احكم الجيش اللبناني سيطرته على موقع "صامد", احد المعاقل الرئيسة لتنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد شمال لبنان في المعارك الدائرة منذ شهر مع مسلحي هذا التنظيم، وواصل عمليات التطهير استعداداً للسيطرة المباشرة عليه, ما يضعه على بعد أمتار من موقعي التعاونية ومجمع مدارس"الاونروا"وهما معقلان رئيسان ايضاً لعناصر"فتح الإسلام", ويقصفهما في شكل مركز، تمهيداً للسيطرة عليهما. واستمرت الاشتباكات أمس, متقطعة في محيط التعاونية ومجمع"ناجي العلي", في وقت عمل سلاح الهندسة على تفجير بعض العبوات وتمشيط المنطقة التي سيطر عليها لتوسيع بعض الطرق تمهيداً لمرور الآليات إلى الداخل. وأصبحت المنطقة الشمالية للمخيم والشرقية لجهة البحر تحت سيطرة الجيش، فيما سجل تراجع لعناصر"فتح الإسلام"الذين بدأوا يلجأون الى عمليات التفجير من بعد، وحاول بعضهم التسلل الى المحور الجنوبي للمخيم من ناحية بحنين حيث دارت مواجهات عنيفة، وسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر"فتح الإسلام"بحسب ما أفادت"الوكالة الوطنية للإعلام"الرسمية. وذكرت مصادر عسكرية لپ"الحياة"ان قرار الجيش اللبناني هو إنهاء ظاهرة"فتح الإسلام"في المخيم الجديد ولا نية لديه بالدخول الى المخيم القديم او الانجرار الى مشكلة في هذا الجزء من المخيم, وعلى الفصائل الفلسطينية في المخيم تحمل مسؤولياتها في هذا الشأن. ولاحظت المصادر العسكرية تراجع منسوب النيران لدى مسلحي"فتح الإسلام"، ما يشير الى تراجع القدرة القتالية وفقدان زمام المبادرة, وأشارت الى معلومات تفيد بأن قائد التنظيم شاكر العبسي ومساعده"ابو هريرة"يحتميان في المخيم القديم نهاراً وينتقلان ليلاً إلى خطوط التماس مع الجيش. ويشارك في العمليات العسكرية في شكل يومي سلاح الجو اللبناني عبر مروحيات"غازال"التي تطلق صواريخها من نوع"هوغ"على أهداف مباشرة. وقدرت المصادر العسكرية ان يكون هدف العملية العسكرية تحقق بحلول غد الثلثاء، أي مع وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى لبنان عمرو موسى, وأكدت في الوقت نفسه ان لا مفاوضات مع التنظيم المسلح وأن قرار القيادة العسكرية هو إنهاء هذه الظاهرة, لافتة الى ان المفاوضات التي أجريت سابقاً كان هدفها كسب الوقت. واذ أشارت المصادر الى التزام القيادة العسكرية القرار السياسي، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه ان ظاهرة"فتح الإسلام"يجب الاّ تبقى على قيد الحياة. وكشفت المصادر العسكرية عن ان عدداً من عناصر هذا التنظيم يتصلون بأهاليهم ويطلبون منهم العمل على اخراجهم من المخيم, ويشيرون الى انهم يتعرضون في الداخل الى تهديدات بالقتل ان هم حاولوا ذلك, ونقلت عن اهالي هؤلاء ان ابناءهم فتية غرر بهم ولم يكونوا على علم بما يدبر لهم، اذ أبلغوا ان ما يقومون به هو طريقهم الى القدس! وكان وفد من منظمتي"يونيسف"وپ"اونروا"برئاسة ألين بلير استطلع ميدانياً الأوضاع المحيطة بالمخيم، متوقفا لبعض الوقت عند الكورنيش البحري من الجهة الشمالية المشرفة على الواجهة البحرية للمخيم، حيث كان محيط مدارس"اونروا"يتعرض للقصف وتم استعراض الوضع عبر خرائط حملها الوفد معه. ورفضت بلير الإدلاء بأي تصريح، وذُكر ان الزيارة استطلاعية لمعاينة الأضرار التي تعرض لها المخيم، والخطوات الممكن اتخاذها بعد انتهاء العمليات العسكرية. وشيعت أمس, قيادة الجيش اللبناني خمسة عسكريين استشهدوا أثناء قيامهم بالواجب خلال الأحداث الأمنية الجارية في الشمال وهم: المعاون الشهيد أيمن صالح مشيمش من بلدة كفر صير- النبطية، الرقيب الشهيد علي رفيق موسى من بلدة القصيبة - النبطية، العريف الشهيد الياس حنا الأحمر من بلدة سفينة الدريب - عكار، العريف الشهيد عبدالله محمد اسماعيل من بلدة قنيا - عكار والعريف الشهيد ميلاد حنا سعادة من بلدة دير الأحمر - بعلبك. وألقى ممثل لقائد الجيش خلال كل تشييع، كلمة نوه فيها بپ"تضحيات الشهداء الذين بروا بالوعد والقسم التزاماً برسالتهم، ودفاعا عن سيادة الوطن". وتفقد قائد الجيش العماد ميشال سليمان أمس، الوحدات العسكرية المنتشرة في نهر البارد، وأشرف على سير العمليات والإجراءات الميدانية المتخذة واطلع على أعمال إزالة العوائق والأفخاخ والألغام وتدمير الأنفاق التي كانت تستخدمها عصابة"فتح الإسلام". وأكد سليمان أمام الضباط والعسكريين،"ان قرار القضاء على فلول الإرهابيين نهائي لا رجوع عنه، وأن لا مفر أمام هؤلاء إلا إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم للعدالة قبل فوات الأوان"، داعياً"الأخوة الفلسطينيين الى اتخاذ موقف شجاع ومسؤول بالتصدي للقتلة المجرمين، الغرباء على نسيج الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، واقناعهم بالخضوع للنظام والقانون، وعدم السماح لهم بالتسلل الى صفوفهم، والعمل على طردهم، الأمر الذي سيسهم بكل تأكيد في إنهاء هذه الظاهرة الشاذة، ورفع الأذى الجسدي والمادي عن المدنيين الأبرياء، والإسراع في عودة النازحين منهم الى منازلهم والشروع بإعادة إعمار ما تهدم". "هآرتس" من جهة ثانية، افادت صحيفة"هآرتس"أمس، إن معلومات وصلت الى إسرائيل أخيراً تفيد أن وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما عرض أثناء زيارته دمشق "صفقة"على الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن داليما قال لمضيفيه السوريين:"إننا على استعداد لمساعدتكم في الحصول على شرعية دولية والخروج من العزلة، لكن في المقابل أريد أن تعداني بأن قواتنا في لبنان وهي جزء من"يونيفيل"لن تتعرض لهجمات من جانب"حزب الله"أو منظمات أخرى". وأثارت المعلومات بهذا الخصوص غضباً وقلقاً في إسرائيل.