سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجموع الضحايا منذ مساء الأحد 76 قتيلاً وأكثر من 200 جريح . غزة : 14 قتيلاً وعشرات الجرحى في اليوم الرابع من الاقتتال و "حماس" تطالب عناصر الأجهزة الأمنية بإلقاء السلاح غداً
قتل 14 فلسطينياً وجرح عشرات آخرون في اشتباكات دامية وقعت أمس في الجزء الغربي من مدينة غزة، وبعض مدن قطاع غزة ومخيماته بين مسلحين من حركة"حماس"والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ومسلحين من حركة"فتح"وعناصر من الأجهزة الأمنية المتحالفة معها، في وقت تواصل فيه سقوط مواقع ومراكز الاجهزة الأمنية امام ضربات"حماس"التي سيطرت على معظم المناطق باستثناء المربع الامني في مدينة غزة وبعض المواقع الاخرى. ولم يلتفت الفريقان المتصارعان الى أي دعوات فلسطينية او عربية وحتى دولية لوقف الصراع الدامي على سلطة تحت الاحتلال، وواصلت الحركتان القتال بضراوة أشد من كل المرات السابقة. وتحولت غزة الى مدينة أشباح خلت شوارعها من المواطنين الذين التزم معظمهم بيوتهم، فيما فر كثيرون من عناصر الأجهزة الأمنية وقادتهم وقادة من حركتي"فتح"و"حماس"من منازلهم تحسباً لوقوعهم في أيدي الطرف الآخر. وفي مسعى لحسم المعركة عسكرياً وميدانياً أمهلت"حماس"عناصر الأجهزة الأمنية في قطاع غزة حتى السابعة من مساء غدٍ الجمعة لإلقاء السلاح كي لا تمسهم بسوء، او العناد ومواجهة مصيرهم المحتوم: القتل. وقالت مصادر مختلفة من اماكن متفرقة من قطاع غزة ل"الحياة"ان مسلحي"حماس"سيطروا على معظم المقار الأمنية في اربع من محافظات القطاع الخمس وهي: رفح وخان يونس والوسطى وشمال غزة جباليا، فيما ظلت المعركة الأكبر والأعنف تدور في الجزء الشمالي الغربي من مدينة غزة الذي يضم المقر الرئيس للمخابرات العامة الفلسطينية، والجزء الجنوبي الغربي الذي يضم مكتب الرئيس محمود عباس ومنزله ومكتب النائب عن"فتح"محمد دحلان ومنزله ومقر الأمن الوقائي الرئيس ومجمع الأجهزة الأمنية"السرايا"ومنازل عدد من كبار القادة السياسيين والعسكريين الموالين للرئيس عباس وحركة"حماس". وكان 23 قتيلاً سقطوا أول من أمس، قضى معظمهم ليل الثلثاء - الاربعاء في معارك ضارية دارت حول المقر الرئيس لقوات الأمن الوطني في محافظة شمال غزة جباليا. وسقط في هذه المعركة 11 عنصراً من الأمن الوطني وعنصران من القوة التنفيذية، الأمر الذي يعكس اختلال موازين القوى على الارض لصالح حركة"حماس". وبسقوط 14 قتيلاً أمس، يرتفع عدد قتلى هذه الموجة من الاقتتال الدائر منذ الأحد الماضي الى 76 قتيلاً وأكثر من 200 جريح. وعمدت عناصر حركة"حماس"الى بث رسائل عبر أجهزة الاتصال الخاصة بقوى الأمن الفلسطينية الرسمية تحضهم من خلالها على الاستسلام وتسليم اسلحتهم وعدم التصدي لهم في محاولة لاضعاف روحهم المعنوية وجعلهم ينهارون. وحققت"حماس"ما ارادت، ولو جزئياً، عندما فر اكثر من 50 رجل أمن من الموالين للرئيس عباس الى مصر عبر الحدود مع قطاع غزة وسلموا انفسهم لقوات الامن المصرية هرباً من جحيم الموت في شوارع القطاع. وكانت المواجهات حول منزل الناطق باسم"فتح"ماهر مقداد في أبراج المقوسي شمال مدينة غزة انتهت امس بسيطرة مسلحي"حماس"على المنطقة، قبل أن تقوم عناصر بالبحث من منزل الى منزل عن مقداد من دون أن تعثر له على أثر. كما حاصرت"حماس"حياً في مخيم الشاطئ غرب المدينة تقطن فيه عائلة بكر في محاولة لاعتقال أمين سر"فتح"في اقليم غرب غزة عاطف بكر. وتدخل وجهاء من المدينة لاقناع العائلة بتسليم عاطف إلى"كتائب القسام"، خصوصاً بعدما منح هؤلاء القيادي الفتحاوي ربع ساعة فقط لتسليم نفسه وإلا لقي مصيره المحتوم. وأفادت مصادر طبية وأمنية فلسطينية امس ان ثلاثة اشخاص قتلوا وجرح 26 