"12045"... رقم بات يردده خبير "الستلايت" الفلسطيني، سامر عرابي، عشرات المرات يومياً، منذ الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، واستيلاء حركة"حماس"على مقاليد الأمور، بعد معارك عسكرية طاحنة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، هناك. هذا الرقم ليس"كوداً سرياً"، أو"شيفرة"لحل القضية الفلسطينية، وفك طلاسم اقتتال"الأخوة الأعداء"، بل هو باختصار التردد الخاص ب"فضائية الأقصى"، التابعة ل"حماس"، والتي تثير جدلاً كبيراً، منذ بدأت بثها، قبل أقل من سنة، وبخاصة في فترة الاشتباكات بين الفلسطينيين أنفسهم في القطاع، أخيراً. ويؤكد عرابي على الإقبال الكبير لتوليف"قناة الأقصى"في صفوف الجمهور الفلسطيني، بغية متابعة ما يبث من برامج وتغطيات على شاشتها، ويقول:"بعض الفلسطينيين يندم على إدخال هذه القناة ضمن باقة قنواته، على اعتبار أنها تستفز مشاعره، ومشاعر المحيطين به، من غير المنتمين الى الحركة الإسلامية، التي تمكنت قبل سنة من الاحتفال بعقدين على تأسيسها، من الفوز بالانتخابات البرلمانية الفلسطينية، قبل قرابة 18 شهراً... وآخرون ينعتوها بألفاظ نابية أحياناً، ولكن هناك من يراها مختلفة، وجريئة". وأثارت مشاهد بثتها القناة حفيظة مشاهديها من غير الحمساويين، مثل مشهد اقتياد عناصر في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة"حماس"، والقوة التنفيذية التابعة لها، عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية عراة، على الأقل في الجزء الأعلى من أجسادهم. وهو المشهد الذي لم يكن من الصعب مقاربته بما بثته الفضائيات العربية، حين أجبر جنود الاحتلال الإسرائيلي أفراداً في الشرطة الفلسطينية، على الخروج عراة أمام الجميع، خلال العملية العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال في مدينة أريحا، وأسفرت عن اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، ورفاقه. ومن المشاهد"المستفزة"أيضاً، بحسب كثر،"مشهد"جرجرة"جثمان قائد كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، في غزة سميح المدهون على الأرض، بعد مقتله في الاشتباكات"السوداء". ما أثار حفيظة أسرته، التي طلبت من فضائية فلسطين عدم نقل المشاهد عن"الأقصى"، في وقت كان يعد التقنيون في الفضائية الرسمية، مشاهد"جرجرة"جثمان الشهيد شاكر حسونة، الذي اغتالته قوات الاحتلال، وطافت بجثمانه الأرض، في الخليل، قبل سنوات، للمقاربة بين المشهدين، وهي المقاربة التي لم تغب عن ذهن كثر من المشاهدين. وكانت وزارة الإعلام الفلسطينية، في عهد الحكومة السابقة، أعلنت حظر القناة، لما تبثه من تحريض يعزز الفتنة، وبخاصة في فترة الاشتباكات بين حماس وفتح، في بيان لها، سرعان ما تراجعت عنه. وكانت"الأقصى بدأت في كانون الثاني يناير بثها من أحد مساجد جباليا، قبل أن تبث فضائياً على"عرب سات"، و"نور سات". وهي جزء من نشاط شركة"الرباط للإعلام والإنتاج الفني"، ويترأس مجلس أمنائها أحمد محمد فتحي حماد، من كبار مسؤولي"حماس"، كما يصفه بعض التقارير. وبدأت هذه الشركة الإعلامية عملها قبل سنوات مع إصدار أسبوعية"الرسالة". ومنذ كانون الأول ديسمبر 2003، بدأت أيضاً بتشغيل محطة الراديو"صوت الأقصى"، أما فتحي حماد فكان ضالعاً في النشاطات التنفيذية لحماس، وكان معتقلاً في سنوات التسعينات لدى إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يجده مراقبون مبرراً لما تبثه"الأقصى"من تحريض ضد السلطة، وحركة فتح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لاسيما في الأزمة الأخيرة. وخلال الأزمة التي لا تزال مستمرة، اقتحم مسلحون مكتب قناة الأقصى في رام الله، وحطموا بعض معداته، قبل أن يختطفوا إلى جهة مجهولة، ثلاثة من العاملين في القناة. واتهمت حركة حماس حرس الرئيس الفلسطيني بالمسؤولية عن اختطاف الصحافيين العاملين في القناة. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن"حركته تنظر بخطورة إلى إقدام جهاز أمن الرئاسة في مدينة رام الله، على اعتقال ثلاثة من موظفي قناة الأقصى الفضائية، والاعتداء عليهم واعتقالهم في مبنى المقاطعة، حيث مقر الرئيس الفلسطيني". وباتت"الأقصى"مصدراً لعدد من الفضائيات العربية، في المشاهد التي يبثها، لاسيما فترة الاشتباكات، وما تلاها، عندما نقلت"العربية"وغيرها عن القناة، مشاهد سيطرة مسلحي"حماس"على المقرات الأمنية، ومكتب الرئيس الفلسطيني، وتصريحات خاصة، منها أن"ما حدث في غزة تحرير ثان للقطاع"!