اعلنت الحكومة العراقية امس مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق ابو ايوب المصري خلال اشتباكات بين تنظيمات متطرفة في منطقة النباعي 45 كلم شمال بغداد لكن الجيش الاميركي لم يؤكد هذه المعلومات في غياب العثور على جثته، علماً بأن أحد زعماء عشائر النباعي ذكر ان القوات الأميركية أخلت جثة المصري لمعاينتها. واكد عبدالكريم خلف، مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية، ان مواجهات جرت في منطقة التاجي 40 كلم شمال بغداد بين"تنظيمات القاعدة بسبب وجود خلافات ... وتطور هذا الخلاف الى السلاح وتمت تصفية هذا المجرم اليوم أمس نتيجة الصراع العسكري المسلح في ما بينهم". واوضح وفقا"للمعلومات التي لدينا، لم تتدخل العشائر ولا قواتنا الامنية، وكان خلاف بينهم تنظيم القاعدة فنصبوا مكمناً لهذا المجرم مع شلة من اتباعه على جسر في منطقة النباعي فحدثت مصادمة ... نتيجتها قتل هذا المجرم، ومصادر وزارتنا شاهدت مقتله"، وقال"ان مستوى الخلاف الذي حدث بينهم بقتل هذا المجرم هو تطور مهم ويساعد كثيرا على تفكيك هذا التنظيم". ولم يؤكد الجيش الاميركي هذا الخبر. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن الناطق باسم الجيش الاميركي في العراق اللفتنانت كولونيل كريستوفر غارفر"ارجو ان يكون ذلك صحيحا لكننا نريد ان نتأكد تماما من صحة هذه المعلومات". من جهته، اكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان اشتباكات صباح الثلثاء على جسر في منطقة النباعي، وبموجب معلومات استخباراتية تلقتها وزارة الداخلية اكدت وجود"ابو ايوب المصري"المعروف ب"ابو ايوب المهاجر"بين القتلى. واشار الدباغ الى ان"جثة المصري ليست بين أيدي قوات الامن العراقية"مضيفا ان"محاولات تجريها الآن قوات جوية للبحث عن الجثة". واضاف:"هذه المعلومات ممكن ان تؤكد عن طريق فحص الحامض النووي للجثة بعد العثور عليها". وذكر الشيخ عبدالجبار الحكام، احد شيوخ العشائر في منطقة النباعي ل"الحياة"ان القوات الاميركية حملت جثة المصري معها لاخضاعها للفحوصات الطبية والتأكد من شخصيته. وأكد ان المنطقة شهدت مواجهات مسلحة بين عناصر"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"من جهة وتنظيم"القاعدة"من جهة ثانية قبل ايام بسبب النزاع على مناطق نفوذها. واعلن موت"ابو ايوب المصري"مرتين في السابق في تشرين الاول اكتوبر 2006 وشباط فبراير 2007 قبل ان ينفي الجيش الاميركي والسلطات العراقية ذلك. وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت في مطلع تموز يوليو الماضي انها خصصت خمسة ملايين دولار مكافأة لاعتقال ابي ايوب المصري الذي اعلن الجيش الاميركي انه خلف"ابو مصعب الزرقاوي"، الذي قتل في حزيران يونيو الماضي، في رئاسة تنظيم"القاعدة"في العراق. ويأتي الاعلان عن مقتل المصري بينما بلغت الازمة المستعصية بين ائتلاف يضم مجموعات سنية متطرفة منضوية تحت راية تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"وفصائل"مقاومة"تحمل طابعا محليا، منعطفا خطرا. وكان ابو عمر البغدادي، زعيم التحالف الذي يطلق على نفسه اسم"دولة العراق الاسلامية"دعا"جيش انصار السنة"و"جيش المجاهدين"و"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"الى عدم سفك الدماء، وحض على عدم الاقتتال في شريط صوتي بث في 17 نيسان ابريل على الانترنت. وجاءت هذه المناشدة في اعقاب مطالبة"الجيش الاسلامي"في السادس من الشهر الماضي اسامة بن لادن بالتدخل لوقف ممارسات تنظيم"القاعدة"المتهم باغتيال"اكثر من ثلاثين"من عناصره. وبدأت المواجهات بين"الدولة الاسلامية في العراق"وفصائل"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"في محافظة الانبار اواخر الصيف الماضي قبل ان تمتد الى المناطق المحيطة بالفلوجة 50 كلم غرب بغداد قبل شهرين. كما ان الانقسامات تسود مواقف العشائر بين موالية لامارة الانبار في"الدولة الاسلامية"ومعارضة لها. ويحارب تحالف يضم عدداً من عشائر السنة ويطلق على نفسه"مجلس انقاذ الانبار"، بدعم من الحكومة العراقية، تنظيم"القاعدة"في المحافظة التي تعد من المعاقل الرئيسية للتنظيم. واعتبر كريم البخاتي مستشار رئيس الوزراء العراقي مقتل المصري بداية لمرحلة جديدة لطبيعة المواجهات مع تنظيم القاعدة في العراق وقال ل"الحياة"ان مقتل زعيم"القاعدة"دليل واضح على تآكل التنظيم داخلياً فضلاً عن النزاعات القائمة بينه وبين باقي الفصائل المسلحة العراقية التي ترفض ممارساته في البلاد. وتتبع منطقة النباعي إدارياً الى محافظة صلاح الدين وتقع على بعد 45 كلم شمال بغداد وهي منطقة صحراوية تشتهر بوجود مقالع الحصى وتحيط بها مجموعة من المناطق الزراعية وتقع على بعد بضعة كيلومترات عن بلدة الدجيل. انخرط ابو ايوب المصري، والملقب بأبي حمزة المهاجر، واسمه يوسف الدين بالعمل في صفوف تنظيم"القاعدة"في التسعينات من القرن الماضي، وتلقى تدريباته العسكرية على يد ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"، وانتقل للعمل داخل العراق مع الاردني"ابو مصعب الزرقاوي"الزعيم السابق للتنظيم مع بداية دخول القوات الاميركية الى العراق عام 2003. ولعب دوراً كبيراً في تسلل المقاتلين الاجانب الى الاراضي العراقية وله خبرة كبيرة في المتفجرات وتفخيخ السيارات.