تمتلك سلطنة عمان عدداً من المقومات السياحية الطبيعية والتراثية والحديثة القادرة على الاسهام في تطوير هذا القطاع، ولذلك تتحول العناية بالسياحة الى صناعة تتكامل مقوماتها مع الحرص على المواءمة بين التطوير المتدرج وبين الحفاظ على تقاليد المجتمع العماني وطبيعته. وعلى ضوء ذلك تم تطوير السياحة في عمان عبر استراتيجية متكاملة وواضحة الأهداف، وأعطى هذا القطاع الحيوي دفعة قوية ليصبح من القطاعات الكفيلة بتعزيز البنية الاقتصادية للسلطنة. وحرص العاملون في مجال السياحة على تطوير المهارات والكوادر العمانية للمساهمة في التنمية السياحية. وتجلى هذا الحرص في تشييد بعض المؤسسات والمعاهد لشحن الطاقات وصهر المواهب العمانية. فلقد تم تأسيس كلية عمان السياحية عام 2001 بالارتباط مع المعهد الدولي للسياحة والادارة ITM والمركز الدولي للادارة IMC لجامعة العلوم التطبيقية في النمسا والمعترف بها دولياً. كما يتم التعاون مع مدرسة ساليزبورغ الدولية للسياحة التابعة للغرفة التجارية النمسوية. تحظى الكلية اليوم برعاية وزارة القوى العاملة، وهي مخولة بمنح شهادة دولية ما يتيح لها تلبية شتى احتياجات سوق العمل في مجالي السياحة والضيافة، حيث يحوز الطلبة عند تخرجهم على المهارات المتخصصة والكفاءة التي يحتاج اليها أصحاب الأعمال. ويقول مدير التسويق وشؤون التدريب أشرف الزدجالي في لقاء مع"الحياة":"الكلية تضم العديد من المحاضرين الأكفاء من أرجاء العالم كافة لنقل خبراتهم وتزويد الطلاب بمهارات عالية الجودة وعالمية المقاييس في بيئة دراسية فريدة يسودها طابع المودة وطابع التعليم". ويضيف الزدجالي:"لقد آلينا على أنفسنا في كلية عمان السياحية أن نقوم بتأهيل واعداد المتدربين ليصبحوا مؤهلين للعمل في مجالات ادارة شركات الطيران والفنادق وتنظيم المؤتمرات وتنظيم الرحلات السياحية والاسهام في ابراز الوجه المضيء لمستقبل السياحة في السلطنة". وتقدم الكلية برنامجاً دراسياً مزدوجاً يؤدي الى دبلوم المعهد الدولي للسياحة أو الشهادة المهنية في الطهي أو التدبير المنزلي أو الخدمات أو الارشاد السياحي. ويتضح من محتويات المنهج أن على الطلبة أداء البرنامج التأسيسي لمدة عام واحد لتحسين مستوى اجادتهم للغة الانكليزية ومهارات الاستذكار. أما المتقدمون الذين يثبتون إجادتهم للغة الانكليزية فلديهم فرصة الالتحاق المباشر. يركز البرنامج على الدراسات النظرية والعملية حيث يدرس الطلبة مواد متنوعة ذات علاقة بقطاعات السياحة والسفر والضيافة مثل ادارة الأعمال والمحاسبة والادارة الفندقية والحاسب الآلي وادارة الفعاليات والتسويق وانتاج وخدمة الطعام وادارة المطاعم والمطابخ وصحة الطعام. كذلك يحتوي البرنامج على مواد عدة في اللغات ومهارات الاتصال وعلاقات الزبائن. وتشارك الكلية في عدد من الأحداث والفعاليات تجهيز الأنشطة والمؤتمرات والمناسبات الرياضية والمعارض حتى يتعرض الطلبة للممارسة العملية. تقع الكلية على مقربة من مطار السيب الدولي في مسقط. وتبلغ مساحة حرمها 9159 متراً مربعاً في منطقة تبلغ مساحتها 38929 متراً مربعاً تحوي 11 فصلاً و4 مختبرات للحاسب الآلي مجهزة على أعلى مستوى، ومركزاً لمصادر التعلم، و3 مطابخ حديثة للتدريبات، ومطبخاً للخدمة، وقاعة متعددة الأغراض، وثلاثة مطاعم متنقلة، وقاعة للولائم، وغرفاً للتبديل، وغرفاً واسعة لتخزين المعدات. من بين خدمات الطلبة تقدم الكلية الاعاشة والنقل والطعام. ويوجد أكثر من 90 غرفة مؤثثة في جناح الذكور وأكثر من 80 في جناح الاناث، بالاضافة الى أكثر من 18 حافلة لنقل الطلبة من موقع الاعاشة الى الكلية وأماكن التدريب. ويعتقد الزدجالي ان نتائج التدريب تظهر مدى اهتمام الكوادر العمانية وتحمسهم للانضمام لحقل العمل السياحي الذي كان يعتبر سابقاً مهنة غير مرغوب فيها. ويقول:"أشعر بسعادة لما حققه الطلاب من نجاح. إن خريجي الدفعات الثلاث الأولى استطاعوا الحصول على عمل. وتم اختيار بعضهم لاستكمال دراسات متقدمة بهدف تعيينهم في مجال التدريس بالكلية وذلك ابتداء من العام المقبل". ويبدي عدد من طلبة وطالبات الكلية رغبتهم الكبيرة في تطوير صناعة السياحة بالسلطنة مؤكدين أنهم يأملون في أن يكونوا جزءاً من هذا التطوير. ويقول ابراهيم بن صالح البطاشي تخصص صناعة الطعام"السلطنة مقبلة حالياً على نهضة سياحية ولذلك فإن واجبنا يقتضي المساهمة في تطوير صناعة السياحة بالبلاد والمساهمة الايجابية في هذا التطور". ويضيف:"ان المواد التي نتلقاها في الكلية ذات فائدة كبيرة وقد اسهمت في تطوير معرفتنا بالسياحة وبأهمية التخصصات التي ندرسها في زيادة تدفق السياحة وفي تقديم صورة جيدة عن السلطنة لدى السياح". وتقول ندى بنت حمد الحارثي سنة أولى إدارة أعمال سياحية إن المواد التي تدرسها في الكلية هي مواد ثرية وتساهم في تكوين ثقافة مميزة، موضحة ان المواد تتضمن الاقتصاد وادارة الأعمال والمحاسبة والتسويق وادارة السياحة ودراسة التاريخ والجغرافيا وتقنية المعلومات والضيافة وغيرها. وحول طموحها بعد التخرج تقول:"طموحي كبير إذ أتمنى أن أقوم بتأسيس مشروع سياحي خاص بي غير موجود في السلطنة، وأسعى الى أن يكون هذا المشروع جديداً ويجذب السياح من خارج السلطنة ويشجع السياحة الداخلية".