهدافاً للمستقبل، وبصراحة لا اعرف اذا كنت سأذهب الى بطولة اوروبا بعد عام من الآن، بل اتمنى ان يأتي اليوم الذي يتقدم مني احد ما ويقول لي شكراً ليليان لقد حان الوقت لكي تعطي مكانك الى شخص آخر، وعندها صدقني سأبتعد والابتسامة تعلو وجهي، فهذه سنة الحياة، فأنا اخذت مكان لاعبين سبقوني في المنتخب الفرنسي، وهذا ما سيحصل لي في المستقبل". اما عن القادمين الجدد للمنتخب الفرنسي، فيشير تورام بقوله:"هذا ليس بجديد علي، إذ سبق ان عايشت مرحلة انضمام تييري هنري ودافيد تريزيغيه ونيكولاس انيلكا، حيث احدثوا فارقاً كبيراً وساعدونا في ذلك الوقت، ولا انكر ان في فرنسا مواهب كبيرة في حاجة الى الفرصة دائماً من اجل البروز". وتابع تورام حول سؤال يتعلق باللاعبين الصاعدين، وهل يملكون الفرصة للوصول الى النجومية كما هي الحال بالنسبة الى اللاعبين الذين ذكرتهم انفاً؟ قائلاً:"هذا سؤال دائماً يطرح، لكن اعتقد ان الشباب الصاعد قادر على ذلك، فهم جائعون للفرصة، ولولا ذلك لما ضمهم مدرب المنتخب ريمون دومينيك، وبرأيي هؤلاء لديهم الطموح نفسه مثل لسانا ديارا وابو ديابي وسمير نصري وكريم بنزيما، وهؤلاء على رغم صغر اعمارهم الا انهم اثبتوا موهبة كبيرة واحدثوا فارقاً". ويعتقد تورام انه من غير الممكن ان يكون في الملاعب للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا، ويعتبر ذلك غير واقعي، انما عن البطولة يقول:"افكر كثيراً في هذه البطولة بالذات، خصوصاً انني مرتبط كثيراً بأصولي الافريقية، ومن هنا افكر في ان اكون جزءاً من الحدث بطرق اخرى، وعلينا ان ننتظر ونرى في المستقبل". اما عن اهمية اقامة كأس العالم في القارة الافريقية، فيقول تورام:"اقامة مثل هذا الحدث في افريقيا سيترك اثراً ايجابياً فعلى مدى العصور كانت الفكرة ان القارة السمراء تفتقد التاريخ والثقافة والحضارة والثراء، وهذا ليس صحيحاً ابداً، وآمل بأن تكون كأس العالم فرصة للجميع من اجل استكشاف افريقيا على حقيقتها، وخصوصاً جنوب افريقيا منظمة الحدث".