أكد تقرير نشر في لندن تزامناً مع تولي غوردون براون أمس زعامة حزب العمال، أنه كاد يتحوّل إلى ضحية"خطة سرية"أعدها معاونو رئيس الوزراء المستقيل توني بلير لفصله من منصبه وزيراً للخزانة عام 2005 في ظل زيادة الخلافات بينهما على خلفية طموحات براون لتولي رئاسة الحكومة خلفاً لبلير. ونشرت صحيفة"ذي إندبندنت أون صنداي"وثائق سرية تسربت إليها من مكتب رئاسة الحكومة، توضح تفاصيل الخطة التي كان من المفترض تنفيذها بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل سنتين. وامتنعت الرئاسة البريطانية عن التعليق على الوثائق المثيرة. وسبق ذلك تقارير أكدت أن شيري بلير حضت زوجها على فصل براون من منصبه بعد أن أصبح مصدر تهديد له. واتُّهِم براون الذي يتسلم رئاسة الوزراء من بلير بعد غد الأربعاء، بأنه يميل إلى السرية والتفرّد في القرار، وأنه يتمتع بشخصية ستالينية مثيرة للجدل، كما كان على خلاف دائم مع أعضاء الحكومة في ما يتعلق بموازنة وزاراتهم. ونشرت"ذي إندبندنت أون صنداي"وثائق تؤكد هذه الخطط السرية، وكذلك التفكير في تقليص مسؤوليات وزارة الخزانة ومهماتها بعد إقالة براون. وتتضمن الوثائق ملاحظات يمكن أن يدلي بها بلير بعد إقالة براون، وكذلك تعليمات موجهة إلى وزير الخزانة الجديد. وتشدد إحدى هذه الوثائق على أن"العمل بروح الفريق تعتبر من المزايا الرئيسة التي ينبغي أن يتحلى بها وزير الخزانة الجديد". وذلك يوضح ما كان يردده خصوم براون عن ميله إلى السرية واتخاذ القرارات المنفردة بعيداً من روح الفريق. لكن هذه الخطط استبعدت بعدما اضطر بلير إلى الاستعانة ببراون لإدارة حملته الانتخابية عام 2005، وكذلك وسط مخاوف من أن يخسر حزب العمال الانتخابات في ظل الانقسامات الحادة في صفوفه، والخلافات بين قطبي الحكومة بلير وبراون. وخلال مؤتمر في مانشستر شمال غربي انكلترا، أُعلن رسمياً أمس عن انتخابه على رأس حزب العمال بعد اقتراع داخل الحزب كان براون المرشح الوحيد فيه. ولم يتمكن منافسوه من الحصول على الدعم الكافي للترشح ضده. وبموجب النظام السياسي البريطاني, لا يتوجب تنظيم انتخابات تشريعية في حال أتى زعيم جديد على رأس الحزب الحاكم في منتصف الولاية. وبالتالي, فإن براون 56 سنة سيصبح تلقائياً رئيس الوزراء البريطاني الجديد بعد تسلمه زعامة حزب العمال. وينوي براون إلغاء قانون كان وضعه توني بلير يفرض قيوداً على التظاهرات ضد الحرب في العراق أمام البرلمان البريطاني، خصوصاً أنه وعد بأن يقود حكومة"تصغي"إلى الرأي العام، ويسعى إلى أن ينأى بنفسه عن تأييد بلير لغزو العراق. استطلاع في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي أن حزب العمال حقق تقدماً في شعبيته على حساب حزب المحافظين المعارض للمرة الأولى منذ تشرين الأول أكتوبر الماضي. وأبرزت صحيفة"ذي أوبزرفر"هذا الاستطلاع في صفحتها الأولى، وأشارت إلى أنه سيثير قلقاً عميقاً لدى المحافظين، لأنه يوضح أن براون حقق قفزة كبيرة في شعبية العمال قبل أيام من توليه الحكم، على نحو يلحق ضربة بآمال زعيم المحافظين ديفيد كاميرون بأن يهزم العمال في الانتخابات المقررة بعد نحو سنتين. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة"موري"أن حزب العمال يتقدم على المحافظين بمعدل ثلاث نقاط، مسجلاً 39 في المئة، في حين حصل منافسه التقليدي حزب المحافظين على 36 في المئة. وأضاف أن حزب العمال عزز رصيده بمعدل أربع نقاط مما كان عليه الشهر الماضي، مستفيداً من تدهور شعبية حزب الديموقراطيين الأحرار المعارض، والتي انخفضت من 18 في المئة إلى 15 في المئة، في حين فقد المحافظون نقطة من رصيدهم. وأشار الاستطلاع إلى أن 40 في المئة من الناخبين البريطانيين يعتقدون بأن براون سيكون أفضل من ديفيد كاميرون لتولي رئاسة الوزراء والذي حصل على دعم 22 في المئة منهم. ولاحظ أن زعيم"الديموقراطيين الأحرار"منزيس كامبيل حصل على تأييد 5 في المئة فقط من أصوات الناخبين لشغل منصب رئيس الوزراء.