آخرون نتيجة تفجير مقر الأمن الوقائي من خلال زرع عبوة ناسفة كبيرة جداً تحت المقر عبر نفق، ما أدى الى تدميره بالكامل. وقالت المصادر إن"اثنين من افراد الامن الوقائي قتلا داخل المقر الذي تم تفجيره وقتل آخر خارج المقر فيما جرح 26 من أفراد الامن". وقال المدير العام للأمن الوقائي العميد يوسف عيسى ان عناصر من"كتائب القسام"فجروا مقر الأمن الوقائي في خان يونس من خلال حفر نفق اسفل المقر وزرع عبوة ناسفة كبيرة الحجم أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى نتيجة الانفجار الذي هز المنطقة. في غضون ذلك، قال الناطق باسم الحرس الرئاسي العقيد علي القيسي ان قوات الامن الفلسطينية تشن هجوماً معاكساً ضد حركة"حماس". ونفى القيسي في تصريح صحافي ما وصفه ب"ادعاءات حماس في شأن استيلائها على مواقع الأجهزة الأمنية في القطاع"، قائلاً إن"قوات الامن الوطني والحرس الرئاسي موجودة في جميع مواقعها". وقال ان"حماس"تشن"حرباً نفسية ضد الاجهزة الامنية وعناصرها وتدعي بأن كل مواقع الاجهزة الامنية قد سقطت في أيديها"، واصفاً ذلك بأنه"محض كذب وافتراء". وطالب القيسي افراد الاجهزة الامنية ب"الاستمرار في صمودهم والدفاع عن مواقعهم وعن الشرعية الفلسطينية"، داعياً"ابناء الشعب الفلسطيني والاجهزة الامنية الى التصدي للتيار الدموي في حركة حماس الذي يريد الانقلاب على الشرعية الفلسطينية وإعلان دولة الانغلاق في قطاع غزة". مسيرة ضد الاقتتال في غضون ذلك، اطلق مسلحون مجهولون النار امس على مسيرة حاشدة نظمها وجهاء ومخاتير وشخصيات في مدينة غزة دعا اليها رئيس الوفد الأمني المصري اللواء برهان حماد اول من امس احتجاجاً على عدم تلبية دعوته من قبل الحركتين لعقد اجتماع عاجل لبحث التوصل لوقف اطلاق نار جديد يضع حدا لدوامة العنف الدموية. واصيب 15 فلسطينياً بجروح متفاوتة من المشاركين في المسيرة التي انطلقت من حي الشجاعية شرق مدينة غزة الذي ظل هادئاً طوال الأيام الماضية وصولاً الى المربع الامني غرب المدينة الذي يشهد منذ الأحد الماضي حرب شوارع وقتالاً عنيفاً بين فريقي الرئاسة والحكومة المتصارعين دمويا على السلطة. الضفة الغربية وفي الضفة الغربية، نظم مئات الفلسطينيين تظاهرة سلمية في مدينة رام الله وسط الضفة، دعا خلالها المتظاهرون الى وقف الاقتتال في غزة، وعدم نقله الى الضفة. وتناقل الفلسطينيون الدعوة الى تنظيم المسيرة بواسطة رسائل"SMS"القصيرة عبر الهاتف الخليوي. وفي مدينة نابلس شمال الضفة وقعت اشتباكات بين مسلحين من حركتي"فتح"و"حماس"في مخيم العين غرب المدينة اسفرت عن اصابة عدد من المواطنين بجروح. واقتحم مسلحون من"كتائب الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"مقر"شركة الثريا للانتاج الفني"التابعة لحركة"حماس"غرب المدينة وخطفوا 12 موظفاً منها. وأمهلت"كتائب الاقصى"حركة"حماس"12 ساعة لوقف الاقتتال واستهداف عناصر فتح والاجهزة الامنية. وخطف مسلحون من"كتائب الاقصى"عدداً من كوادر وقياديي حركة"حماس". ولم يتم التأكد من معلومات مفادها ان"كتائب الأقصى"قتلوا وكيل وزارة النقل القيادي في"حماس"فيضي التميمي، في وقت طالبت عائلته باطلاقه فوراً، خصوصاً بعدما هددت"كتائب الأقصى"بقتله. يشار الى ان الناطق باسم كتلة"حماس"البرلمانية الدكتور صلاح البردويل اصدر تصريحاً لافتاً ليل الثلثاء - الاربعاء قال فيه ان"قرار الحسم"اتخذته كتائب القسام مع"اللحديين"نسبة الى جيش انطوان لحد العميل الاسرائيلي في جنوبلبنان ابان سنوات احتلاله. وقال البردويل ان"قرار الحسم مع هذه الفئة التي تمثل جزءاً من حركة"فتح"لم يعد محل تردد، لأن التردد أغرق هذه الفئة باغتيال خيرة أبنائنا وعلمائنا بانتقاء استخباراتي اسرائيلي وبطريقة غادرة".