رد الجيش اللبناني أمس بعنف على مقاتلي "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد، منفذاً هجوماً جديداً عبر الشاطئ في اتجاه موقع مدارس "أونروا"، إضافة الى مركزي صامد والتعاونية والمواقع الخلفية في المخيم التي لجأ إليها المسلحون لتعزيز دفاعاتهم، ودكها بالمدافع الثقيلة والدبابات، ما أدى الى سقوط موقعين وصفا بأنهما "استرتيجيان" هما"النورس"وپ"الوحش"اللذان يفصلهما عن موقع"صامد"ملعب لكرة القدم، وأفادت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قيادات في"فتح الاسلام"الذين كانوا في موقع"صامد"الذي دمر لناحية البحر. في هذه الأثناء تفقد رئيس الأركان في الجيش، اللواء الركن شوقي المصري، الوحدات المنتشرة في محيط نهر البارد والتقى الضباط والعسكريين، مثنياً على جهودهم وبطولاتهم التي تجلت خلال المواجهات. ونقل إليهم توجيهات قائد الجيش العماد ميشال سليمان واعتزازه"بمناقبيتهم وادائهم وتضحياتهم الجسام". وشدد المصري على ضرورة بذل أقصى الجهود للحفاظ على أرواح الأبرياء المدنيين لبنانيين وفلسطينيين. وجاء ذلك غداة تكبيد الجيش"فتح الإسلام"17 قتيلاً، بينما تمكن امس من قتل قناصين على الأقل وتوقيف 4 من المسلحين حاولوا التسلل في اتجاه مواقعه. واحتدمت الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي"فتح الاسلام"على محاور عدة، خصوصاً في محيط موقع"صامد"والمنطقة الممتدة على الطريق العام باتجاه التعاونية ومحور مسجد القدس. وبدا أن الجيش ينفذ خطة إحكام الخناق على المسلحين. وقصف الجيش أيضاً الأبنية التي استخدمها المسلحون لممارسة القنص وإطلاق قذائف"آر بي جي"في اتجاه مواقعه لا سيما في الجهتين الشمالية والشرقية - الجنوبية. وأفادت معلومات أن الجيش يحقق تقدماً وأن وحداته أصبحت على مشارف منزل قائد التنظيم شاكر العبسي الذي تمكن جنود من دخوله أول من أمس ونسفه بعد سحب مستندات مهمة جداً. وأفيد أن باخرةً كان مقرراً ان تفرغ حمولتها من الفيول في معمل البداوي للكهرباء، تعرضت لقصف مدفعي من داخل مخيم نهر البارد ما دفعها الى الهروب الى عرض البحر من دون إفراغ حمولتها. بيان التوجيه وأعلنت قيادة الجيش ? مديرية التوجيه في بيان أن وحداتها عملت على إحكام الطوق وانتزاع مواقع جديدة من المسلحين وإجبارهم على الفرار منها، وأصبحت الواجهة البحرية للمخيم تحت مرمى نيران الوحدات العسكرية، وكررت دعوتها"المسلحين المتمادين في ضلالهم إلى إلقاء السلاح، وتسليم أنفسهم كي تأخذ العدالة مجراها". محذرة"هذه المجموعة الإرهابية من محاولات التعدي على المراكز الدينية وتدنيسها، خصوصاً مسجد القدس باستخدامه مصدراً للاعتداء على الجيش". ونعت قيادة الجيش ثلاثة عسكريين"استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم العسكري في مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشمال"، وهم: المؤهل مصطفى علي الضاحي مواليد السكسكية - صيدا، 1977، والرقيب شادي حليم الجلبوط مواليد الخيام - مرجعيون، 1976، والعريف محمد عثمان الحسين مواليد حرار- عكار، 1984. وارتفع امس، عدد الموقوفين لدى القضاء العسكري الى 38 من المتهمين بالانتماء الى"فتح الاسلام"بعد الادعاء على موقوف لبناني جديد. تشييع مسعفي الصليب الاحمر وشيع أمس، مسعفا الصليب الأحمر هيثم ميشال سليمان وبولس جوزف معماري"اللذان استشهدا أثناء تأدية واجبهما الانساني وحققا شعار قسمهما إلى ما وراء الواجب"، وفق ما جاء في نعي الصليب الأحمر لهما. واحتفل بالصلاة لراحة نفس سليمان في كنيسة مار جرجس في بلدته جديدة الجومة، بينما احتفل بالصلاة لراحة نفس معماري في كنيسة سيدة النجاة في بلدته الشيخ محمد في عكار، في مأتمين رسميين شارك فيهما ممثلون عن الرؤساء الثلاثة، في حين تلقى الصليب الأحمر رسائل تضامن، واستنكاراً واسعاً للاعتداء على مسعفيه. وطالبت المسؤولة الاعلامية في اللجنة الدولية للصليب الاحمر سمر القاضي ب"تحييد الطواقم الطبية والانسانية التي تعمل على اساس حيادي كامل لأجل الوصول الى الضحايا المدنيين الذين يحتاجون الاغاثة والمساعدة، ومواصلة العمل لإجلاء المدنيين الذين لا يزالون في داخل مخيم نهر البارد والذين لا تتوافر لدينا أعدادهم". ولفتت القاضي الى ان"اللجنة وبالتعاون مع الصليب الاحمر اللبناني والهلال الاحمر الفلسطيني تمكنت خلال اليومين الماضيين من إدخال كميات من مياه الشرب، وإخلاء 77 مدنياً على رغم استمرار القتال داخل المخيم والالغام التي تعوق عملية الاغاثة، والطواقم متواجدة عند تخوم المخيم وهي في حال استعداد كامل للقيام بمهماتها الانسانية". وأكد عضو"رابطة علماء فلسطين"الوسيط الشيخ محمد الحاج الذي أصيب أول من أمس أثناء خروجه من المخيم بعد لقائه المسؤول العسكري لتنظيم"فتح الاسلام شاهين شاهين، أن"هناك تقدماً ملحوظاً في شأن المفاوضات"، لافتاً إلى أن"العبسي وأبو هريرة مختفيان منذ أربعة أيام". وأكد أنه"متفائل من سير المفاوضات الحاصلة"، مشيراً إلى"ليونة وتجاوب لمسهما من القائد العسكري للتنظيم شاهين". واكد"اننا قطعنا أشواطاً مهمة". وأوضح أن"أحد الأشخاص المعروفين من الفصائل الفلسطينية الذي تعرض له، لم يطلب منه نقل جريح أو أي شيء، بل الأهالي هم الذين طلبوا ذلك وقلنا لهم إن مهمتنا محددة". ومن القاهرة، نقلت"وكالة الانباء الالمانية عن"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ? القيادة العامة"، مطالبتها جامعة الدول العربية ب"التدخل العاجل لدى الحكومة اللبنانية والضغط عليها لانقاذ الفلسطينيين في مخيم نهر البارد". وقال الأمين العام المساعد للجبهة طلال ناجي، الذي يزور القاهرة حالياً إن"سكان نهر البارد شردوا بسبب وجود عصابة في المخيم"، مشدداً على أن"لا يجوز أن يعاقب الشعب الفلسطيني بسبب عصابة من 200 عنصر".