بعد نجاح المخرجة السورية رشا شربتجي في مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" الذي اثار عدداً من الأسئلة على جرأة المعالجة، ومناقشة قضية فساد ابناء المسؤولين، ها هي تقتحم الدراما المصرية من خلال مسلسل "ولاد الليل"، من بطولة جمال سليمان وغادة عبدالرازق وخيرية احمد وعلاء مرسي، وتأليف محمد سليمان وانتاج شركة الجابري. وتعرب شربتجي عن سعادتها بالعمل في مصر، وتعتبره بمثابة ميلاد جديد لها. وتقول ان الفضل في اختيارها لإخراج المسلسل يعود الى مواطنها جمال سليمان."فهو صديق مقرب من والدي المخرج هشام شربتجي، وسبق أن شاهد لي اعمالاً كثيرة، آخرها"غزلان في غابة الذئاب"الذي فاز بعدد من الجوائز، منها جائزة مهرجان"القاهرة للاذاعة والتلفزيون"، ما شجعه على طرح اسمي لدى الشركة المنتجة". ولا تجد شربتجي صعوبة في التعامل مع الواقع المصري، وتقول:"لست غريبة عن المجتمع المصري، خصوصًا انه يشبه المجتمع السوري، وفي يوم من الايام كنا مجتمعًا واحدًا، اضف الى ذلك انني ولدت لأم مصرية كانت مهندسة ديكور في استوديو مصر، وأب سوري، وعشت وكبرت في القاهرة، حتى أتممت دراستي الجامعية في كلية الآداب قسم علم النفس. من هنا لم اشعر برهبة عندما رشحت لإخراج مسلسل في مصر، خصوصاً أن حوادثه تدور بالكامل في مدينة بور سعيد، تلك المدينة صاحبة التاريخ العريق، والتي تعرضت للعدوان الثلاثي، وحرب الايام الستة، ثم جاء الانفتاح الاقتصادي ليغير طبيعة رجل الشارع في تلك المدينة، الذي يتناوله المسلسل في أحداثه المتصاعدة". وعن عدم دراستها الإخراج تقول:"فضلت ان ادرس علم النفس الذي يغوص داخل الشخصيات، ما ساعدني في مشواري الفني، إذ سافرت الى والدي في دمشق، وطلبت ان اعمل معه في الإخراج، فلم يمانع. بل رحب بالفكرة وشجعني وتعلمت على يديه كيف يستطيع المخرج تحويل الورق المكتوب الى صورة مليئة بالتفاصيل تخاطب عين المشاهد وأذنه. وعندما شعرت انني استطيع ان ادير عملاً بالكامل، كان والدي قلقًا علي، لكنني صممت على خوض التجربة الى نهايتها، وبدأت في هذا المجال، فأخرجت عدداً من الاعمال التي استحسنها الجمهور، هو في حد ذاته أهم نجاحاتي". وتضيف:"كل مخرج هو قائد في عمله، وله اسلوبه الخاص في التعامل، سواء مع أبطاله أم مع الموضوع الذي يطرحه. فبالنسبة إليّ، احب التصوير في الشوارع والحارات والاماكن الطبيعية لأنها تعطي صدقية للحدث وتقربه إلى الجمهور. وهذا ينطبق على مسلسل"ولاد الليل"الذي يدور داخل اسواق مدينة بور سعيد من خلال علاقة سعيد سستماتي بطل العمل جمال سليمان ببقية التجار. اما بالنسبة إلى الأمور التقنية، فأنا اعشق العمل بأسلوب سينمائي، إذ اصور بكاميرا واحدة لأنها تعطي صورة افضل، على رغم الوقت الذي تستغرقه. وهنا لا بد من ان اتوجه بالشكر لهيئة الانتاج التي وفرت لنا الامكانات حتى يخرج المسلسل بأفضل صوره". ورداً على سؤال حول إذا كانت الدراما المصرية ستأخذها من عملها في سورية، تقول:"هل يستطيع الانسان ان يخرج من جلده؟ بدايتي الحقيقية حيث عرفني الجمهور ، كانت من طريق الدراما السورية. ولا استطيع ان ابتعد عنها لانها صاحبة الفضل. ولا اذيع سراً إن قلت انني احضِّر الآن لعَمل درامي جديد يناقش مشكلات الحارة السورية، وما طرأ عليها من تغيرات اجتماعية واقتصادية، وسأبدأ تصويره عقب الانتهاء من مسلسل"ولاد الليل". وعن حرصها على الوجود في رمضان، تجيب:"لا شك في ان رمضان يحظى بكم عال من المشاهدة لأن فيه تتجمع الأسرة في المنزل، ولكن دعنا نحكِّم المنطق الذي يقول ان العمل الجيد يفرض نفسه سواء عرض في رمضان أم في اوقات اخرى. وبصراحة هذه المسألة لا تشغلني لأنها خاصة بشركات الانتاج وليس لي علاقة بها. انا فقط انتظر رأي الجمهور".