أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة الدكتور توفيق السديري أن وزارته ترصد حالات شاذة لبعض المواقع الدعوية، التي تطرح فيها أفكاراً تدعو إلى الغلو والإرهاب، واصفاً تلك المواقع بمن «يدس السم في العسل». وقال السديري في حديث إلى «الحياة» إن وزارته ستطلق الأربعاء المقبل أول ندوة من نوعها يحضرها ممثلي 121 موقعاً دعوياً، لإيجاد ميثاق يرسخ مفهوم الوسطية والفكر المتزن في سياسة هذه المواقع الدعوية. وشدد على أن وزارته لا تملك سلطة على هذه المواقع الدعوية المخالفة، وأنها لا تهدف للحد من حريتها في الطرح، وإنما لتوحيد جهوداً لاستثمار التقنية في المجال الدعوي كما يجب، نافياً في الوقت نفسه أن تكون فكرة الندوة ولدت تحت «ضغوط». وقال: «الفكرة مخطط لها منذ عامين، ولم تتأخر عن موعدها، ونحاول مستقبلاً توسيع نشاطنا لتصبح ندوة تهتم بالمواقع الدعوية على مستوى الوطن العربي مستقبلاً». وفي ما يأتي نص الحديث: تطلق وزارة الشؤون الإسلامية الأربعاء المقبل، الندوة الأولى من نوعها للمواقع الدعوية السعودية، ما أهمية وأهداف هذه الندوة؟ - الندوة تأتي استشعاراً من وزارة الشؤون الإسلامية لدورها في الحقل الدعوي، وتطوير العمل في مجال الدعوة إلى الله، واستثمار التقنية الاستثمار الأمثل في ذلك، وهناك مئات من المواقع الدعوية منتشرة حول العالم وكلها مختصة في مجال الدعوة إلى الله، ولذلك الوزارة عزمت على إيجاد نوع من التنسيق والتنظيم وترتيب العمل بين هذه المواقع الدعوية بما يخدم الله تعالى. ورأت أن يكون لها لقاء مع العاملين في هذه المواقع، وهي تجمع المواقع السعودية الدعوية، وقد تتوسع الفكرة مستقبلاً لتصبح تجمع للمواقع الإسلامية الدعوية في الوطن العربي، ونحن نهدف إلى تشجيع العمل الدعوي على الإنترنت وتحفيز القائمين والقادرين على الإسهام في هذا المجال من دعاة وطلبة علم. وسيتم درس واقع الدعوة على شبكة الإنترنت وتقويمه هل هو صحي أولا..؟ وما الإيجابيات والسلبيات..؟ وأيضاً تفعيل التكامل بين الجهود الدعوية على الإنترنت، وتنسيق جهود هذه المواقع لمحاربة الغلو والإرهاب وترسيخ الوسطية. هل تنظرون إلى أن هناك مواقعاً دعوية فعلاً أثبت تورطها في انحراف الشباب باتجاه الإرهاب؟ - نعم، هناك بعض المواقع الدعوية وجد فيها استخدام هذه الوسيلة لأهداف تجعل الشباب المسلم يتجه إلى نوع من الفكر المتشدد والغلو وهي مسألة خطيرة، وهذه الندوة من أهدافها تنسيق الجهود وترسيخ الوسطية ونبذ الأفكار المتطرفة ومن يدعو إليها، عبر محاورها الأربع، إذ أن المحور الأول هو الدعوة إلى الله عبر الإنترنت ويشمل خصائص الدعوة والمجالات وأساليب ووسائل الدعوة، والمحور الثاني يعني المواقع الدعوية على الإنترنت، وهناك دراسة إحصائية للمواقع الدعوية، وتقويم مضامينها، والمحور الثالث ضرورة التكامل بين المواقع الدعوية وتطرح فيه رؤى ومقترحات وأثر ذلك في خدمة ومجالات ووسائل التكامل، أما المحور الرابع يعني بالمواقع الدعوية في مواجهة الغلو والأفكار وجهود المواقع الدعوية الحالية في ذلك وأثر الإنترنت في نشر الغلو والإرهاب. والوزارة ترغب في إشراك هذه المواقع لما لها من مهمات وولاية في مجال الدعوة إلى الله. لكن هناك تأثيراً واضحاً للمنتديات الدينية في الإرهاب؟ - من خلال استقراء الواقع، المواقع الإسلامية بعمومها لها دور في ترسيخ الوسطية، ولكن هناك مواقعاً شاذة وضعت الدين ستار لها لجذب الناس وبثت الأفكار المتطرفة وترسيخ مفهوم الغلو والإرهاب، ووجود أشخاص يتسللون لبث ونشر الفكر المتشدد، وهذه من المحاور المهمة في هذه الندوة لنبذ ذلك، ومحاربة الفكر وإيجاد الوسائل لعلاج هذا الوضع، وبصراحة من هذه المواقع من يدس السم في العسل، من خلال الأفكار التي تطرح. كم هي المواقع الدعوية المشاركة؟ وما تقويمكم لها بوضعها الحالي؟ - تمت دعوة جميع المواقع الدعوية السعودية على الإنترنت التي بلغ عددها 121 موقعاً دعوياً إلكترونياً. وبالنسبة للتقويم فالوزارة ترى أن الوضع جيد حالياً، وأن هناك حاجة إلى التنسيق بين هذه المواقع وتكامل الجهود وأنه لا بد من هذه الندوة. هناك بعض المواقع الدعوية التي تهاجم المملكة وعلماءها ومذهبها كدولة سنية، هل ستكون لكم محاولات في الحوار مع أصحابها مستقبلاً؟ - كما تعرف المملكة لما لها من مكانة دينية وسياسية واقتصادية على مستوى العالم فهي مستهدفة من قوى مختلفة وهذا الأمر تعيه القيادة السياسة وكل مواطن سعودي مخلص، والمثقفين والدعاة يعون أيضاً ذلك، ويجب أن نعمل من خلال مؤسساتنا السعودية المختلفة كلن في مجاله لإبراز حقيقة الواقع السعودي ونفي هذه الشبهات. وهناك من يحاول أن يدس الفرقة بين المملكة وأشقائها من الدول الأخرى وتنفيذ الفرقة، ولذلك دورنا دور كبير في نشر الفكر الصحيح، وأنها دولة قامت على الإسلام الذي جاء به الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم. هل ستكافحون المواقع الدعوية المخالفة، وإغلاقها؟ - قضية الإغلاق مرتبطة بجهات أخرى، ودورنا تنسيقي وإيجاد جهد موحد للمواقع الدعوية لنشر رسالة الإسلام الصافية الحقيقة التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية ونبذ ما يخالفها بالطرق الموجودة، وسنضمن حريتها الكاملة لأن دورنا فقط تنسيقي. هل تأخرت الوزارة في إطلاق هذه الندوة؟ وهل ولدت النتيجة بعد ضغوط عليكم؟ - أبداً لم نتأخر، وأن نأتي خيراً من ألا نأتي، ونحن عزمنا على تنسيق الجهود بين هذه المواقع وتوجيه العمل بشكل أكثر فعالية لمنع الازدواجية، وبالتالي تقدم عملاً دعوياً على الإنترنت بصورة أفضل. والفكرة خطط لها منذ عامين، أي لم تأتِ بضغوط وهي نتيجة قناعة من الوزارة، إذ رفع وزير الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ بالمقترح للمقام السامي وتمت الموافقة عليه. دخول المرأة في «الشورى» إدراك ل«متطلبات المرحلة »