مر أكثر من أسبوع على الاشتباكات التي بدأت بين الجيش وقوى الأمن اللبناني من جهة، وحزب "فتح الإسلام" من جهة أخرى، في مخيم نهر البارد، شمال لبنان. وهذا الحزب أفكاره قريبة من"القاعدة". وأكثر عناصره التي ألقي القبض عليها، في الأيام الأخيرة، من الخليجيين والأردنيين وظاهر المسألة يشير الى أن نشوء هذا الحزب لم يكن بعيداً من اجراءات جهاز الاستخبارات الأميركي وسياساته. ويريد الأميركيون من طريق هذه الجماعة، تمهيد الميدان لزيادة قواتهم في المنطقة. وعلل مسوؤلو البيت الأبيض هذا الأمر بدعوى دعم حكومة رئيس الوزراء، فؤاد السنيورة، والدفاع عن أمن لبنان. ودعا هذا المحللين والمتابعين في المنطقة للعجب من التصرف الأميركي، وحملهم على التساؤل: لماذا لم يقدم مسؤولو البيت الأبيض على تقديم مثل هذا الدعم للبنان في أثناء حرب الپ34 يوماً، يوم كانت السيادة اللبنانية في مهب الخطر وسقط آلاف القتلى والجرحى والمهجرون؟ والعداء والكره اللذان يكنهما الكيان الصهيوني والأميركيون لقوات"المقاومة الإسلامية"، وعلى رأسها"حزب الله"في لبنان، كانا السبب في تحول حلم نزع سلاح"حزب الله"الى أحد أحلام تل أبيب وواشنطن المستعصية. وتولي مثل هذا العمل يستدعي القيام بخطوات تمهيدية. ومن هذه الخطوات الاشتباكات التي وقعت في الأيام الأخيرة. وموافقة اللبنانيين على القضاء على سلاح حزب مثل"فتح الإسلام"، ذريعة مناسبة لتدفق المساعدات، والمعدات المتطورة العسكرية الأميركية، على لبنان. وعلى هذا، فالمعركة بين الجيش اللبناني وپ"فتح الإسلام"تدريب على الحرب على مقاومي"حزب الله". ادانة"حزب الله"وپ"أمل"أعمال"فتح الإسلام"منذ اليوم الأول للمعركة، وإعلانهما دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية في هذا البلد قرينة على الاستشراف الفكري الذي يتميز به قادة"المقاومة الإسلامية"في لبنان، وعلى ادراكهم كواليس ما يحاك أميركياً من سياسات للشرق الأوسط. عن كرم محمدي ، "مردم سالاري" الإيرانية، 28/5/2007