يخشى اهالي مدينة سامراء 120 كلم شمال بغداد ان تشهد مدينتهم ظروفاً صعبة بعد سلسلة تفجيرات أودت بحياة قائد شرطة المدينة العقيد جليل الدليمي وعدد من عناصر الشرطة، فيما عززت الشرطة اجراءاتها الأمنية تحسبا لتنفيذ جماعات مسلحة تهديدات بقتل كل من ينتمي الى القوى الامنية. وسامراء المضطربة لم تشهد استقراراً أمنياً منذ انطلاق أول بوادر عمليات مسلحة فيها بعد غزو العراق عام 2003 رغم خضوعها الى عمليات عسكرية كبيرة ويومية من جانب القوات الأميركية علاوة على اتخاذها منطقة عمليات مسلحة من جانب تنظيمات إسلامية متشددة منها"القاعدة". وازداد التوتر في المدينة بعد تفجير قبة الإماميين العسكريين في أواخر شهر شباط فبراير عام 2006 لتصبح مسرحاً لاقتتال الفصائل المسلحة مع القوات الأميركية، فضلاً عن استهداف شيوخ العشائر وأعضاء المجلس البلدي الذي فقد أكثر من رئيس له بتهمة عدم التعاون مع المسلحين. أما افراد قوات الأمن في سامراء فمعظمهم عناصر من خارج المدينة، اذ لم يتمكن احد من أبناء المدينة الاستمرار في الشرطة بعد التطوع فيها بسبب تعرضه لتهديد الجماعات المسلحة التي تعتبر كل من ينضم إلى قوات"الحرس الوطني"أو الشرطة"مرتداً". وأعلن المتطوعون إلى هذه القوات توبتهم في مساجد المدينة بطلب من هذه الجماعات التي منحت عفواً لكل من يعلن التوبة ويتراجع عن قرار عمله في الشرطة والحرس الوطني. وتكاد سامراء تكون المدينةالعراقية الوحيدة التي لم ينخرط احد من أبنائها في قوات الأمن العراقية، ومن انتمى منهم قدمّ استقالته مجبراً أو تعرض إلى القتل، الأمر الذي اضطر قيادة شرطة محافظة صلاح الدين الى محاولة فرز متطوعين في الشرطة من مدن أخرى للعمل في شرطة سامراء لسد النقص الحاصل هناك. وعلى رغم العروض المادية الكبيرة التي ينالها عنصر الشرطة إلا أن الدعوة لم تجد استجابة كبيرة. ويقول محمد، وهو من سكان مدينة تكريت 160 كلم شمال بغداد انه وافق على الخدمة في شرطة سامراء لكنه استقال وترك العمل بعد خطف جماعة مسلحة زملاء له وتعذيبهم بأساليب وحشية. يذكر ان الجماعات المسلحة علقت منشورات على أبواب المساجد وجدرانها دعت فيها عناصر الشرطة إلى إلقاء السلاح وإعلان التوبة في المساجد لمنع استهدافها وتعرضها إلى الخطف أو القتل. سالم، الذي رفض ذكر اسمه كاملاً، احد العناصر الذي أعلن توبته في احد مساجد المدينة بعد عثوره على منشور علق على باب منزله طالباً منه اللجوء إلى اقرب مسجد وإعلان التوبة وإلا يكون مصيره الإعدام شنقاً حتى الموت وفقاً لقانون هذه الجماعات. ويقول"اشتريت حياتي بالتوبة بعد ان تيقنت من عدم قدرتي على الصمود أمام جبروتهم". ويقول ثامر حرس وطني انه سلمّ ملابسه وراتبه وسلاحه الشخصي لجماعة مسلحة تعرضت له وقصد اقرب مسجد وأعلن توبته وأقسم على عدم العمل مع أي قوة أمنية عراقية. وشهدت سامراء حوادث دموية الأسبوع المنصرم حيث قتل قائد شرطة سامراء مع ستة من عناصر الشرطة بانفجار سيارة مفخخة اقتحمت مقر قيادة شرطة المدينة، أعقبه هجوم منسق على مقر القيادة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة استمر لمدة ساعة. وتفرض القوات الأميركية حصارا شاملا على المدينة منذ نحو عشرة أسابيع، فيما فرض حظر التجول مؤخرا على مدينة الدور شمال سامراء التي تعد إحدى الطرق الفرعية المؤدية إليها، فضلاً عن قطع الطرق الرئيسية والفرعية داخل المدينة بحواجز كونكريتية وجدران إسمنتية. وتعد طريق سامراء الفلوجة من اخطر الطرق التي تستغلها الجماعات المسلحة، وتقع فيها حوادث أمنية كبيرة آخرها إشعال مسلحين النيران في خمس عشرة شاحنة وقود متجهة إلى محافظة الأنبار غرب العراق مستغلة وخطف كل سائقي الشاحنات.