أعلنت أسرة معتقل سعودي في غوانتانامو أمس، تلقيها نبأ مقتل ابنها عبدالرحمن بن معاضة العمري "في ظروف غامضة". ورفض شقيق المعتقل المتوفى فرضية انتحاره مثلما لمح بيان رسمي للجيش الأميركي، أعلن فيه وفاة ثالث أسير سعودي. ولا تزال أسرتان سعوديتان تطالبان الجيش الأميركي بالكشف عن حقيقة مقتل ابنيهما ياسر الزهراني ومانع العتيبي في المعتقل السيئ الصيت. فيما لحقهما الإعلان عن وفاة المعتقل من جنسية يمنية صلاح اليماني. وبدوره، أوضح محمد العمري ل"الحياة"أنه تلقى نبأ وفاة شقيقه في المعتقل التاسعة من صباح أمس الخميس:"وبعدها بقليل تلقيت اتصالاً هاتفياً من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز معزياً". في هذه الأثناء، علمت"الحياة"أن فريقاً أمنياً سعودياً في طريقه إلى معتقل غوانتانامو في ثالث زيارة من نوعها، للاطلاع على أحوال نحو 70 معتقلاً لا يزالون محتجزين من أصل 127 أفرج عن نحو 63 منهم. وقال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير في رسالة إلى أسرة المعتقل غسان الشربي:"إن الحكومة السعودية تعمل على استعادة جميع المعتقلين في غوانتانامو". وأوضح مصدر أمني ل"الحياة"أن الفريق سيعقد اجتماعات مع سلطات معتقل غوانتانامو ل"مناقشة أوضاع السعوديين المعتقلين من الجوانب كافة، وإمكان تسليمهم للمملكة". وقال محمد العمري، إن ترتيبات تسليم جثمان أخيه عبدالرحمن:"لم تكتمل، وما زلنا في صدمة". وشدد على أن أسرته لن تصدّق خبر انتحار شقيقه:"لأن عبدالرحمن إنسان مؤمن ولا يمكن تصور إقدامه على هذا الفعل، وسنطالب بتحقيق واضح وشفاف لكشف الحقائق". وأعلنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية مطالبتها ب:"تحقيق مستقل ومحايد حول ظروف الوفاة في ظل وجود قرائن تشير إلى عدم إمكان حدوث ذلك من دون علم إدارة المعتقل". كما طالبت الجمعية ب"إعادة جثة المتوفى لتسليمها لذويه بأسرع وقت ممكن بعد التحقق من سبب وفاته". وكانت القيادة الأميركية في غوانتانامو أعلنت أن"الحراس عثروا على المعتقل فاقد الوعي ولا يتنفس"، وأن"طبيباً أعلن وفاة المعتقل بعد أن حاول اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنقاذه". ورجح البيان"انتحاره". ويتحدث شقيق المتوفى عن شخصية عبدالرحمن 34 عاماً، مشيراً إلى أنه كان يعمل في القوات المسلحة السعودية برتبة"عريف"، وولد في مدينة خميس مشيطجنوب البلاد وعاش فيها إلى أن انتقل عسكرياً ليخدم في قاعدة تبوك العسكرية. وقال:"قبل هجمات 11 سبتمبر بفترة قصيرة انقطع عن عمله ولم نعرف عنه شيئاً حتى اتصل بنا عشية الضربة العسكرية الأميركية على أفغانستان - تشرين الأول أكتوبر 2001- مؤكداً لنا أنه باقٍ حيث هو، وبعدها بشهور علمنا أنه من أوائل المعتقلين الذين رُحّلوا من أفغانستان إلى قاعدة غوانتانامو".