أكد ضابط أميركي متهم "بمساعدة العدو" عبر تهريب هاتف نقال لمعتقل في سجن كان يشرف عليه في العراق، أنه كان "يتعاطف" مع السجناء من كوادر نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ومثل اللفتنانت - كولونيل وليام ستيل لليوم الثاني أول من أمس في قاعدة عسكرية على مشارف بغداد أمام جلسة استماع تعرف باسم "جلسة المادة 32" وهي النسخة العسكرية لمحكمة تضم هيئة محلفين وتجتمع لاتخاذ قرار في شأن وجود ادلة كافية تستدعي إقامة محكمة عسكرية. وفي أعقاب الجلسة، قررت الكولونيل اليزابيث فلمنغ تأجيلها، ولن يتخذ قرار قبل أسابيع في ما إذا كان ستيل سيمثل أمام محاكمة عسكرية لمواجهة كل أو بعض الاتهامات الموجهة اليه، وخصوصاً تهمة"مساعدة العدو"التي يمكن أن يواجه بموجبها عقوبة الاعدام. وقال الناطق العسكري للشؤون القانونية الميجور ريتشارد لوني:"لا يوجد موعد محدد لتقديم الكولونيل فلمنغ التقرير". وكان المحقق العسكري الخاص جون نوكيلا أفاد أمام المحكمة في وقت سابق أنه أجرى مقابلة مع ستيل في 22 شباط فبراير في اطار تحقيق في مزاعم حول سلوكه أثناء توليه قيادة وحدة كانت تحرس أعضاء سابقين في نظام صدام حسين في معسكر"كامب كروبر"على مشارف بغداد. وأجرى المدعي الكابتن مايكل ريزوتي مقابلة مع نوكيلا في شأن ردود ستيل عبر الهاتف أثناء الجلسة، وسأله:"هل أبدى ستيل تعاطفاً تجاه المعتقلين المتهمين، وأراد أن يحسن أوضاعهم المعيشية في السجن؟". وأجاب نوكيلا:"نعم لقد فعل". وسأل ريزوتي:"هل قال إنه يجب السماح للمعتقلين بالحصول على أكبر عدد ممكن من المزايا؟"، فاجاب نوكيلا بأن"هذا صحيح". وسأل:"هل قدم هاتفاً خليوياً خاصاً وبريداً الكترونياً شخصياً للمعتقلين؟"، فأجاب نوكيلا:"نعم، لقد فعل". وأكد نوكيلا في الجلسة كذلك أنه في مقابلة ثانية مع المشتبه به في 24 شباط فبراير، قال ستيل إن"ما فعلته كان خطأ. وسأخسر وظيفتي بسببه". وحاول ديفيد باريت محامي الدفاع عن ستيل التقليل من أهمية هذا الدليل باستدعاء شهود أفادوا أن منح السجناء المهمين من النظام السابق مزايا خاصة في كامب كروبر كان أمراً شائعاً. وأكد الكابتن فيليب ريمان، الضابط المسؤول سابقاً عن التغذية في معسكر كامب كروبر، في مكالمة هاتفية معه من الولاياتالمتحدة:"كنا نشتري السيجار لصدام حسين"، مضيفاً أن الاموال العسكرية كانت تستخدم كذلك لدفع تكلفة غسيل ملابس الرئيس العراقي السابق قبل مثوله امام المحكمة. وكان صدام أُعدم في 30 كانون الاول ديسمبر لارتكابه جرائم ضد الانسانية. ووجهت أربع تهم الى اللفتنانت كولونيل وليام ستيل 51 عاماً بينها أنه"ساعد العدو بين الاول من تشرين الاول اكتوبر 2005 و31 تشرين الاول اكتوبر عام 2006 عبر تقديم هاتف نقال غير خاضع للمراقبة الى معتقل عراقي"، في سجن كامب كروبر. كما يتهم بإقامة علاقات غير لائقة مع مترجمته وابنة احد المعتقلين. وكشف الادعاء أمام هيئة المحكمة الاثنين الماضي انه بعد تفتيش جهاز الكومبيوتر التابع لستيل 51 عاماً تبين وجود عدد كبير من اشرطة الفيديو الاباحية وبريد الكتروني يشير الى اقامته علاقة جنسية خارج نطاق الزوجية، وهو ما يعد مخالفة بموجب القانون العسكري. واعتقل ستيل بعد ذلك بشهرين وأُودع في سجن عسكري في الكويت. وتعتبر قضية ستيل الاحدث في سلسلة فضائح تهز نظام السجون العسكرية في العراق منذ غزوه عام 2003. وكانت صور تعذيب المعتقلين في سجن ابو غريب غرب بغداد تسببت بضجة كبيرة في انحاء العالم.